الجيش اللبناني يعزز تواجده على الحدود الشمالية الشرقية… مصدر أمني يوضح تفاصيل حادثة الهرمل لـ’النهار’

تُعيد حادثة مقتل الشاب عمار كنعان (16 عاماً) يوم أمس في محلة مطربا في بلدة القصر الحدودية، على إثر إطلاقه النار ابتهاجاً بنجاح شقيقته بالشهادة الفنية، التأكيد على الأهمية القصوى للضبط الأمني المشدد الذي يفرضه الجيش اللبناني على الحدود الشرقية الشمالية مع سوريا، وتحديداً في منطقة الهرمل الحساسة.
هذه الحادثة، التي لم تأخذ في الاعتبار الوضع الأمني الخاص للمنطقة والقرار العسكري الصارم بمنع أي خرق أمني، تبرز حجم التحديات التي تواجه القوى العسكرية والدور المحوري لفوج الحدود البرية الثاني.
اقرأ أيضاً: في بلدة القصر الحدودية… لم يمتثل لأوامر الجيش اللبناني فقضى بإطلاق نار
تُعرف منطقة الهرمل بكونها نقطة استراتيجية وحساسة على الحدود اللبنانية-السورية، تتداخل فيها التضاريس الوعرة مع شبكات التهريب والأنشطة غير الشرعية، والتوترات الأمنية السابقة التي حصلت بين مسلحي العشائر المتواجدة والأمن العام السوري. في ظل هذا الواقع، أصدرت القيادة العسكرية اللبنانية تعليمات واضحة وصارمة لوحداتها المنتشرة، وعلى رأسها فوج الحدود البرية الثاني، تقضي بمنع أي خرق أمني أو ممارسات قد تُهدّد الاستقرار، مهما كانت الدوافع.
إن إطلاق النار، حتى لو كان للتعبير عن الفرح، يُعتبر في هذه المناطق الحساسة خرقاً أمنياً خطراً، لأنه قد يُفسر على أنه تهديد أو اعتداء، ويُعرض حياة عناصر الجيش والمدنيين للخطر. فالقرار العسكري على الحدود لا يحتمل أي تهاون، ويُركز على فرض السيطرة الكاملة لضمان أمن المنطقة وسكانها.
تُعتبر عمليات ضبط الحدود ومنع التسلل والتهريب، سواء للمخدرات أو الأسلحة أو البشر، من المهام الأساسية للجيش اللبناني، لا مجال للعبث وضبط الحدود مهمة أساسية.
الحدود اللبنانية السورية (انترنت).
وفي الهرمل، حيث تُبذل جهود مكثفة لمكافحة هذه الظواهر، تُشكّل التوقيفات المستمرة جزءاً لا يتجزأ من هذه الاستراتيجية الأمنية. تُؤكد هذه التوقيفات على أن الجيش لا يُفرق بين الأنشطة غير القانونية الكبرى أو المخالفات التي قد تبدو صغيرة، إذا كانت تُعرض الأمن للخطر.
وفي هذا السياق، أكد مصدر أمني مطلع لـ “النهار” أن “قرار الجيش اللبناني حازم ولا رجعة فيه بخصوص ضبط الحدود الشرقية الشمالية. لا يوجد أي تهاون مع أي محاولة لزعزعة الأمن أو التعدي على الجنود، مهما كانت الدوافع. التوقيفات مستمرة وستتزايد كلما لزم الأمر لفرض الأمن والسيطرة الكاملة على الشريط الحدودي”.
أضاف: “حادثة الشاب كنعان، وإن كانت مؤلمة، تُسلط الضوء على ضرورة وعي المواطنين في المناطق الحدودية بحساسية الوضع الأمني، والتزامهم بالتعليمات العسكرية الصادرة. فالجيش اللبناني يُضحي بأبنائه لحماية الوطن، ولا يمكن له التهاون مع أي ممارسات تُهدد استقراره أو تُعرض حياة جنوده للخطر وبيان الجيش حول الحادثة كان واضحاً “.
يُواصل الجيش اللبناني جهوده الدؤوبة في الهرمل وعلى طول الحدود الشرقية الشمالية، من خلال تعزيز انتشاره وإغلاق المعابر غير الشرعية والتعامل بحزم مع أي خروقات. إن هذه الحادثة تُعيد التأكيد على أن الجيش ماضٍ في مهمته الوطنية لضبط الحدود ومنع أي محاولة للعبث بالأمن، وأن لا تهاون في حماية لبنان وشعبه.