ختام اللحام لـ’النهار’: نحن نُعبر عن مشاعر الحزن على زياد… كيف سيكون الحال مع والدته فيروز؟ (فيديو)

ختام اللحام لـ’النهار’: نحن نُعبر عن مشاعر الحزن على زياد… كيف سيكون الحال مع والدته فيروز؟ (فيديو)

في لحظة وداع الموسيقار زياد الرحباني، لا تجد الممثلة القديرة ختام اللحام كلمات تُؤاسي وجعها. فالكبير الذي غاب، بالنسبة إليها، ليس مجرّد فنان استثنائي تعاونت معه، بل حالة نادرة يصعب تكرارها، وروح تشبه الوطن الجريح، صادقة، إنسانية، ورافضة للتزييف.

وفي اتصال هاتفي مع “النهار”، لم تُخفِ اللحام ألمها العميق، قائلة: “رحمه الله… لكن على الدولة أيضاً أن تكرّمه وتفعل شيئاً يخلّد ذكراه. يجب أن يُصنع له تمثال، أو يُطلق اسمه على شارع، فهذا أقلّ ما يمكن تقديمه لزياد، فهو محبوب الجميع، وليس فقط محبوبي أنا. إنها خسارة كبيرة للبنان وللعالم بأسره”.

 

 

ترى اللحام في زياد شخصية استثنائية بكل المعايير، موضحة: “زياد حالة استثنائية، لا أظنّ أن الزمن سينجب شخصاً مثله. لقد أثّر في الشباب وفي الجميع، وكان سابقاً لعصره في كل شيء. كان إنساناً مثقفاً، مطّلعاً على كل ما يجري، ولم يكن هناك أمر تحدّث عنه ولم نرَه بوضوح”.

ولا تنسى إنسانيته العميقة التي كانت ترافقه في كل لحظة: “كان يشعر بالناس، خصوصاً الطبقة الفقيرة. لكن المرض، تشمّع الكبد، أنهكه. ومما أعرفه وسمعته، أنه في الفترة الأخيرة رفض الخضوع لأي جراحة أو علاج لأنه كان قد تعب كثيراً”.

 

 

 

وعن التعاون الفني الذي جمعها به مع الفنان جوزف صقر في “ليه عم تعمل هيك”، تستعيد اللحام هذه اللحظة كمن يفتح كنزاً دفيناً: “تعاوني معه كان محطة مهمة جداً في مسيرتي الفنية. أن أتعرف إلى هذا الإنسان عن قرب، كان ذلك مكسباً كبيراً لي. فهو إنسان لا يُنسى، أبداً لا يُنسى. وأنا شخصياً لا أصدق حتى الآن، لا أصدق… حتى حين نجلس معه، كانت الابتسامة لا تفارقه. رحمه الله”.

 

 

 

وتتابع بتأثّر: “كلامه، حتى عندما يتحدث عن المعاناة، كان يمرّرها بأسلوب مذهل. لا يمكن لأحد أن يكون مثله، لا يأتي مثله. حين عملتُ معه في الاستوديو، كنا قد تعاونا، وجاءني عرض عمل يتعلق بسوريا. فقال لي مازحاً: آه، اذهبي للمجد، اتركينا، ستذهبين وتشتهرين. وضحكت، فقلت له: زياد، لقد عُرض عليّ دور تمثيلي. فقال لي: الله يوفقك، وهو يضحك”.

وفي لحظة استذكار مؤلمة، تتوقف عند معاناة والدته السيدة فيروز، قائلة: “رحم الله زياد، فهي تألّمت مرتين: مرة حين فقدت ابنتها ليال، والآن… لا أستطيع أن أتصوّر حالها. وإذا كان الناس كلهم بهذا القدر من الحزن، فكيف تكون حال الأم؟”.

وتختم حديثها بنداء يحمل وجع المحبة والإيمان بقيمة من رحل: “يجب أن تبقى ذكرى زياد حيّة، لأنه ربّى أجيالاً، ربّى أجيالاً وهو مدرسة… زياد مدرسة، رحمه الله”.