تجربة العودة الطوعية اللبنانية المدعومة دولياً: نجاح تنظيمياً وضعف عددياً (صور)

تجربة العودة الطوعية اللبنانية المدعومة دولياً: نجاح تنظيمياً وضعف عددياً (صور)

انطلقت اليوم من البقاع التجربة الأولى لبرنامج “العودة الطوّعية المنظّم ذاتياً” للاجئين السوريين الراغبين في العودة إلى بلادهم، في إطار خطة رسمية لبنانية بغطاء دولي تتمثل بدعم الأمم المتحدة والدول المانحة لها.

 

العودة الطوعية للسوريين (النهار).

 

وتقضي الخطة بأن يحصل كل فرد من العائدين على مبلغ 100 دولار في لبنان على أن تحصل العائلة المخوّلة على 400 دولار بعد عودتها إلى سوريا، إلى جانب المساعدة القانونية المتعلقة بالأوراق الثبوتية، تأمين النقليات، وإعفاء الأمن العام اللبناني الأشخاص المشاركين في البرنامج من الرسوم الإدارية عند المغادرة، بما في ذلك رسوم تجاوز مدة الإقامة ورسوم الخروج.

وقد عاد بموجب البرنامج اليوم 71 شخصاً موزعين على 14 عائلة، أقلتّهم ثلاث حافلات، ونقلت أمتعتهم شاحنتان، عبر الحدود اللبنانية – السورية. وكان 77 شخصاً سجّلوا للمغادرة، فآثر شخصان منهم الرحيل من تلقاء نفسيهما، وتراجع 4 عن قرارهم العودة، علماً أنه بمجرد إصدار ملف “نموذج العودة”، يتم تجهيز المبلغ المالي تلقائياً، وبالتالي يغلق ملف مقدم الطلب لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون الللاجئين، فلا يعود يتلقى المساعدات منها.

 

وقد تمت المغادرة اليوم، وسط تنسيق عال ما بين الأمن العام اللبناني، الذي أشرف على العملية من الجانب اللبناني، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، التي كانت قد توّلت الجانب الإداري من تسجيل طلبات الراغبين في العودة، وتأمين الأوراق اللازمة، وإصدار “ملف العودة”، وإتمام عملية دفع الأموال لمن أتموا شروط المغادرة، فيما تولّت “المنظمة الدولية للهجرة” الأمور اللوجستية للعودة. استهلت الإجراءات من متوسطة بر إلياس الرسمية المختلطة حيث توافد المغادرون من بلدات بقاعية مختلفة، بدءاً من السادسة صباحاً، وجنّد لها الأمن العام جمهرة من عناصره وضبّاطه، ومن الموظفين الأممين، بحضور ممثل مكتب مفوضية اللاجئين في لبنان إيفو فرايجسن، وممثل المنظمة الدولية للهجرة ماثيو لوسيانو، كما رافق رئيس بلدية بر إلياس رضا الميس وأعضاء من نادي النهضة – بر إلياس العملية، وواكبها الجيش اللبناني والصليب الأحمر اللبناني، وحظيت بتغطية إعلامية لبنانية وعربية، فأضحى المغادرون أقليّة بين جمهور المواكبين لعودتهم بـ”طنة ورنة”. 

 

العودة الطوعية للسوريين (النهار).

العودة الطوعية للسوريين (النهار).

 

تلقى المغادرون معاملة 5 نجوم، غير مألوفة في محطات العودة الطوعية، بدءاً من استقبالهم حتى مغادرتهم الأراضي اللبنانية. خصص حمّالون لنقل أمتعتهم، وجرى جمعها بشكل منظمّ وتغليفها داخل الشاحنة مع ملصقات بأسماء أصحابها وتحت إشرافهم، مع تخييرهم بين ما يريدون نقله بالشاحنة وما يرغبون في نقله معهم في حافلة الركاب، بعد أن كان الأمن العام قام بتفتيشها بواسطة كلب مدرّب. وقد اتّسمت المعاملة باللطف والإنسانية، بدءاً من تأكّد عناصر الأمن العام، عند مدخل المدرسة، من ورود أسماء العائدين على اللوائح، ليتولاهم من بعدها موظفو منظمة الهجرة ويضعوا أساور ورقية حول معاصمهم، قبل أن يدخلوا إلى مكتب للأمن العام، استُحدث ظرفيّاً للمناسبة في داخل المبنى، لتسجيل أسمائهم والكشف على أوراقهم. وقد وضعت خارجه كراس بلاستيكية للاستراحة، ووفّرت الكراسي المتحركة لكبار السنّ. وبعد انتهاء الإجراءات انتقل العائدون إلى صالة انتظار، وخضعوا لفحص طبي. وقبل صعودهم إلى الحافلة، وزّعت عليهم عدّة نظافة شخصية ووجبة غداء.   

 

وتوزع العائدون بين عائلات من 3 أجيال: الأجداد والأولاد والأحفاد، وعائلات فتيّة، عبرّوا أمام الكاميرات والميكروفونات عن فرحتهم بالعودة إلى بلادهم. ولكن الحديث معهم بعيداً من الإعلام أفصح عن قلق، وخصوصاً  لدى العائلات الفتية، لمغادرة حياة كاملة ألفوها إلى عالم جديد يكتشفونه اسمه الوطن. وقد وضبوا في أكياس وما توافر من حقائب 14 سنة من اللجوء، مما خفّ حمله وثمنه، وعلت قيمته لكونه سيساعدهم في تأسيس حياتهم الجديدة في سوريا. 

 

العودة الطوعية للسوريين (النهار).

العودة الطوعية للسوريين (النهار).

 

من جهة ثانية، أوضحت المتحدثة باسم مكتب لبنان في مفوضية اللاجئين، ليزا أبو خالد، لـ”النهار” أن هذه التجربة هي الأولى لبرنامج “العودة الطوّعية المنظّم ذاتياً”، وستعمم لاحقاً على بقية المناطق اللبنانية. وشرحت رداً على سؤال أن على الراغبين في الإفادة من البرنامج التواصل مع المفوضية التي تجري مقابلات معهم وتقيّم أوضاعهم، كما تساعدهم في تأمين الأوراق الثبوتية والمستندات التي سيحتاجونها لتسجيل الولادات، وتسجيل أولادهم في المدارس بعد عودتهم؛ ذلك أن الغاية هي أن تكون هذه العودة مستدامة. 

 

العودة الطوعية للسوريين (النهار).

العودة الطوعية للسوريين (النهار).

 

 

وأشارت إلى أنه بعد سقوط حكومة الأسد عبّر مزيد من اللاجئين عن رغبتهم في العودة إلى بلادهم، وأنه في عام 2025 جرى شطب 120 ألف شخص من ملفات المفوضية، بعد التأكد من أنهم عادوا إلى بلادهم، من خارج البرنامج المذكور.  

 

العودة الطوعية للسوريين (النهار).

العودة الطوعية للسوريين (النهار).

العودة الطوعية للسوريين (النهار).

العودة الطوعية للسوريين (النهار).