مناقشة رئاسية حول خطة لتجميع الأسلحة

بند حصر السلاح بين التقلّب والترجّح، يحتاج إلى تحديد أنماط تنفيذية تخرجه من معضلة المراوحة التي تبقيه قابعاً تحت جمر المخاوف من تسبّبه بتفجّر حربيّ متجدد.
في معطيات “النهار” عن الأسلوب الذي تحبّذه رئاسة مجلس الوزراء، يتبيّن أن التشاور لا يزال مستمراً بين الرؤساء في ما يمكن القيام به في ملف حصر السلاح، ولقد بحث رئيس الحكومة نواف سلام في فكرة لتنفيذ بند حصر السلاح مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي، لكنها لم تنضج في انتظار ما يمكن أن تستقرّ عليه المفاوضات القائمة.
من الأفكار التي قد تساعد في مهمة حصر السلاح، يقترح النائب السابق وهبي قاطيشه عبر “النهار” أن “تنتدب السلطة التنفيذية شخصاً للاتفاق مع الحزب على تسليم السلاح عبر الإقناع، ويمكن أن يستعمل الجيش اللبناني جزءاً منها ويبيع أنواعاً أخرى ويفجّر نوعا ثالثا في مناطق نائية. ومن المهم حلّ المنظومة العسكرية الخاصة بـ”حزب الله” وإقفال غرف العمليات. ويمكن أجهزة المخابرات الرسمية اللبنانية المراقبة للتأكد من أن الحزب قد حلّ غرف العمليات”.
جلسة سابقة لمجلس الوزراء (نبيل اسماعيل).
ويفسّر العراقيل التي تمنع تسليم السلاح، بدءاً من “أخذ الحزب الدولة اللبنانية رهينة، متقاضياً أموالاً من إيران، من دون أن يستطيع القيام بتوازن رعب أو ردع لإسرائيل، رغم أن عليه التفكير لبنانياً للتوصل إلى حلّ والتخلي عن فكرة أنه تابع لإيران”.
ويركز قاطيشه على “قدرة الدولة على نزع السلاح بالقوة وتطبيق القانون لأنها الفريق الأقوى ولديها حلفاء في الداخل والخارج، رغم إمكان حصول مواجهات محدودة مع الحزب، لكن التخوف من اندلاع حرب أهلية كذبة كبيرة”.
العميد المتقاعد مروان عيسى، يقول من جهته إنّ “التوقيت غير مناسب لنزع السلاح أو سحبه، رغم غياب الخوف من النزاعات الأهلية. وإذا كان لا بدّ من تحليل المهمة، فإنّ المشاكل العسكرية والسياسية كبيرة لأننا في وادٍ والأهداف في وادٍ آخر. هدف نزع السلاح رائع جداً، لكنّه ليس سهلاً لأن الدولة لم تحدّد المراحل للوصول إلى الانجاز النهائي وما يمكنها فعله”. وينصح عيسى بترسيم الحدود البرية قبل حصر السلاح “لمعرفة حدود السيادة اللبنانية التي سيحصر فيها السلاح، وبخاصة أنه منتشر في مناطق حدودية فوضوية. كل الحدود جاهزة وحاضرة ولقد وضعنا الأبراج على الحدود الشرقية والشمالية، ولكن من المهم ضبط الحدود وتحديدها”.
ويستنتج أنّ “الدولة اللبنانية لا تستطيع القول إنها اتخذت قراراً تنفيذيّاً لحصر السلاح للأسباب الآنفة الذكر. التوقيت غير مناسب لأنّ من المهم تمرير المراحل توالياً بما فيها إعادة النازحين السوريين وترسيم الحدود وانسحاب إسرائيل، ثم الإنجاز النهائي نزع سلاح “حزب الله”، حتى إن لم يقبل بذلك. لكن لا يمكن تنفيذ الإنجاز النهائي قبل المراحل التي تسبقه”.