لويس دياز: بين الطموحات والشكوك مع بايرن ميونيخ

تعاقد نادي بايرن ميونيخ الألماني أخيراً مع الجناح الكولومبي لويس دياز (28 عاماً) من نادي ليفربول الإنكليزي بعقد مدته 4 سنوات حتى عام 2029.

بعد محاولات عدة لضم جناح جديد خلفاً للألماني لوروي ساني الذي انتقل إلى نادي غلطة سراي التركي، تمكن بايرن ميونيخ من حسم صفقة دياز بصفقة قيمتها نحو 75 مليون يورو.

عانى النادي البافاري قبل أن يقع خياره على دياز. فقد سعى بدايةً للتعاقد مع الإسباني نيكو ويليامز من نادي أتلتيك بلباو، لكنّ محاولته باءت بالفشل حاله حال نادي برشلونة، كما ارتبطت أسماء عدة بـ”زعيم ألمانيا”، مثل تشافي سيمونز ورافايل لياو وكريستوفر نكونكو وغيرهم، قبل أن يستقرّ اسم الكولومبي ويتصدّر عناوين كل وسائل الإعلام.

تُعتبر صفقة دياز مهمة جداً لبطل ألمانيا؛ فهو ليس اسماً عادياً بل نجماً تألق بشكل لافت الموسم الماضي مع الـ”ريدز” مسجلاً 17 هدفاً و8 تمريرات حاسمة خلال 50 مباراة في مختلف المسابقات. والأمر لا يتوقف عند الأرقام، إذ تطوّر أداء الكولومبي كثيراً في الآونة الأخيرة، وبات أكثر نضجاً في اتخاذ القرارات على أرض الملعب.

عرف المدرب الهولندي آرني سلوت كيفية توظيف دياز جيداً في صفوف ليفربول، عزّز نقاط قوته وعمل على تقليص نقاط ضعفه، حتى أصبح لاعباً محورياً ومهماً لفريقه.

الآن، ومع انتقاله إلى بايرن ميونيخ، على المدرب البلجيكي فينسنت كومباني أن يواصل ما بدأه سلوت مع دياز، لكي يساعد الأخير الخط الأمامي مع زملاء من الصف الأول مثل هاري كاين ومايكل أوليز وكينغسلي كومان وسيرج غنابري وجمال موسيالا بعد عودته من الإصابة.

رغم ثقل اسم دياز على الساحة الكروية، يبقى عدد كبير من الجمهور البافاري قلقاً من فشل هذه الصفقة، على غرار ما حصل مع النجم السنغالي سابقاً ساديو ماني الذي جاء من ليفربول أيضاً بتوقعات كبيرة خيّبت الآمال، أو حتى الكولومبي الآخر خاميس رودريغيز الذي أتى من ريال مدريد وأمضى موسمين مع البافاري على سبيل الإعارة ولم يُحقق النتائج المرجوّة.

يتجنّب بايرن عادةً التعاقد مع اللاعبين اللاتينيين، لأنّ أسلوب لعب النادي الألماني مختلف تماماً، كما أنّ الحياة في ألمانيا معقّدة عليهم، وهذا ما أظهرته المواسم تاريخياً. لكنّ دياز يريد تأكيد العكس ومواصلة كتابة اسمه بين الكبار على الساحة الأوروبية.

إدارة بايرن ميونيخ لم ينتهِ عملها بعد في سوق الانتقالات الصيفية؛ فبعد إصابة موسيالا القوية ومغادرة الأسطورة توماس مولر الفريق، من المُنتظر أن تستقدم لاعباً يستطيع اللعب في المركز الرقم 10، ويبدو الألماني نيك فولتماده الأقرب حتى اللحظة، الذي يمكنه اللعب كمهاجم صريح أو خلف المهاجم.

كذلك، ينتظر الجميع تحرّك الإدارة لتعزيز الخط الدفاعي؛ فصفقة جوناثان تاه المجانية من باير ليفركوزن لا تكفي، لأنّ الفريق بحاجة إلى قلب دفاع صلب يمتلك صفات قيادية، الأمر الذي يفتقده كومباني في تشكيلته، كما يحتاج إلى أظهرة من الصف الأول لا أسماء “مغمورة” مثل ساشا بوي.

في حال أراد البافاري مقارعة الكبار في أوروبا، عليه أن يعزّز صفوفه بأسماء من العيار الثقيل والبحث عن التوازن في مختلف المراكز، وإلا فسيجد نفسه ينافس على الألقاب المحلية فقط.