‘المنصة المحلية’ السعودية | النهار

من ضمن التحديات التي يشهدها العالم تصاعدُ حالة عدم اليقين المرتبطة بالتوترات الجيوسياسية والتجارية، وكذلك تقلّبات أسعار النفط المتأثرة بعوامل اقتصادية دولية متداخلة، وضعف السيولة، وخروج بعض الصناديق الاستثمارية.
لكن من الأخبار الإيجابية في هذا الأسبوع بدء وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية السعودية بتطبيق قرارها رفع نسب التوطين للمهن الفنية الهندسية، والصيدلة والتمريض وطب الأسنان، لتوفير فرص عمل مستقرة للمواطنين في جميع المناطق. كذلك، تشهد المملكة زيادة في الطلب على وظائف معينة مثل التسويق الرقمي، وتحليل البيانات، وتطوير البرامج، والهندسة، والمحاسبة والتدقيق، والذكاء الاصطناعي، والطب، وأمن المعلومات.
الحملات الميدانية قبضت في تموز/يوليو الحالي على 22497 مخالفاً، منهم نحو 13817 مخالفاً لنظام الإقامة، و5280 مخالفاً لنظام أمن الحدود، و3400 مخالف للنظام.
تعليمات وزارة الداخلية واضحة للعيان: كل من يُسَهِل دخول المخالفين، أو نقلهم أو يوفّر لهم المأوى أو يقدم لهم أية مساعدة أو خدمة بأي شكل من الأشكال، يُعرض نفسه لعقوبات تصل إلى السجن 15 عاماً، وغرامة مالية تصل إلى مليون ريال، ومصادرة وسيلة النقل والسكن المستخدم للإيواء، إضافة إلى التشهير به.
وكما أن السعودية من أهم الأسواق الواعدة في الشرق الأوسط لتعزيز النمو، فهي أيضاً جادة في استثمار الطاقات البشرية. المشاريع التي لها الأسبقية هي التكنولوجيا الحيوية، والقطاعات الهندسية والطبية. كذلك، علينا تحسين الفرص الوظيفية للنساء وتوفير بيئة داعمة لهن في جميع المجالات، خصوصاً التخصصات التقنية مثل البرمجة لمواكبة متطلبات السوق والتكيف مع الظروف العالمية.
السعودية (انترنت).
آمل أن يستجيب رجال الأعمال لهذه الاحتياجات المتغيرة لضمان تحقيق الأهداف الطموحة. أقصد تحديث المهارات الإنسانية، والتوسع في تقديم الخدمات، وإيجاد حلول للصعوبات الاقتصادية والاجتماعية، مثل الفجوة بين العرض والطلب والتوظيف غير المتوازن. هناك أيضاً تحديات أمام المتقدّمين للعمل، ومنها القدرة على التفاعل ضمن فريق واحد، والرغبة في تطوير الأفكار واكتساب الخبرات.
آخر الكلام. التغيرات السريعة التي يشهدها الاقتصاد العالمي تؤهل السعودية لمواجهة التحولات الكبيرة التي تتطلب استراتيجيات مرنة وفعالة. تحية وتقدير لوزارة الموارد البشرية لتطبيقها قرار رفع نسب التوطين، بالشراكة مع عدد من الجهات الإشرافية (وزارة الصحة ووزارة التجارة ووزارة البلديات والإسكان). كذلك التحية والتقدير لوزارة السياحة السعودية لإطلاقها “منصة أهلها”، لتشجيع الأفراد على بناء مجتمع من المتخصصين في السياحة في المملكة، واستقطاب القوى الوطنية العاملة وتوطين الوظائف في قطاع السياحة. لعل الإدارات الأخرى، الرسمية والخاصة، تدعم تلك الجهود بتوظيف المواطن الماهر والقادر على خدمة الوطن.