الجيش الإسرائيلي: نستعد لهجمات من ‘قوة الرضوان’ و’حزب الله’ بعد تدهور قدراته المدفعية والصاروخية

على الرغم من الضربات القاسية التي تلقّاها “حزب الله” في الأشهر الأخيرة، يُحذّر الجيش الإسرائيلي من أنّ “الحزب لم يُهزم بل يُلملم جراحه، فبدون تنظيم أو ردع، قد يتعافى ويعود أقوى وأكثر خطورة”، وفق تقرير لصحيفة “معاريف” العبرية.
وتُقدّر القيادة الشمالية أنّ ثلث خسائر حزب الله في القوة النارية كانت بسبب الجيش الإسرائيلي منذ دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في 27 تشرين الثاني / نوفمبر 2024.
وتُبيّن “معاريف” بأنّ 74% من المستوطنين عادوا إلى المستوطنات الواقعة على طول خط المواجهة في الجليل، فيما عاد جميع السكان إلى مستوكنة شلومي، بعد نزوحهم منذ 8 تشرين الأول /أكتوبر 2023. أمّا في المطلة وكيبوتس المنارة، فقد تجاوز عدد العائدين 30% بقليل، في حين تُشير التقديرات إلى أن المزيد من العائلات ستعود إلى الجليل خلال شهر آب / أغسطس المقبل.
غارات على الضاحية الجنوبية (نبيل اسماعيل).
وقف النار بين لبنان وإسرائيل في شهره التاسع: 724 قتيلاً وجريحاً و4155 خرقاً!
دخل اتفاق وقف النار بين لبنان والجانب الإسرائيلي برعاية أميركية شهره التاسع، ويلاحَظ أن وتيرة التصعيد الإسرائيلي ترتفع قبل وصول أي موفد أميركي إلى لبنان. فما أبرز الخروق خلال 245 يوماً؟
ويضيف تقرير “معاريف” أنّ الجيش الإسرائيلي راقب باستمرار ما يحدث في حزب الله، إذ تعترف القيادة الشمالية بأنّها “اتبعت لسنوات سياسة ضعيفة وفاشلة تجاه حزب الله، وسمحت لهذا “الوحش”، وفق توصيفها، بالنمو إلى أبعاد هدّدت أمن إسرائيل”.
ووفقاً لمسؤول كبير في القيادة الشمالية، لـ”معارف”، فإنّ “حزب الله يقف حاليّاً عند مفترق طرق… فقد تضررت القدرة العسكرية لحزب الله في جميع أنظمته: الهجوم والدفاع والقيادة والسيطرة ومنظومة إطلاق النار”.
ويضيف: “تشرّد 1.6 مليون مدني لبناني من منازلهم نتيجة الحرب. هؤلاء مدنيون من جنوب لبنان والضاحية في بيروت. معظمهم من الشيعة، وهذا يخلق مشكلة سياسية كبيرة لحزب الله لقاعدته الشعبية. كما يرى حزب الله النتائج في الضاحية الجنوبية ببيروت، حيث انهار 300 مبنى، وهذا أمر بالغ الأهمية بالنسبة له”.
ويضيف المصدر الرفيع في القيادة الشمالية: “يُعدّ الوجود الأميركي وتدخّله عنصراً أساسيّاً في قدرتنا على إنفاذ الاتفاق”.
وبحسب “معاريف”، فقد شهدت “القوّة النظامية للتنظيم فرار مقاتلين من خطوط المواجهة. يتكوّن حزب الله من فروع عدة من القوات القتالية، أهمها وأكثرها قوّة (قوة الرضوان) والقوة الجنوبية، وقد تلقّت (قوة الرضوان)، وهي وحدة النخبة في التنظيم، ضربة موجعة”.
تضيف الصحيفة: “كان عدد أفراد القوّة حوالي ستة آلاف مقاتل من الكوماندوز. واليوم، تشير التقديرات إلى أن عددهم يتراوح بين 2500 و3000 مقاتل، فيما يواصل الجيش الإسرائيلي عرقلة محاولات القوة لإعادة بناء نفسها. قبل عشرة أيام فقط، هاجم سلاح الجو معسكرات تدريب القوّة في وادي لبنان حيث كان حزب الله يحاول تدريب مجندين جدد لقوة الرضوان”.
وفقاً للجيش الإسرائيلي، فإنّ “قوة الرضوان” تحاول تنظيم وسائل جديدة، فلا تمتلك حاليّاً البنية التحتية اللازمة على خط التماس”.
الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان (أرشيفية، أ ف ب).
وتذكر الصحيفة أنّ “إسرائيل تستعدّ لسيناريوهات عدة قد تحاول قوّة الرضوان تنفيذها في أي يوم: غارات صغيرة، ومحاولات لشنّ هجمات بارزة، بما في ذلك محاولات مهاجمة قوّة عسكرية صغيرة تابعة لجيش الدفاع الإسرائيلي، وحتى اختطاف جنود. وقد طُلب من قوة الرضوان أخيراً إجلاء قوات من سوريا ونقلها إلى منطقتي بيروت والبقاع، وكانت مهمتها تثبيت خط أمني داخل لبنان خوفًا من أي نشاط داخلي ضد حزب الله”.
إلى ذلك، يُفيد التقرير العبري إلى أنّ “الجبهة الجنوبية لحزب الله تلقّت الضربة الأشد في الحرب، والتي تضم آلاف المقاتلين الذين نُشروا للدفاع عن أنفسهم وأطلقوا الصواريخ على العمق الإسرائيلي. وتبني هذه القوة الآن نفسها شمال الليطاني، حيث تُنشئ خط الدفاع الرئيسي لحزب الله. ويشمل ذلك استهداف المناطق ونشر بطاريات المدفعية والمحميات الطبيعية. وبشكل عام، لاحظ حزب الله نشاط حماس السري في غزة، وكان ذلك نوعًا ما لأن الحفاظ على صفوف بعض تشكيلاته يتطلّب بناء تشكيل سري”.
ويقول الجيش الإسرائيلي إنّ “حزب الله يمتلك قدرات ومنشآت سرية، لكنها لا تشبه ما يحدث في غزة”. إذ قال ضابط كبير في الجيش: “هذا ليس نظام مترو يربط القرى ببعضها أو يعبر المناطق الجغرافية”.
وتشير “معاريف” إلى أنّ “أكبر الأضرار التي لحقت بحزب الله تكمن في قدراته المدفعية والصاروخية. قبل الحرب، كان لديه عشرات الآلاف من بطاريات الإطلاق. أما اليوم، فقد انخفض عددها بشكل ملحوظ. بينما لا يتجاوز عدد بطارياته بعيدة المدى القادرة على إطلاق الصواريخ إلى وسط البلاد بضع مئات. لكن المشكلة لا تقتصر على تراجع عدد البطاريات، بل تكمن أيضاً في قدرتها على الانتشار والتفعيل، مما يحد من قوته النارية”.