نيك كيريوس يدخل عالم الألعاب الإلكترونية: يمتلكون مهارات مذهلة

وسط أجواء مليئة بالترقب والحماس، حيث تتعالى أصوات آلاف الجماهير المتأهبة على مقاعدها دعماً للاعبين والفرق، يتجلّى التنافس في الرياضات الإلكترونية كمعركة حقيقية لا تعرف سوى القوة والإصرار، مما يؤكد أن العالم الرقمي يتطلب جرأة وشجاعة لا تقل أبداً عن تلك المطلوبة في أعرق المنافسات الرياضية التقليدية.
وفي إطار هذه الأجواء التنافسية، عبّر لاعب التنس الأوسترالي، الشغوف بالألعاب الإلكترونية، نيك كيريوس، عن إعجابه الكبير بمستوى المهارات الاحترافية التي أظهرها اللاعبون العالميون في كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025، مسلطاً الضوء على حجم الضغوط النفسية الهائلة التي يواجهونها خلال المنافسات.
وقال كيريوس: “الأمر أبعد ما يكون عن السهولة. وبصراحة، لا أظن أنني قادر على مجاراتهم. يعتقد البعض أن الوصول إلى هذا المستوى مجرد مسألة بسيطة، لكن هؤلاء اللاعبين يتمتعون بمهارات لا تصدق، فهم يجمعون بين التفوق التكتيكي وسرعة البديهة؛ وأي خطأ بسيط قد يكلّف الكثير، خصوصاً في المواعيد الكبرى. كذلك الضغط النفسي المصاحب لهذه البطولات يفوق الوصف، إذ يتنافس اللاعبون على الساحة العالمية حيث تشاهدهم أعين الملايين، مما يخلق مزيجاً من الخوف والإثارة في آنٍ واحد”.
نيك كيريوس. (إكس)
ورغم شهرته الواسعة في ملاعب التنس، يخصص كيريوس جزءاً من وقته للألعاب الإلكترونية، إذ تمثل جزءاً لا يتجزأ من حياته الاجتماعية والشخصية.
أوضح: “لطالما كنت عاشقاً للألعاب الإلكترونية، مثل Call of Duty أو Pokémon، إذ تشكل هذه الألعاب بالنسبة لي وسيلة للاسترخاء وقضاء وقت ممتع، خصوصاً أثناء تنقلاتي المستمرة التي تمتد لأكثر من ثمانية أشهر كلاعب تنس محترف. وكانت فرصة اللقاء بالمحترفين والتواجد بينهم تجربة فريدة من نوعها، خاصةً باعتباري من محبي هذا المجال المتميز. شغفي بعالم الألعاب الإلكترونية عميق وحقيقي، إذ تشكلت معظم صداقاتي وعلاقاتي عبر هذا العالم الرقمي الذي أجد فيه مجتمعاً رائعاً”.
وبالنظر إلى المستقبل، بعد انتهاء مسيرته في التنس، أعرب كيريوس بصراحة عن رغبته في الانخراط في مجال الألعاب الإلكترونية، وتحويل شغفه العميق إلى مسيرة مهنية جديدة تعكس تطلعاته وشغفه المتجدد.
نيك كيريوس. (إكس)
وقال: “أجد نفسي بلا شك مندمجاً في عالم الرياضات الإلكترونية، حيث تربطني علاقات وثيقة مع العديد من المحترفين في هذا المجال، من بينهم صديق يمتلك فريقاً في واشنطن. لا أتطلّع إلى المشاركة كمنافس، لكنني أحرص على أن أكون جزءاً فعالاً من هذا المشهد المتنامي بأيّ طريقة ممكنة. لديّ حبّ كبير لهذا المجال، وأستمتع بمشاهدة اللاعبين وهم يشاركون في المنافسات العالمية، حيث يظهرون شغفهم ويطلقون العنان لإمكانياتهم”.
وأشاد كيريوس باستضافة الرياض وبالبنية التحتية المتطورة لكأس العالم للرياضات الإلكترونية، واصفاً إياها بأنها من بين الأفضل على مستوى الرياضة والترفيه.
وصرّح: “لديّ محبّة خاصة لمنطقة الشرق الأوسط، فكل زيارة إليها هي سلسلة من اللحظات والتجارب التي لا تُنسى. أغتنم بكل حماس أيّ فرصة للعودة، لما أجده فيها من أناس يتّسمون بصدق الودّ والترحاب. لكن ما أدهشني حقاً هو ذلك الصرح الرياضي الفريد في بوليفارد رياض سيتي. إنه حقاً أحد أبرز المعالم الرياضية التي رأيتها على الإطلاق، وميزته أنه يظل مفتوحاً على مدار العام”.
وأثناء استعراضه أوجه التشابه بين مسيرته كلاعب تنس محترف ومسيرة نجوم الرياضات الإلكترونية، أشاد كيريوس بتفانيهم والتزامهم بتطوير مهاراتهم، مما يساهم في تحوّلهم إلى أساطير في مجالاتهم.
وقال: “قابلتُ أحد المحترفين الذي عبّر عن اشتياقه لمتعة اللعب مع أصدقائه، وهو شعور أتفهمه تماماً. عندما يطلب مني أحدهم لعب التنس، لا أجد الرغبة حتى في لمس المضرب، فقد تحول الأمر بالنسبة لي إلى عمل ومسار مهني. هؤلاء اللاعبون يتدربون ثماني ساعات يومياً؛ فالمنافسة بالنسبة إليهم ليست مجرد تسلية، بل مواجهات مصيرية تتطلب أقصى درجات التركيز. أكنّ لهم كل الاحترام والتقدير”.
وتُواصل السعودية تعزيز مكانتها كوجهة عالمية للألعاب والرياضات الإلكترونية والترفيه من خلال استضافة النسخة الأكبر والأكثر تميزًا من كأس العالم للرياضات الإلكترونية. الحدث الذي يُعد علامة فارقة في تاريخ قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية يعود في هذا العام مع أرقام قياسية ومشاركة دولية واسعة، مع تقديمه لتجربة جماهيرية فريدة من نوعها تؤكد بأن الحدث أكثر من مجرد بطولة، وبأنه منصة عالمية تسهم في صياغة مستقبل القطاع.