الشركات السعودية تواجه التحديات: تحقيق أرباح تاريخية للبنوك والاتصالات واختلاف أداء باقي القطاعات

الشركات السعودية تواجه التحديات: تحقيق أرباح تاريخية للبنوك والاتصالات واختلاف أداء باقي القطاعات

سجّلت الشركات السعودية نتائج مالية متباينة في الربع الثاني من عام 2025، إذ واصل قطاع البنوك والاتصالات تقديم أداء قوي، بينما شهدت بعض القطاعات الأخرى تراجعاً ملحوظاً في الأرباح، مما يعكس ديناميكية الاقتصاد السعودي وتفاعل قطاعاته مع المستجدات العالمية.

 

بحسب البيانات، ارتفعت الأرباح الفصلية المجمعة للبنوك السعودية بنسبة 17.7 % لتصل إلى 6.13 مليارات دولار، مدفوعة باستمرار مستويات الفائدة العالمية المرتفعة، وهو ما ساهم في تحقيق أرباح مجزية من فروقات الفائدة.

في هذا الإطار، قال رئيس قسم الأسواق العالمية فيCedra Markets جو يرق لـ”النهار”: “سجّل قطاع البنوك في السعودية أداءً قوياً. ويُعزى هذا الارتفاع بشكل أساسي إلى بقاء أسعار الفائدة العالمية عند مستويات مرتفعة، مما ساعد البنوك على تحقيق أرباح كبيرة من فروقات الفائدة”.

 

أما على صعيد قطاع الاتصالات، فقد جاءت النتائج إيجابية أيضاً، إذ ارتفع صافي ربح شركة stc بنسبة 16% ليتجاوز حاجز المليار دولار، متجاوزاً التوقعات. وحققت شركة “زين” أرباحاً صافية بلغت 33 مليون دولار، بزيادة 21%  مقارنة بالعام الماضي، وبما يفوق متوسط توقعات المحللين.

 

وفي القطاع الصناعي، أظهرت “سابك للمغذيات الزراعية” أداءً قوياً، إذ قفز صافي ربحها بنسبة 50% على أساس سنوي ليبلغ 280 مليون دولار، مما يعكس تحسناً في الطلب العالمي على منتجاتها وارتفاعاً في أسعار التصدير.

 

في المقابل، شهدت شركات أخرى تراجعاً في الأرباح، إذ تراجعت أرباح شركة “سلوشتز” بنسبة 1.5% إلى 118 مليون دولار، بينما سجلت “مجموعة تداول” السعودية انخفاضاً حاداً بنسبة 41.3%  في أرباحها لتصل إلى 26 مليون دولار، وسط تحديات في أحجام التداول وانخفاض في نشاط السوق.

 

صورة تعبيرية (وكالات)

 

 

حول مستقبل الأداء الاقتصادي، تحدّث يرق عن أهمية قطاع العقارات، الذي لم تعلن شركاته بعد نتائجها، قائلاً: “من المتوقع أن يلعب القطاع العقاري دوراً محورياً في رسم ملامح الأداء الاقتصادي للمملكة، ولا سيما في ظل الطفرة العقارية الحالية”.

 

أما قطاع الطاقة، خصوصاً شركة “أرامكو”، فقد يكون في مواجهة ضغوط مع انخفاض أسعار النفط، مما قد ينعكس سلباً على أرباحه في الربع الثاني، في ظل تقلّبات الأسواق العالمية.

 

ويأتي كل ذلك في وقت يشهد فيه المؤشر العام للسوق السعودية “تاسي” تراجعاً للربع الثالث على التوالي، إذ بقي دون مستوى الـ 11,000 نقطة، وهو ما يعكس حالة من الحذر في أوساط المستثمرين. وعلّق يرق على هذا المشهد بالقول: “هذا التراجع يعكس قلق المستثمرين في ظل الضبابية الناجمة عن الرسوم التجارية، إضافة إلى انخفاض أسعار النفط، كما أن عزوف المستثمرين عن السوق السعودية حالياً يرتبط بترقب نتائج الحرب التجارية التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وما إذا كانت ستنتج عنها محفزات مستقبلية”.

 

ختاماً، تبدو نتائج الربع الثاني من 2025 في السعودية متباينة، إذ أظهرت قطاعات مثل البنوك والاتصالات متانةً ملحوظة، بينما تواجه قطاعات أخرى تحديات قد تستمر خلال النصف الثاني من العام، في ظل استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي على المستويين الإقليمي والدولي.