هل يرتبط المتهمون بقتل عناصر من الشرطة الاتحادية العراقية بخميس الخنجر؟ النهار تقوم بالتحقق من الحقائق.

هل يرتبط المتهمون بقتل عناصر من الشرطة الاتحادية العراقية بخميس الخنجر؟ النهار تقوم بالتحقق من الحقائق.

تتداول العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي خبراً يزعم أنّ “عددا من الموقوفين المشتبه فيهم بقتل عناصر من الشرطة الاتحادية العراقية يتبعون زعيم حالف “السيادة” خميس الخنجر”. إلّا أنَّ هذا الخبر خاطئ، وينتمي الموقوفون  إلى لواءين من الحشد الشعبي، وفقاً لبيان رسمي. FactCheck#

 

 

“النّهار” دقّقت من أجلكم

 

 

في الادّعاء المتداول، قالب إخباري لقناة “آي نيوز” الفضائية تضمّن صورة لزعيم تحالف “السيادة” خميس الخنجر، مع خبر (من دون تدخّل): “القبض على قتلة عدد من منتسبي الشرطة الاتحادية… والمشتبه فيهم يقرّون بعلاقتهم بخميس الخنجر”. “وقد أعلنت مصادر أمنية مطلعة اليوم إلقاء القبض على مجموعة من المتهمين بارتكاب جريمة قتل عدد من عناصر الشرطة الاتحادية في إحدى المناطق العراقية. ووفقاً للتحقيقات الأولية، أقر المتهمون خلال الاستجواب بوجود صلات تربطهم بالسياسي خميس الخنجر”.

 

الخبر الخاطئ المتناقل (فايسبوك)

 

 

وقد تحقّقت “النّهار” من الادّعاء، واتّضح أنَّه غير صحيح:

1- لم تنشر أي وسائل إعلام عراقية، لا سيما رسمية، خبراً مماثلاً. كذلك لم تصدر خلية الإعلام الأمني، أو قيادة العمليات المشتركة، أو وزارتا الدفاع والداخلية والأمن الوطني، مثل هذه المعلومات.

 

2- في بيانها الرسمي، قالت خلية الإعلام الأمني إنَّ القوات الأمنية تمكّنت من إلقاء القبض على 14 متّهماً، وتبيّن بعد التدقيق في هوياتهم أنَّهم ينتمون إلى اللواءين 45 و46 في الحشد الشعبي، وتمّت إحالتهم على القضاء لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم. ولم تشر إلى أي علاقة لهم بخميس الخنجر.

بيان خلية الإعلام الأمني (فايسبوك)

بيان خلية الإعلام الأمني (فايسبوك)

 

3- بالبحث العكسي عن القالب الإخباري المتداول، تبيّن أنَّه مفبرك، ولم تنشر قناة “آي نيوز” خبراً مماثلاً. واتّضح ذلك من خلال مراجعة صفحات القناة على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي خلت من هذا الخبر. كذلك، يمكن ملاحظة علامات الفبركة من خلال عدم اتّساق النص والخط.

 

اشتباك مسلّح

واندلع أخيراً اشتباك مسلّح بين قوات الشرطة الاتحادية العراقية وعناصر مسلّحين تابعين لـ”كتائب حزب الله العراقي” المنضوية تحت مظلّة الحشد الشعبي، بسبب اعتراض الكتائب على إقالة مدير إحدى دوائر الزراعة في بغداد، يتبع الجناح السياسي للكتائب.

 

 

 

وأعلنت خلية الإعلام الأمني، في بيان رسمي، تشكيل لجنة تحقيق عليا، بأمر من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، لمعرفة ملابسات الاشتباك وكيفية تحرك القوة المسلحة من دون أوامر أو موافقات أصولية، ومحاولة السيطرة على بناية حكومية وفتح النار على القطعات الأمنية.

 

وقال تحالف السيادة، الذي يتزعمه خميس الخنجر، في بيان: “لطالما حذّرنا من أنَّ الدولة العراقية لا يمكن أن تصل إلى الاستقرار الحقيقي، والتنمية المستدامة، ما دام هذا السلاح المنفلت وغير القانوني يتحرّك بحرّية، ويصل إلى الموارد عبر مؤسسات الدولة وأجهزتها لتحقيق المصالح الشخصية لزعماء هذه الميليشيات والدوائر المحيطة بهم، وهذا الأمر لن يسمح بالوصول إلى بيئة آمنة لأي استثمار حقيقي في العراق”.

 

 

 بيان تحالف السيادة (إكس)

بيان تحالف السيادة (إكس)

 

لقطة من بيان تحالف السيادة (إكس)

 

وأضاف: “في وقتِ نشد على يد الحكومة وقوات الأمن لفرض هيبة الدولة والقانون، وكي لا يمرّ الحادث من دون فعل رادع، يطالب تحالف السيادة بلجنة تحقيق شفافة وعادلة تكشف للرأي العام جرائم الاستيلاء على أراضٍ واسعة جنوب بغداد، لصالح قيادات وأفراد نافذين في الجماعات والفصائل المسلّحة، وتُوقف نزف التغيير بهوية بغداد عموماً، ومناطق وأحياء جنوب بغداد على وجه التحديد، وتركيبتها”.

 

وجاءت إقالة المدير السابق إياد كاظم علي على خلفية ثبوت تورّطه بالتعاون مع عصابات استولت على أراضٍ للمزارعين في المدائن جنوب بغداد، حسبما أعلن النائب في البرلمان العراقي كاظم عطية الشمري.