عقوبات ضد ابن المستشار الإيراني: من هو محمد حسين شمخاني؟

فرضت وزارة الخزانة الأميركية حزمة عقوبات واسعة النطاق استهدفت ما وصفته بـ”إمبراطورية الشحن البحرية” التابعة لحسين شمخاني، نجل علي شمخاني المستشار الأعلى للمرشد الإيراني، في خطوة تُعد الأضخم من نوعها ضد إيران منذ العام 2018.
وشملت العقوبات الجديدة 12 شخصا، و80 كيانا، و63 سفينة، ضمن شبكة تقول واشنطن إنها يشرف عليها حسين شمخاني، مستفيدًا من نفوذ والده في هرم السلطة الإيرانية، ومن علاقاته المتشابكة داخل منظومة مكّنت عائلته من بناء أسطول ضخم من ناقلات النفط وسفن الشحن.
حسين شمخاني ووالده (إيران انترناشيونال)
ووفق بيان وزارة الخزانة، تقوم هذه الشبكة بنقل النفط ومشتقاته، إلى جانب سلع أخرى، من إيران وروسيا إلى وجهات مختلفة حول العالم، ما وفر للنظام الإيراني وعائلة شمخاني عشرات المليارات من الدولارات رغم العقوبات الدولية.
وتأتي هذه الخطوة بعد سلسلة تقارير نشرتها وكالة “بلومبرغ” خلال الأشهر الماضية، كشفت فيها تفاصيل أنشطة تجارية غير قانونية تُدار عبر شركات يسيطر عليها حسين شمخاني، أبرزها مجموعة “ميلاوس”، التي وُصفت بأنها واجهة لبيع النفط الإيراني والروسي على نطاق عالمي، ما أكسب القائمين عليها لقب “ملوك النفط الإيراني”.
وتؤكد هذه العقوبات تصعيدًا أميركيًا واضحًا ضد شبكات الالتفاف على العقوبات، لا سيما تلك التي تدر أرباحًا ضخمة على النخبة السياسية في طهران.
ونفوذ شمخاني واسع النطاق إلى حد أن الشركات التي يشرف عليها تتمتع ببصمة عالمية كبيرة، على الرغم من أن العديد من العاملين في الصناعة ما زالوا يجهلون هويته الحقيقية ومصدر النفط الخام الذي يتاجرون فيه.
تمتد شبكة شمخاني إلى ما وراء إيران. فقد أمضى فترةً في الدراسة في موسكو وبيروت قبل أن يعود إلى طهران للحصول على ماجستير إدارة الأعمال. وقد أثبتت علاقاته مع روسيا أهميتها البالغة، حيث عززت طهران وموسكو شراكاتهما الاقتصادية والعسكرية استجابةً للعقوبات الغربية.
يرتبط صعود حسين شمخاني في صناعة النفط ارتباطًا وثيقًا بإرث عائلته. فوالده شخصية بارزة في المؤسسة العسكرية والأمنية الإيرانية لعقود . وإلى جانب التقارير التي تتحدث عن امتلاك ولديه – حسن وحسين – عشرات الشركات، وردت أيضًا تقارير عن نمط حياة أفراد عائلته الباذخ في إيران وخارجها.
في عام ٢٠٢٢، تورطت عائلة شمخاني في انهيار مبنى في محافظة خوزستان جنوب غرب البلاد، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات. وقد خالف مالك المبنى من آل عبد الباقي، وهو رجل أعمال ذي نفوذ واسع، العديد من اللوائح عند تشييده، رغم حصوله على دعم مسؤولين، بمن فيهم أفراد من عائلة شمخاني.
وفي حين شجع شمخاني الأب ابنه على ممارسة مهنة في القطاع الخاص، فإن علاقاته ونفوذه لعبت بلا شك دورا محوريا في نجاح حسين.