تجليات تعارض الأولويات في الثلاثاء الكبير: قاسم يرفض تسليم السلاح لإسرائيل!

تجليات تعارض الأولويات في الثلاثاء الكبير: قاسم يرفض تسليم السلاح لإسرائيل!

ماذا بعد خطابي رئيس الجمهورية والامين العام لـ”حزب الله” اللذين سبقا جلسة الحكومة الثلاثاء المقبل. وهل التباين الكبير يطيح ما تبقى من قنوات حوار بين بعبدا وحارة حريك؟

 

خلال اقل من 24 ساعة سمع اللبنانيون خطابين فيهما عدد من النقاط المشتركة فيما التباين الواضح يتلخص في توقيت وكيفية تطبيق مبدأ حصر السلاح بيد الدولة.

 

لم يكن متوقعاً ان يغير “حزب الله” خطابه بشأن السلاح منطلقاً من ان لبنان نفذ ما عليه بما يتصل باتفاق وقف النار خلافا لتل ابيب التي امعنت في خرق الاتفاق من دون ان تحرك لجنة الاشراف التي يرأسها ضابط اميركي ساكناً.
واذا كان الرئيس العماد جوزف عون قد صارح اللبنانيين في خطابه لمناسبة عيد الجيش ، الا ان  ما يعيشه لبنان من ضغوط لتنفيذ مطلب اميركي اساسي ويكمن في تسليم السلاح ، سيفضي الى افتراق بين المكونات اللبنانية وخصوصاً ان حواراً وان كان غير دائم ، كان بدأ بين بعبدا وحارة حريك وكشف عنه عون عندما اكد وجود حوار مع “حزب الله” بما يتصل بقضية السلاح.
لكن من الواضح ان مقاربة الحزب التي عاد وكررها الشيخ نعيم قاسم تختلف جذرياً مع مقاربة رئيس الجمهورية .

 

فخطاب عون فهم وكأنه لم يسبقه اعادة الحزب التاكيد اان الحديث عن تسليم الحزب لسلاحه ليس أولوية الآن، مشيرا إلى أن “الأولوية للإعمار ووقف العدوان”. لكن الموقف الاوضح الذي توجه به الحزب الى المطالبين بتسليم السلاح يكمن بوصفه هذا المطلب بانه “يخدم المشروع الاسرائيلي” .

 

خلال اكثر من مناسبة اكد “حزب الله” انه ” نفذ كل ما هو مطلوب منه في اتفاق وقف اطلاق النار جنوب الليطاني حصراً”، واكد ان الاتفاق ينص على تلك المنطقة ولم يعد لديه ما يقدمه في اشارة الى تسليم مخازن السلاح والمواقع في تلك المنطقة للجيش اللبناني ، والاخير يقوم عادة بتفجير تلك الاسلحة . وللاشارة ان الموفد الاميركي اكد ان الجيش يجب ان يكون مجهزاً  كـ”قوات حفظ سلام وليس قوات عسكرية هجومية”.

 

كلام عون الذي كان واضحاً ويختصر بضرورة حصرية السلاح والوقوف خلف الدولة والجيش ، فيما تفسره اوساط بأنه جاء وكأن قاسم لم يتحدث قبل 24 ساعة من خطاب عون ويرسم مجدداً خارطة طريق لمناقشة قضية السلاح مع شرط وحيد وهو تنفيذ الاتفاق اولاً.لا تخفي تلك الاوساط ان كلام عون جاء بعد ضغوط خارجية كبيرة على لبنان دفعت برئيس الجمهورية لمصارحة اللبنانيين ، ولكن تلك الضغوط تهدف بحسب مقربين من الحزب الى تحقيق اهداف تل ابيب حصراً من دون البدء بخطوات عملية تنهي الواقع الحالي والذي كان من المفترض ان يتغير بدءاً من 26 كانون الثاني السابق وفي حده الاقصى في 18 شباط بعد تمديد فترة تنفيذ كامل بنود الاتفاق.

 

وسط التعارض الواضح بين بعبدا وحارة حريك ، تبدو فترة الغزل المتبادل بينهما قد اقتربت من نهايتها ، وان جلسة الثلاثاء هي الحد الفاصل الذي سيرسم طبيعة العلاقة ليست فقط بين الحزب وعون وانما بين الثنائي “امل” و”حزب الله” والحكومة.

 

فالاتصالات متواصلة على خط عين التينة – حارة حريك للوصول الى الثلاثاء بموقف موحد سواء كان للمواجهة السياسية او للمزيد من التشاور الذي سيواصله رئيس مجلس النواب نبيه بري مع الاطراف المعنية لتلافي تداعيات جلسة الحكومة في حال الاتجاه لاقرار الية تنفيذية لحصر السلاح.

 

ولم يعد خافياً بنظر المقربين من الحزب بأن عون تعمد مخاطبة الحزب وبيئته وكأنه يرسم اطار القرار الذي ستتخذه الحكومة الثلاثاء المقبل.