ضغط المباريات: “قنبلة زمنية” قبل بداية الدوريات الأوروبية

قبل أسابيع من انطلاق الدوريات الأوروبية، ترتفع الأصوات مجدداً محذّرة من الخطر المتزايد لجدول المباريات المزدحم؛ صراع بين الهيئات المنظمة، والأندية، والنقابات بات أشبه بـ”قنبلة موقوتة” تهدّد صحة اللاعبين واستمرار اللعبة بشكلها التقليدي.
اشتعلت القضية مع توالي البطولات الجديدة، وعلى رأسها كأس العالم للأندية، التي اعتبرها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) نجاحاً تسويقياً وجماهيرياً، بينما رآها اتحاد لاعبي كرة القدم المحترفين (فيفبرو) تهديداً مباشراً لصحة اللاعبين.
طالبت النقابات بفرض فترات راحة إلزامية لا تقل عن 72 ساعة بين المباريات، وإجازات موسمية لا تقل عن 21 يوماً، بالإضافة إلى زيادة تمثيل اللاعبين في هيئات اتخاذ القرار.
المدربون أنفسهم رفعوا صوتهم؛ كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد السابق هدد علناً برفض خوض أي مباراة لريال مدريد من دون فاصل راحة مناسب، بينما اشتكى برشلونة من الإرهاق الناتج عن رحلات لاعبيه الدوليين لأميركا الجنوبية من دون حصولهم على فرصة للاستشفاء خلال فترات الأجندة الدولية، ورغم محاولات الـ”فيفا” فتح حوار مع النقابات، لم تتحوّل هذه المطالب حتى الآن إلى لوائح ملزمة.
جدول يهدّد الموسم قبل أن يبدأ
باتت الصورة أكثر تعقيداً مع ازدحام غير مسبوق في الأجندة الدولية، واستبدال المباريات الودية ببطولات رسمية مثل دوري الأمم الأوروبية، إضافة إلى التزامات الأندية في المسابقات المحلية والقارية.
ريال مدريد مثال واضح لذلك، حيث لعب في الموسم الماضي 68 مباراة رسمية في سبع بطولات مختلفة، وكان يمكن أن يصل الرقم إلى 72 مباراة لو تأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا.
كيليان مبابي. (إكس)
التأثير لا يقتصر على الإرهاق فقط، بل يمتد إلى الإصابات، خصوصاً بين اللاعبين الشباب، وقد أظهرت دراسة لشبكة “هاودن” للتأمين زيادة إصابات لاعبين تحت الـ21 عاماً بنسبة 187%، بين موسمي 2020-2021 و2023-2024، فيما شدد خبراء الطب الرياضي على أنّ تكدس المباريات من دون فترات راحة كافية يشكل خطراً جسيماً على سلامة اللاعبين ومسيرتهم على المدى الطويل.
إلى أين يتجه مستقبل اللعبة؟
مع تمسك الدوريات الوطنية بمواعيدها ورفضها التنازل لصالح البطولات الدولية، يبدو أنّ الصراع حول رزنامة كرة القدم مقبل على مزيد من التعقيد، فالنقابات تدفع لحماية اللاعبين، والاتحادات تدافع عن مصالحها الاقتصادية، والأندية تحاول الموازنة بين العوائد المالية والحفاظ على جاهزية نجومها.
وفي المنتصف، يقف اللاعبون أنفسهم، وهم الحلقة الأضعف في منظومة تضغط عليها البطولات من كل اتجاه.