أشعل شغفك | النهار

أشعل شغفك | النهار

 محمد سعيد حميد – اليمن 

 

 

 

الإهداء إلى فقيد الوطن، وفقيد الحركة الرياضية: إبراهيم عبدالله صعيدي
ذهبنا إلى عدن،
سبقتنا أحلامُنا.
تركنا عدن،
بكتنا النوارسُ،
وبقايا ألعابِنا.

 

 

 

عدنا إلى عدن،
سلقتنا النوائب،
وتهنا في العجائب،
وعلى السماء
عُلِّقتْ أحلامُنا.
ومضينا،
ومضينا،
فمضينا…
ننظر يميناً:
أعراسُ الفرحِ تُدمى.
ننظر يساراً:
عنقُ القمر يُكسَر.
ننظر يميناً:
الياسمين يُحرَق.
ننظر يساراً:
الجَمالُ يُغرَق.
نُفَتّش عن العطر،
وأيُّ عطرٍ من الجِيَفِ يُصنَع؟
نُفَتّش عن المجد،
وأيُّ مجدٍ من الأقزام يُصنَع؟
ملائكةُ الجمالِ صُلِبَت،
ملائكةُ الحُبّ رحَلَت،
وحبُّنا للأفئدةِ يرحل،
وما زال فينا يكبُر…
كلُّ صباحٍ كنّا هنا،
كلُّ صباحٍ كان موعدَنا.
نُلَمْلِمُ خيوطَ الحبّ من أبين،
نُلَمْلِمُ خيوطَ المجدِ من شمسان.
الحبُّ يبدأ من عدن،
الحبُّ يُزهِرُ في أبين،
وعلى ساحلِ أبين
ينامُ الحبُّ… والأحباب،
ولا ينامُ الثعبانُ… والثعلب.
فياااا الله…
ماذا أصابنا؟
الحقدُ يقتلُنا،
الحقدُ انفجارٌ كونيٌّ قاتل،
وعَدَنُ على الطاولةِ…
منسيّة!
سرقوا بهاءَها،
لوّثوا أطيافَها.
ما هذه عدن؟
التي تنسابُ في دمي؟
ما هذه عدن،
يا حبيبي؟
تركتُها عصفورةً،
وللقلبِ واحة،
وحبُّها عبادة.
تتثاءب،
لكنّها تنهض.
تُدمى،
لكنّها فوق الجراح
تُلجِمُ الأتراح،
وتَسمو موطنًا للأفراح…

عدنُ الحبيبة،
لا رسولَ لحبّك بعدي.
أعشقُ الضياعَ فيكِ،
أشعلي حبّكِ كما أنتِ،
فما هذه النهاياتُ أنتظر؟
أنا مَن كتبَ تاريخَ حبِّك،
حينَ اُغتصب تحت غطرسةِ البشر.
شيّدي صرحَ حبّي،
فأنا لا أخشى أحقرَ البشر.
لا الليلُ يبقى بعباءته،
ولن تَمسي مواقدُ البشر.
فمن أنا؟… ومن أنتِ؟…
ابحثي…
لعلّ في كريترَ
ستجدينَ ما يُوحي،
وما يبعثُ فيكِ الأمل،
بأنني منكِ،
وإليكِ،
ودونكِ…
لستُ من البشر.