الرئيس الجزائري خلال لقاء إعلامي مع ‘النهار’: مسألة السلاح هي قضية لبنانية… نحن منفتحون على التغيير في سوريا ومستعدون لتقديم الدعم.

الجزائر- موناليزا فريحة
“ختامها مسك”، هكذا تمنى الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون على مجموعة من الاعلاميين اللبنانيين، بينهم موفدة “النهار”، ترك الأسئلة عن لبنان إلى نهاية اللقاء معه في قصر المرادية في الجزائر، ليعبر مجدداً عن المكانة الخاصة لهذا البلد لديه، بعد الحفاوة التي خص بها الرئيس اللبناني جوزف عون خلال زيارته الثلاثاء والأربعاء للجزائر.
في أزمات لبنان الكثيرة، مدت له الجزائر مراراً يد العون، وآخرها في عتمته خلال الصيف الماضي. وبعد زيارة الرئيس اللبناني، بدت الجزائر مستعدة للمزيد من التعاون، من اعادة الاعمار الى الاعلام والثقافة، الأمر الذي يثير أسئلة عن سر هذا الاهتمام لدولة في المغرب العربي بدولة صغيرة في المشرق.
يجيب تبون بلا تردد: “لبنان في القلب”. ويبدي اعجابه بـ”العنفوان” اللبناني و”النخوة” اللبنانية، مشبهاً اياها بـ”النيف” الجزائري.
وللاعلام اللبناني تقدير خاص لدى تبون. ويبدو متحمساً جداً لمشروع اعلامي مشترك، سواء أكان تلفزيوناً مشتركاً أو دورات اعلامية مشتركة “أو أي شيء ضروري لايصال الصوت العربي”.
وخلال لقاءات الوفد الرسمي اللبناني في الجزائر، عرض المستشار الرئاسي الوزير السابق علي حميه ملفين، الأول يتعلق بـ”اعادة إعمار المنشآت الحكومية والبلدية والمرافق التابعة لها”، والثاني بـ”الترميم الإنشائي للمباني السكانية في إطار الإغاثة الإنسانية”.
تبون علق على الملفين بأن الجزائر هي أكبر سند للبنان في إعادة الإعمار. وبناء عليه، أوعز بتكليف لجنة من المهندسين للمتابعة.
ومن شأن موافقة الجزائر على الخطة التي تقدر قيمتها بـ 200 مليون دولار، أن تساهم في اعادة بث الحياة في مرافق حيوية من المناطق المتضررة. وفي وقت ترهن دول عربية وغربية مساعدة لبنان بنزع سلاح “حزب الله”، لا تعتبر الجزائر نفسها معنية بهذا الشرط. أما عن رأي الرئيس الجزائري في السجال الدائر في شأن حصرية السلاح، فيقول: “لا أتدخل في الوضع الداخلي، وعون أكثر إدراكاً مني في الأمر”.
العلاقة مع سوريا
لا ترفض الجزائر التغيير الذي حصل في سوريا، وتشعر أن الرئيس السوري أحمد الشرع يحمل رغبة بالتغيير. ويقول تبون: “نحن مستعدون لتلبية أي طلب للمساعدة من الدولة السورية”. ورغم الأحداث الأخيرة، يرى أن “سوريا لن تعود إلى ما كانت عليه، ولكن لم الشمل يحتاج إلى وقت”.
وعن الجهود لتطبيع العلاقات بين سوريا واسرائيل، يقول: “كل مسؤول يجب أن يفعل ما يريديه شعبه”.
حل الدولتين والسعودية
لم تكن الجزائر بعيدة عن المساعي لاقامة دولة فلسطينية، ورعت مؤتمراً للفصائل الفلسطينية للم الشمل ووضع حد للانقسام بينها.
ويرى تبون أن السعودية تضطلع بدور مهم حالياً في الجهود المبذولة لايجاد حل للقضية الفلسطينية. ويقول: “بيننا علاقات قوية، ونشهد للمملكة أنها كانت معنا في الحروب والانتفاضات”.
وكان تصريح تبون في وقت سابق هذا العام أن الجزائر على استعداد لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل “في ذات اليوم الذي تقوم فيه دولة فلسطينية كاملة السيادة”، أثار الكثير من التأويلات. فهل غيرت الجزائر موقفها في موضوع العلاقة مع اسرائيل؟ ، يجيب: “العالم كله يتحدث عن حل الدولتين، وقلنا ذلك للأميركيين: لن نطبع مع إسرائيل قبل اقرار الدولتين”.
أميركا والصين و…فرنسا
وسط التنافس بين الصين والولايات المتحدة على النفوذ في أفريقيا، تبدو العلاقات جيدة بين الجزائر وكل من واشنطن وبكين. وينوه تبون بالعلاقات مع أميركا والصين وروسيا، مذكراً بأنها واشنطت التي فرضت ملف الثورة في الجمعية العامة للأمم المتحدة. ويضيف: “قلنا للأميركيين أن لا أحد يستطيع أن يوجهنا ضد الآخر”.
وفي المقابل، تبدو العلاقات مع فرنسا في أسوأ حالاتها. ويقول تبون: “لا مشكلة لدي مع (الرئيس الفرنسي إيمانويل) ماكرون ولكن هناك أقلية متطرفة في فرنسا جعلت الجزائر الشغل الشاغل لها”. ويضيف: “بيننا ذاكرة لن نتخلى عنها”.