المجد ليس موهوبًا… ابن توتي يدخل قائمة الفاشلين من أبناء الأساطير

المجد ليس موهوبًا… ابن توتي يدخل قائمة الفاشلين من أبناء الأساطير

في مشهد قد يبدو مألوفاً لكنه لا يقل صدمةً، أعلن كريستيان توتي، نجل أسطورة روما والكرة الإيطالية فرانشيسكو توتي، اعتزاله كرة القدم وهو لم يبلغ العشرين بعد.

جاء قرار كريستيان في لحظة فارقة، ليس فقط في حياته، بل أيضاً في السياق العام لمسيرة “أبناء الأساطير”، هؤلاء الذين يُولدون تحت أضواء الشهرة ويقضون أعمارهم في محاولة الفرار من ظلالها الثقيلة، أو الاختباء من مقارنات ظالمة مع آباء نقشوا أسماءهم في تاريخ كرة القدم من ذهب.

كريستيان، الذي بدأ مسيرته من بوابة نادي روما، النادي الذي جعل من والده رمزاً خالداً، لم يلعب أبداً للفريق الأول، بل انتقل بعدها إلى رايو فاليكانو الإسباني، ثم إلى نادي أولبيا الإيطالي من الدرجة الرابعة، من دون أن يترك أي أثر يُذكر. وفي ظل غياب العروض الجدية، وبضغطٍ نفسي متراكم من محاولات إثبات الذات في عالم لا يرحم، اتخذ القرار الصعب وهو الاعتزال المبكر.

 

كريستيان توتي. (إكس)

إدينيو
من المؤلم أن يكون والدك هو أعظم من لمس الكرة في التاريخ، ثم تُعرف لا بما أنجزت، بل بما فشلت في تحقيقه؛ هذا بالضبط ما حدث مع إدينيو، نجل الأسطورة البرازيلية بيليه، الذي عوضاً عن أن يسلك درب والده كهداف لا يُنسى، قرّر لعب كرة القدم كحارس مرمى، لكنه فشل فشلاً ذريعاً، ولم يتمكن من إقناع أي نادٍ كبير بقدراته، لينتهي به المطاف متورّطاً في قضايا تهريب مخدرات، وسُجن بالفعل.

مارادونا جونيور
حين يكون والدك هو دييغو مارادونا، أحد أعظم من لمس الكرة، يصبح كلّ شيء بعده باهتاً. وُلد دييغو مارادونا جونيور من علاقة عابرة في إيطاليا، ولم يعترف به مارادونا إلا بعد سنوات؛ ومع ذلك، حاول الابن بشتى الطرق أن يتسلّق الجبل الذي ارتفع عليه والده.

بدأ دييغو الابن مسيرته في أندية مغمورة، وانتقل لاحقاً إلى دوري الدرجة الرابعة الأرجنتيني، ولم يظهر في أيّ فريق كبير، ولم يسجّل لحظة واحدة تُذكر.

خوردي كرويف
ربما لم يكن هناك لاعب في تاريخ الكرة الهولندية يُقارن بيوهان كرويف؛ ولذلك كان من الطبيعي أن يُسلّط الضوء كله على ابنه خوردي كرويف منذ أول لمسة للكرة. بدأ الابن في برشلونة، مروراً بمانشستر يونايتد، لكن أداءه لم يكن يليق بالاسم، إذ فشل في إثبات نفسه، وتنقل بين أندية متواضعة مثل سلتا فيغو وألافيس، قبل أن يختتم مسيرته في فريق مغمور بمالطا.

ستيفان بيكنباور
حين يُلقب والدك بـ”القيصر”، فإنّ التوقعات لا تكون عادية. ستيفان بيكنباور، نجل الأسطورة الألمانية فرانتس بيكنباور، خاض مسيرة كروية كانت محطمة منذ البداية، لعب لعدة أندية داخل ألمانيا، منها بايرن ميونيخ وميونيخ 1860، لكنه لم يترك أي بصمة حقيقية. تنقّل كثيراً، وسجل حضوراً باهتاً، قبل أن ينتهي به الأمر معتزلاً ومغموراً، ثم توفي عام 2015 من دون أن يتذكره أحد كـ”لاعب” كرة.

إنزو زيدان
من منا لا يتذكر لحظة تسجيل إنزو زيدان هدفاً من أول لمسة له بقميص الفريق الأول لريال مدريد في 2016؟ مشهد بدا وكأنه بداية قصة نجم جديد يحمل جينات والده الأسطوري، زين الدين زيدان، لكن الحقيقة كانت عكس ذلك تماماً.

قضى إنزو سنوات طويلة داخل أسوار ريال مدريد، إذ انضم إلى أكاديميته قادماً من جوفنتوس، وهو في التاسعة من عمره، وظل فيها 13 عاماً، من دون أن ينجح في فرض اسمه لاعباً للفريق الأول، سوى بمشاركة وحيدة في كأس الملك، سجّل خلالها هدفاً سرعان ما أصبح ذكرى يتيمة.

بعدها، تنقّل إنزو بين أندية عدة: ألافيس، لوزان السويسري، روديز الفرنسي، ألميريا، وفوينلابرادا، ولم ينجح بتثبيت أقدامه في أي منها، ولم يشارك بانتظام، وظل دائماً هدفاً للانتقادات، ليس فقط بسبب أدائه، بل بسبب اسمه.