يواجه كافة التحديات بمفرده… إحباط في الجيش الإسرائيلي

تسود أجواء من الإحباط صفوف الجيش الإسرائيلي، نتيجة شعوره بأنه “يُترك وحيداً” في مواجهة مختلف الجبهات، في ظلّ غياب دعم فعّال من القيادة السياسية، وتنامي الضغوط الدولية على خلفيّة الأزمة الإنسانية في غزة، حسب ما كشف الإعلام العبريّ الثلاثاء.
كشفت صحيفة “معاريف” العبرية أن “إسرائيل لم تكن مستعدة لتداعيات حملة المجاعة في غزة التي اجتاحت وسائل الإعلام العالمية، مما ألحق أضراراً جسيمة بصورة الدولة، وأضعف شرعية الحرب حتى في دول تُعدّ من أبرز داعميها تقليدياً.
وقد دفع ذلك الجيش إلى تبنّي سياسة “الإغراق الإنساني”، من خلال تكثيف إسقاط المساعدات الجوية، وتحريك قوافل الإغاثة، وفرض تهدئات موقتة في بعض المناطق، في محاولة لاحتواء التداعيات”.
برنامج الأغذية العالمي يحث إسرائيل على الإسراع بالموافقة على دخول الشاحنات لغزة
إلى جانب ذلك، أطلق الجيش الإسرائيلي حملة إعلامية مضادة تقودها وحدة المتحدث باسم الجيش، بالتعاون مع قسم الاستخبارات، تستهدف تفنيد روايات “حماس” حول المجاعة. وتشمل الحملة التحقق من الصور المتداولة، إذ تبيّن أنّ بعضها مفبرك، كـ”صورة لطفل قيل إنه يتضوّر جوعاً بينما يقيم في إيطاليا، وأخرى من اليمن نُسبت زوراً إلى غزة”، بحسب معاريف.
وتقول إسرائيل إنها استعانت بقدرات تكنولوجية “شبه خيالية”، تشمل أنظمة ذكاء اصطناعي تقوم بمسح وجوه آلاف الغزيين يومياً لتحليل مؤشرات سوء التغذية، بهدف بناء خريطة دقيقة لأوضاع السكان.
مجاعة في غزة (رويترز)
“القيادة السياسية تتحمل المسؤولية”
رغم ذلك، يُحمّل الجيش الإسرائيلي “القيادة السياسية مسؤولية تدهور الوضع الإنساني”، مشيراً إلى أنها هي من قررت قبل أكثر من ثلاثة أشهر تقليص دخول المساعدات، متجاهلة تحذيرات المؤسسة العسكرية من العواقب المحتملة. ويرى قادة في الجيش أن هذا التراخي السياسي أتاح لـ”حماس” تحقيق مكاسب إعلامية وتكتيكية، وأدى إلى وقف العمليات فعلياً، بينما لا يزال أكثر من 50 أسيراً إسرائيلياً في قبضة الحركة.
وفي ظل ما وصفته الصحيفة بـ”انسحاب القيادة السياسية من الساحة الإعلامية”، يجد الجيش نفسه مضطراً لإدارة المعارك الميدانية، والعملية الإنسانية، والحرب على الرأي العام العالمي، من دون غطاء سياسي فعّال.
يمكنك أيضاً قراءة: غزة أمام خطر المجاعة “رسمياً”… واستئناف عمليات إسقاط المساعدات جواً
ثلاثة سيناريوات محتملة للخروج من حالة الجمود
وقدّمت قيادة المنطقة الجنوبية ثلاثة سيناريوات محتملة للخروج من حالة الجمود:
1. تجميد الوضع القائم مع تعميق النشاط العسكري في المناطق التي يسيطر عليها الجيش بهدف تفكيك بنى حماس التحتية، رغم مخاطر استنزاف القوات.
2. فرض حصار مشدد على مدينة غزة وتنفيذ عمليات مكثفة، كما حدث في خانيونس وبيت حانون، بهدف الضغط على حماس، لكن مع تجنّب صور المجاعة التي قد تُفاقم الضغوط الدولية.
3. “الاحتلال الكامل لقطاع غزة”، وهو الخيار الذي يتحفظ عليه الجيش حالياً بسبب كلفته البشرية والعسكرية الهائلة، إذ يتطلّب تجنيد عشرات الآلاف من جنود الاحتياط، من دون ضمان الوصول إلى جميع الأسرى.
جنود إسرائيليون في غزة (رويترز)
انتقادات لاذعة
بموازاة ذلك، وُجّهت انتقادات لاذعة لرئيس جهاز “الموساد” دادي برنيا، بسبب فشله في خلق شعور بالملاحقة لدى قادة “حماس” في الخارج، رغم أن إسرائيل صنّفتهم “أهدافاً مشروعة” قبل عامين.
وبحسب مسؤول عسكري رفيع، فإن قادة “حماس” يواصلون إدارة المفاوضات من فنادق فاخرة من دون أدنى شعور بالخطر.
وفي وقت دخل فيه الكنيست عطلته الصيفية، ترى القيادة السياسية أنّ الحكومة غير مهددة داخلياً. لكن على أرض المعركة، وفق ما تقول “معاريف”، “لا عطلة صيفية للمقاتلين في غزة، بل خطر الحرب المستمر فقط”.
رأي
تراجع إسرائيلي “تكتيكي” في غزة لاحتواء النقمة الدولية على استشراء الجوع