السويديون في الدوري الإنجليزي: إرث متجدد مع غيوكيريس

أحدثت صفقة فيكتور غيوكيريس، التي نجح نادي أرسنال في حسمها خلال سوق الانتقالات الصيفية 2025، صدى واسعاً في الأوساط الكروية، بعدما استطاع “الغانرز” التفوّق في سباق شرس على توقيع المهاجم السويدي المتألق، والذي خطف الأنظار بأدائه الرائع مع سبورتينغ لشبونة، ليصبح أحد أكثر المهاجمين الواعدين في القارة الأوروبية.
وبينما يترقّب الجمهور تأثير غيوكيريس الفني مع كتيبة ميكيل أرتيتا في واحد من أكثر الدوريات تنافسية في العالم، يرى آخرون أنّ انضمام النجم السويدي إلى أرسنال لا يُمثل مجرّد صفقة هجومية فحسب، بل هو امتداد لمسيرة طويلة ومميزة للاعبين السويديين في الدوري الإنكليزي الممتاز، أولئك الذين تركوا بصماتهم رغم قلة عددهم، سواء في فرق النخبة أو في أندية الوسط.
غيوكيريس خلال تمارين أرسنال. (إكس)
انضمام غيوكيريس أعاد إلى الأذهان ذكريات أحد ألمع نجوم السويد في الـ”بريميرليغ”، وهو فريدريك ليونغبرغ، الجناح الأيمن الذي عاش أزهى فتراته مع أرسنال بين عامي 1998 و2007، حيث خاض أكثر من 200 مباراة سجل خلالها 46 هدفاً، وساهم في التتويج بأربعة ألقاب، منها لقبان للدوري، أبرزها في موسم “اللاهزيمة” الشهير 2003-2004.
ليونغبرغ كان أول السويديين الذين كتبوا اسم بلادهم في تاريخ الـ”بريميرليغ” من بوابة الكبار، وساهم في ترسيخ صورة اللاعب السويدي كمحترف من الطراز الرفيع داخل إنكلترا.
لاحقاً، جاء دور زلاتان إبراهيموفيتش، أحد أعظم مهاجمي العالم، الذي ارتدى قميص مانشستر يونايتد في موسم 2016؛ ورغم قصر التجربة، فإنه قد ترك بصمة لا تُنسى، إذ نجح في حصد كأس الرابطة والدوري الأوروبي.
أما تجربة الحارس السويدي أندرياس إيزاكسون مع مانشستر سيتي، فقد جاءت باهتة، ولم تترك نفس الأثر المنتظر، وانتهت سريعاً. ورغم قلة عدد اللاعبين السويديين في الأندية الكبرى، إلا أنّ الحضور السويدي في أندية الوسط والسفلة كان لافتاً. من أبرزهم يوناس يانسون، قائد برينتفورد السابق، الذي لعب دوراً محورياً في صعود الفريق إلى الـ”بريميرليغ” والبقاء فيه.
كذلك، تألق المهاجم يوهان إيلماندر بقميص بولتون بين عامي 2008 و2011، وكان من الأسماء المؤثرة في خط الهجوم، في حين برز لاعب الوسط سيباستيان لارسون بفضل دقته في تنفيذ الكرات الثابتة، وتنقّل بين عدة أندية منها سندرلاند وبرمنغهام، وترك خلالها أداءً ثابتاً وإسهامات واضحة.
واليوم، يجد فيكتور غيوكيريس نفسه محاطاً بتوقعات عالية، ليس فقط بسبب قيمته الفنية، بل لكونه حلقة جديدة في سلسلة امتدت لعقود من التألق السويدي في إنكلترا. المهاجم الذي سطع مع سبورتينغ لشبونة، بات تحت الأضواء في ملعب الإمارات، وعينه على مواصلة كتابة فصله الخاص في الـ”بريميرليغ”.