المستشفى الافتراضي الأردني: نموذج ناجح للتعاون الإماراتي في تعزيز التحول الرقمي في القطاع الصحي

المستشفى الافتراضي الأردني: نموذج ناجح للتعاون الإماراتي في تعزيز التحول الرقمي في القطاع الصحي

في خطوة تعكس عمق العلاقات التاريخية بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة الأردنية الهاشمية، وتعزز مسار الشراكة التنموية بين البلدين، شارك الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي عهد المملكة الأردنية، إلى جانب مدير عام صندوق أبوظبي للتنمية، محمد سيف السويدي في افتتاح مركز الصحة الرقمية الأردني “المستشفى الافتراضي”، كمشروع استراتيجي يأتي ضمن جهود الحكومة الأردنية لتحديث القطاع الصحي عبر أدوات التكنولوجيا الحديثة.

 

ويأتي تنفيذ هذا المشروع بتمويل من منحة دولة الإمارات لدعم مشاريع البرنامج التنفيذي لرؤية التحديث الاقتصادي للحكومة الأردنية (2023 – 2025)، والتي يديرها الصندوق بقيمة إجمالية تقارب 1.5 مليار درهم إماراتي، وفقاً للموقع الرسمي للصندوق، حيث تُعد هذه المبادرة نموذجاً حياً للتعاون الإماراتي الأردني، الذي يتجاوز الدعم المالي ليشمل بناء قدرات رقمية متقدمة تعزز كفاءة الخدمات العامة، وفي مقدمتها الرعاية الصحية.

 

مركز الصحة الرقمية الأردني (وكالات)

 

أهداف المركز

 

ويهدف المركز إلى ربط المنشآت الصحية في الأردن من خلال منصة رقمية موحدة، وإنشاء نظام إلكتروني متكامل لإدارة السجلات الطبية، ما يوفر منظومة متطورة للرعاية عن بُعد، قادرة على تلبية احتياجات المواطنين وفق أعلى معايير الجودة العالمية.

 

ويُنفذ المشروع من خلال شراكة بين شركة “بريسايت” الإماراتية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، ووزارة الاقتصاد الرقمي والريادة الأردنية، في تجسيد عملي لتحالف الخبرات الإماراتية والبنية المؤسسية الأردنية.

 

وقد عبر الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي عهد المملكة الأردنية الهاشمية عن تقديره لدولة الإمارات والدور الذي يقوم به صندوق أبوظبي للتنمية في دعم مشاريع استراتيجية تسهم في تحسين جودة حياة المجتمعات، مشيراً إلى أن “المستشفى الافتراضي” يجسد الرؤية الطموحة للمجلس الوطني لتكنولوجيا المستقبل، ويعد خطوة متقدمة نحو تسريع التحول الرقمي في قطاع الصحة الأردني، بما يتماشى مع أولويات رؤية التحديث الاقتصادي للمملكة في مختلف القطاعات الحيوية.

 

توجه إماراتي داعم

 

هذا ولا ينفصل هذا المشروع عن التوجه الإماراتي الهادف إلى تمكين الدول الشقيقة من بناء منظومات تنموية مستدامة، حيث يشكل المركز إنجازاً نوعياً يرسخ مفهوم الرعاية الصحية الذكية، من خلال تقديم خدمات طبية دقيقة وسريعة، وتيسير الوصول إلى الاستشارات المتخصصة، ما يُخفف من الضغط على البنية التقليدية للقطاع الصحي.

 

وتأتي هذه الخطوة في سياق مسار طويل من التعاون التنموي بين الإمارات والأردن، إذ ترتبط الحكومة الأردنية بصندوق أبوظبي للتنمية بشراكة استراتيجية أثمرت عن تمويل مشاريع تنموية تتجاوز قيمتها الإجمالية 6.5 مليار درهم إماراتي، وفقاً لموقع الصندوق.

 

وقد شملت هذه المشاريع قطاعات الطاقة، والنقل، والمياه، والتعليم، والرعاية الصحية، ما ساهم في دعم الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في المملكة، وتوفير بنية تحتية قوية تدعم خطط النمو المستقبلي.

 

رؤية تنموية ريادية 

 

وفي تعليق على هذا التعاون، يؤكد الخبير الاقتصادي أحمد المسيري في تصريحات خاصة لـ”النهار” أن دولة الإمارات رسخت مكانتها كداعم رئيسي للتنمية في المنطقة، عبر رؤية تنموية ريادية يقودها صندوق أبوظبي للتنمية، والذي لعب دوراً محورياً في فتح آفاق جديدة بمختلف القطاعات في الدول الشقيقة.

 

ويضيف المسيري أن الدعم الإماراتي، بقيادة الصندوق، يُجسد توجهاً استراتيجياً قائماً على تمكين الدول من بناء منظومات تنموية مستدامة، مشيراً إلى أن العلاقات بين الإمارات والأردن تمثل نموذجاً متقدماً لهذا التعاون.

 

ويتابع: “ترتبط الحكومة الأردنية بشراكة استراتيجية وثيقة مع صندوق أبوظبي للتنمية، أثمرت عن تمويل مشاريع تنموية في قطاعات حيوية، والآن تمتد إلى الصحة الرقمية، بما يعكس عمق هذا المسار التنموي الطويل والمثمر“.

 

هذا ويعكس هذا الإنجاز المشترك نموذجاً رائداً للعمل العربي المشترك، تُجسده الإمارات والأردن من خلال شراكة قائمة على الثقة والتكامل والاستثمار في الإنسان، بما يعزز مكانة البلدين كشريكين استراتيجيين في مسيرة تنموية طموحة، ترتكز على الابتكار والمعرفة وتسعى لبناء مستقبل أكثر ازدهاراً وتحولاً رقمياً.