لكل واحد منا قيمته | النهار

لكل واحد منا قيمته | النهار

ريمون مرهج

 

 

 

 

‏خلق الله الكون وجعل الأرض مسكناً للإنسان الذي أحبه وجعل كل ما في الأرض لأجله، وأي حدث أو عمل صنعه الله في هذه الدنيا له أهميته الكبرى، ولا يمكن أن يَحُل مكانه أحد مهما بلغ الإنسان من التطور والتكنولوجيا، فمثلاً لنتصور أن الأرض بلا أزهار طبيعية أو حتى بلا نحل فكيف سيكون وضع العالم بعد سنوات وكم سيختفي مقدار الجمال والبهاء وفرح النفوس.

 

 

 

‏وكما قال آنيشتاين ذات مرة “بعد موت آخر نحلة على كوكب الأرض سيبدأ البشر بالانقراض”.
‏إذاً لكل من كائنات الأرض دوره، وكيف بالأحرى بالنسبة للبشر فلكل منا أيضاً أهميته ومركزه الوجودي في هذا العالم، ومهما تطورت التكنولوجيا وآخرها “الشات جي بي تي” فلن يستطيع أن ينتزع مكانة الإنسان ولن يكون مفعماً بالإنسانية والاخلاق والقيم.
‏من يضع أنفاس روحه في عمله لن يقدر أي أبتكار أو إنجاز متطور أن يشبهه أو يتفوق عليه. فالفلاح الجيد هو عاشق الأرض يحضنها بأنفاسه ونبضات قلبه وينثر الإيمان والصبر في أرجائه. والطبيب الممتاز البارع يضحي بوقته وسني عمره بشغف وفرح مهما أصابه التعب والإرهاق فإنقاذ حياة البشر تصبغ على روحه سعادة سماوية ورضى كبير من الخالق على كيانه. والمعلم هو الحدث الجلل فهو رسول الأجيال ونفحة الثقافة ونور القيم والأخلاق في قلوب الأطفال والفتية، يصقل ذهنهم بالمعرفة وينحت بنعومة في أعماقهم صورة الخالق وأهمية أن تكون إنساناً محباً للخير ومبدعاً لأجل البشرية جمعاء. وأخيراً أتكلم عن الكاتب والأديب والشاعر هؤلاء خلق الله فيهم قبل أن يُولدوا بركاناً من المشاعر حممه لا تحرق بل تزين المجتمع ودخانه أبيض يحمل في جوفه مطراً للقلوب العطشى للرأفة للحياة للجمال. حينما يزلزلون الأرض من تحتهم بمداد أقلامهم تطمئن الأوطان على ثبات وجودها  وتشتعل أفئدة الأبناء بالحب والعنفوان والكرامة. 
‏أكتب وأنا  الأصغر والأقل ثقافة بينهم،  بين العظماء، بين أستاذتي والأدباء، ولكن في قلبي نار فضفاضة أود دوماً أن ألقيها على المشاعل المنطفئة في ظلام هذا العالم ودون أن أنظر ورائي ولا أن أحسب ما جنيت فهذه أنفاسي وعلى هذا النهج تربيت.