ما هو الواقع وراء هذه الفيديوهات التي تظهر زياد الرحباني وفيروز؟ النهار تقوم بالتحقق من الحقائق.

ما هو الواقع وراء هذه الفيديوهات التي تظهر زياد الرحباني وفيروز؟ النهار تقوم بالتحقق من الحقائق.

“وداعاً زياد”. بهذا العنوان، تنتشر مجموعة فيديوات في وسائل التواصل الاجتماعي تظهر الفنان اللبناني زياد الرحباني عازفاً على البيانو بينما كان طفلاً، جالساً مع الاسرة الصغيرة، بينما جمعته لقطات مع والدته السيدة فيروز عند البيانو، مستغرقاً في العزف تحت انظارها. وبينما بدا معانقاً اياها في مقطع، ظهر في آخر وهو يرتشف القهوة. الا انه حذار، هذه المشاهد المتحركة من صنيعة الذكاء الاصطناعي. FactCheck#

 

 

“النّهار” دقّقت من أجلكم 

 

 

يودّع لبنان اليوم الاثنين فنانه المسرحي والموسيقي الكبير زياد الرحباني، الذي توفي السبت عن 69 عاما، وتجمّعَ مئات من محبيه صباحا أمام أحد مستشفيات بيروت لمواكبة نقل جثمانه إلى منطقة المحديثة الجبلية شمال شرق بيروت، حيث تقام مراسم دفنه الساعة الرابعة بعد الظهر.

وتجمّع أكثر من ألف من محبي الرحباني أمام مستشفى “بي أم جي” منذ ساعات الصباح الأولى، بعدما تداعوا عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومجموعات الدردشة. وأحضر كثر من هؤلاء ورودا بيضاء وحمراء وباقات أزهار، وحمل عدد منهم صورا للرحباني كُتب على بعضها “بَلا وَلا شي…بحبّك”، في إشارة إلى عنوان إحدى أغنياته، على ما ذكرت وكالة “فرانس برس”. 

وراح الحاضرون يتبادلون التعازي، بينما صدحت ألحان الراحل وصوته عبر سيارات كانت تمر في الشارع، ثم تحلقت مجموعة من المشاركين راحوا ينشدون أغنيات الراحل ومنها “لأول مرة ما منكون سوا”، باكورة ألحانه لوالدته فيروز.

لبنان يُودّع الأيقونة زياد الرحباني… “النهار” في تغطية مباشرة 

 

حقيقة الفيديوات

ومنذ إعلان وفاته، انتشرت مقاطع عدّة له بعنوان: “وداعاً زياد”، وتقصّت “النهار” حقيقتها.

 

1- الفيديو الأول 

 

لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك)

 

يطل فيه زياد الرحباني طفلاً عازفاً على البيانو، ثم مبتسماً مع والدته السيدة فيروز وشقيقته. وجلس مع والدته امام البوم صور، قبل ان يعانق طفلا صغيرا في جلسة عائلية. وتوالت مشاهد له وهو شاب، مبتسماً، عازفاً، متكلما عبر الهاتف، ضاحكا مع الفنان جوزف صقر، ومقبلا والده عاصي الرحباني ومتبادلين الضحكات.  

 

الا ان ما تشاهدونه في هذا المقطع هو صور قديمة ثابتة، بالابيض والاسود، تم تحريكها بواسطة الذكاء الاصطناعي. الاولى “لقطة نادرة من منتصف الستينيات تظهر زياد الرحباني وهو يعزف على البيانو”، على ما كتبت وكالة “غيتي ايماجيز” ناشرتها (انشئت في 1 ك2 1965). والأخرى صور قديمة منشورة منذ أكثر من 11 عاما في وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع اخبارية عدة. وتقودكم اليها روابط عديدة، ولكن من دون تفاصيل دقيقة عن تاريخ التقاطها. وكما تلاحظون في آخر الفيديو، فقد طبع زياد قبلة على وجه ابيه عاصي، في حركة مضللة، زائفة، غابت عن الصورة الاصلية.   

 

وقد حمل هذا المقطع توقيع directortv@، وهو حساب يخصّ علي أمجد Ali Majed المتخصص بالذكاء الاصطناعي. ونشره في انستغرام، في 26 تموز 2025.  

 

 

لقطة من الفيديو المنشور في حساب directortv في 26 تموز 2025

لقطة من الفيديو المنشور في حساب directortv في 26 تموز 2025

2- الفيديو الثاني  

 

يظهر زياد الرحباني معانقاً والدته السيدة فيروز. الا ان هذه المشاهد، على غرار السابقة، تمّ تحريكها بواسطة الذكاء الاصطناعي، في شكل مضلل. وهي تحمل توقيع حساب bu3amcha -BuAli(Ai)@ في تيك توك، الذي نشرها في  26 تموز 2025، مع تعليق: رحل زياد الرحباني ابن فيروز. 

 

@bu3amcha #زياد_الرحباني #زياد_الرحباني_فيروز #فيروز #ziad_rahbani #fairuz ♬ original sound – BuAli(Ai)

 

لقطة من الفيديو المنشور في حساب bu3amcha في تيك توك في 26 تموز 2025

لقطة من الفيديو المنشور في حساب bu3amcha في تيك توك في 26 تموز 2025

 

 

والحساب الذي ينشر فيديوات منشأة بالذكاء الاصطناعي، أقرن اسمه BuAli بـAI، اي ذكاء اصطناعي، بما يدلّ على محتوى حسابه. ويبدو انه استخدم، في عملية التوليد، صورة أصلية مؤرشفة في موقع وكالة “غيتي ايماجيز”، مع شرح انها تظهر “المغنية اللبنانية فيروز (في الوسط) تتحدث الى ابنها الملحن زياد الرحباني (الى اليمين) وقائدة الأوركسترا الأرمنية كارين دورجاريان، خلال التدريبات قبل حفلهما الموسيقي في دبي، في 23 كانون الثاني 2003”. تصوير: JORGE FERRARI جورجي فيراري. 

 

الصورة منشورة في موقع وكالة غيتي ايماجيز في 23 ك2 2003

الصورة منشورة في موقع وكالة غيتي ايماجيز في 23 ك2 2003

 

3- الفيديو الثالث 

 

 

يظهر فيه زياد الرحباني شارباً من فنجان، بينما جلس وراء طاولة في مقهى ليلاً. وقد نشره مستخدمون نقلاً عن حساب ST980T@ في تيك توك. ولكنّ الفيديو ليس حقيقياً، لكونه منشأ بالذكاء الاصطناعي. وتدعم هذا الاستنتاج نتيجة فحصه في مواقع متخصصة بكشف الفيديوات الزائفة، مثل Hive Moderation وCantilux، والتي جاءت انه مولد على الارجح بالذكاء الاصطناعي بنسبة 94%. 

 

 

 

4- الفيديو الرابع 

 

 

لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك)

لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك)

 

يظهر فيه زياد الرحباني، بالابيض والاسود، فتى صغيراً وهو يعزف على البيانو، ووقفت الى جانبه والدته السيدة فيروز في لقطتين أخريين، وانتهى المقطع بانحناءة منها عليه. وهذا المقطع ايضا انشئ بتحريك صور قديمة ثابتة بواسطة برنامج ذكاء اصطناعي. وفي الصورة الاخيرة، أُريد بالتحريك إظهار محبة فيروز لابنها وعطفها عليه، من خلال الانحناءة الصغيرة عليه. 

 

ويشكّل استخدام صور ثابتة وتحريكها لاعطائها سياقا جديداً، من دون ذكر التقنية الرقمية المستعملة، تضليلا من شأنه ان يوقع مشاهديها في فخ الاخبار والصور الزائفة. كذلك، الامر بالنسبة الى نشر مقاطع مولدة بالذكاء الاصطناعي من دون ذكر انها كذلك. 

 

وقد خيّم الحزن على اللبنانيين والوسط الفني بوفاة زياد الرحباني السبت 26 تموز 2025 بعد صراع طويل مع مرض الكبد، عن عمر ناهز 69 عاما، تاركا جمهوره وأصدقاءه في حالة صدمة كبيرة.

والراحل هو النجل الأكبر للفنانة فيروز والفنان الراحل عاصي الرحباني. وقالت إدارة مستشفى فؤاد خوري في شارع الحمرا ببيروت: “في تمام الساعة التاسعة من صباح السبت فارق زياد عاصي الرحباني الحياة”.

ونال زياد الرحباني المولود في الأول من كانون الثاني/يناير 1956، إجماعا وطنيا في لبنان من كل الأطياف على اختلاف توجهاتهم السياسية ونعوه بوصفه مبدعا عظيما وأيقونة فنية، على ما كتبت وكالة “رويترز”.

 

وقد اشتهر بمسرحياته التي أنتجها خلال الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990) وسخر فيها من واقع سياسي اجتماعي شديد التعقيد. ورغم انتمائه السياسي المعلن، حظي بشعبية واسعة في كل فئات الشعب اللبناني.