رامي كوسا يكشف السر: عشق كارمن لبّس لزياد الرحباني ما زال قائمًا

بمشهد صامت، صادق، خطف الحزن ملامح كارمن لبّس في وداع زياد الرحباني. مشهد لم يحتَج إلى كلمات ليُفهم، لأن الدمع حين ينزل من قلبٍ أحبّ بصدق، يروي حكاية عمرٍ كامل.
كارمن، التي أحبّت زياد لخمسة عشر عاماً، لم تذكره يوماً إلا بعينين تلمعان بالإعجاب، وبصوتٍ يفيض دفئاً وامتناناً. لم يكن حبّاً عابراً في حياة فنانَين، بل كان قصة امتزج فيها الفن بالحب، والمسرح بالبيت. قصة ظلّت حاضرة في وجدان كارمن، رغم المسافات وتغيّر الزمن.
الكاتب رامي كوسا، كتب ما يشبه الاعتراف العاطفي، حين أفشى “سرّاً” يعرفه كل من اقترب من كارمن: أن زياد لم يكن مجرد ماضٍ في حياتها، بل ظلّ حياً فيها، بتفاصيله، بحركاته، بعباراته، حتى بغيابه.
كتب:”ما جلست مرّة مع كارمن، إلا وتعمّدت، بخفة الصديق، أن أجرّها للحديث عن زياد. الفضول كان ينهشني. أريد أن أعرف عنه… وعنهما”. لكن ما وجده لم يكن مجرد إجابات، بل ملامح امرأة ما زالت تعتب عليه… والعتب كما يقول، “أوله زعل وآخره محبة”.
هذا العتب المحب، كان أوضح من أي تصريح. فكارمن، رغم السنوات، لم تحمل في قلبها غضباً، ولا لوماً، فقط ذاك العتب الذي يشبه التوق، والذي لا يحمله إلا من أحبّ بصدق ولم يندم. وفي وداع زياد، كان حزن حزن مرآة لكل ما بقي في القلب: الامتنان، الذكرى، والوفاء.
وأكمل كوسا: “نحن ممتنون… لا فقط لفنّكِ الذي نشيد به على الدوام، بل لوجودكِ، كشريكة استثنائية كتب زياد لها، وبسببها، ولحن لأجلها، وغنى عنها، فورثناه نحن.” إنه امتنان لحبٍّ لم يكن لنا، لكنه صار منّا، لأننا رأينا فيه كل ما نتمناه في الحب: الصدق، العمق، والدوام.
وها هي كارمن، في لحظة الوداع، تذكّرنا أن الحب لا يموت… وأن الأصل الطيب، كما قال كوسا، يدوم.