“عين نجم” تشرق على آفاق السياحة العلاجية… “إنسانا” تختار الأحساء كوجهتها الأولى في السعودية!

“عين نجم” تشرق على آفاق السياحة العلاجية… “إنسانا” تختار الأحساء كوجهتها الأولى في السعودية!

 

 
في تحوّل استراتيجي يجمع بين الإرث المحلي والابتكار العالمي، كشفت مجموعة “إنسانا” الأوروبية عن خططها لإطلاق أول منتجع صحي لها في المملكة العربية السعودية، وذلك في واحة الأحساء، إحدى أعرق المناطق الطبيعية والثقافية في المنطقة. المشروع الذي سيُقام في “عين نجم” المعروفة بمياهها العلاجية، يُعد أكثر من مجرد منتجع، بل رؤية جديدة للعافية تستند إلى الطب المبني على الأدلة وتتفاعل مع روح المكان وتقاليده. ويمثل المنتجع المرتقب خطوة متقدمة في جهود تنويع الاقتصاد وتفعيل السياحة العلاجية، انسجاماً مع تطلعات “رؤية السعودية 2030”. في هذا الحوار، يحدّثنا الرئيس التنفيذي لمجموعة “إنسانا”، فرانك هالموس، عن تفاصيل المشروع، وأسباب اختيار الأحساء، وكيفية مزج التقاليد العلاجية العربية مع أحدث ممارسات العافية الأوروبية.
*ما الذي جذب “إنسانا” للتعاون مع “ضيافة” وبلدية الأحساء لتطوير منتجع صحي عالمي المستوى في واحة الأحساء التاريخية؟


– نشأ التعاون بين “إنسانا”، و”ضيافة”، وبلدية الأحساء من التقاء رؤية مشتركة تقوم على تطوير وجهة صحية وعلاجية استثنائية تستند إلى التراث المحلي وتطلعات المستقبل. لقد شكّلت واحة الأحساء، بما تحمله من عمق ثقافي وطبيعي فريد، بيئة مثالية لإنشاء منتجع صحي متكامل في موقع “عين نجم” الذي يُعد من أبرز الموارد الطبيعية العلاجية في المنطقة. وتمثّل شراكتنا مع “ضيافة” إضافة نوعية، إذ تجتمع خبرتها العميقة في قطاع الضيافة السعودي مع فهم دقيق للهوية الثقافية المحلية، ما يضمن تكييف تجربة “إنسانا” العالمية مع خصوصية المجتمع السعودي. كما يُعد دعم بلدية الأحساء ركيزة أساسية لضمان توافق المشروع مع استراتيجيات التنمية المستدامة، وتحقيق أثر إيجابي ملموس على مستوى الاقتصاد المحلي والتوظيف. ومن الناحية البيئية، يزدان الموقع بطبيعته الساحرة، حيث تحوطه واحات النخيل والمناظر الصحراوية الخلابة، لتشكل خلفية مثالية تعزز من فلسفة “العافية الشاملة” التي تتبناها “إنسانا”. لقد شعرنا خلال زيارتنا، وخصوصاً أثناء الاحتفال باليوم الوطني السعودي، بدفء الاستقبال وعمق الأصالة التي تتميّز بها الأحساء، وهي تجربة شخصية ستظل راسخة في الذاكرة، وتعكس روح الضيافة التي نسعى لنقلها إلى ضيوف المنتجع مستقبلاً.

 

 

فرانك هالموس الرئيس التنفيذي لمجموعة “إنسانا” 

 


* كيف تساهم خبرة “إنسانا” في ثقافة المنتجعات الصحية الأوروبية في تشكيل رؤية المنتجع الجديد في الأحساء؟


– تمتلك “إنسانا” إرثاً غنياً من العلاجات الصحية المتكاملة والمنتجعات العلاجية التي يصل عددها إلى 28 فندقاً صحياً في أوروبا، في وجهات شهيرة مثل بودابست، وبلدة مارينباد في جمهورية التشيك، وبلدة بييشتاني في سلوفاكيا. وتتيح هذه الخبرة تصميم منتجع في الأحساء يمزج بين العافية المبنية على الأدلة العلمية والموارد الثقافية والطبيعية الفريدة للمنطقة. يركز النموذج الأوروبي لـ”إنسانا” على فكرة الشفاء الشامل باستخدام الموارد الطبيعية مثل المياه الحرارية والطين العلاجي، ونخطط لتكييف هذه التجارب مع بيئة الأحساء الفريدة، وربما دمجها مع علاجات محلية مثل العلاج بالرمال، والعلاج بالحجامة، وهي ممارسة قديمة تتضمن وضع أكواب على الجلد بهدف تحفيز تدفق الدم وتقليل الألم، وإزالة السموم من الجسم. والنتيجة تجربة عافية متطورة وأصيلة، تجمع بين المعايير العالمية والخصوصية المحلية.
* تضع “رؤية السعودية 2030” تركيزاً كبيراً على السياحة والعافية. كيف يتماشى هذا المشروع مع أهداف الرؤية في تنويع الاقتصاد وتعزيز السياحة المستدامة في المدن الثانوية مثل الأحساء؟

_ يُعد هذا المشروع حجر الزاوية في تحقيق أهداف “رؤية السعودية 2030” لتنويع الاقتصاد وتعزيز مكانة المدن الثانوية مثل الأحساء كمراكز سياحية عالمية. من خلال تطوير منتجع صحي عالمي، يساهم في تعزيز السياحة المستدامة التي تُبرز التراث الثقافي والطبيعي للأحساء. سيخلق المنتجع فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، ويُحفّز الاقتصاد المحلي من خلال دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة. كما أن تركيزنا على سياحة العافية يتماشى مع اهتمام الرؤية بالصحة والرفاهية والتنمية المستدامة، ما يضع الأحساء على خريطة السياحة العلاجية العالمية.

* ما هي أبرز التحديات والفرص التي واجهتها “إنسانا”عند دخول السوق السعودية، وكيف تعاملتم معها؟

– واجه دخول السوق السعودية بعض التحديات مثل فهم الفوارق الثقافية الدقيقة، والامتثال للأنظمة المحلية. وللتغلب على ذلك، تعاونا مع “ضيافة”، التي تتمتع بخبرة واسعة في الضيافة السعودية وتضمن تشغيلاً ثقافياً متوافقاً. أما الفرص، فهي كبيرة وتشمل الطلب المتزايد على سياحة العافية المدفوعة بـ”رؤية السعودية 2030″، بالإضافة إلى فرصة تعريف الجمهور السعودي بعلاجات “إنسانا” المبنية على الأدلة العلمية. كما نرى إمكانات كبيرة للتعاون مع جامعة الملك فيصل، خصوصاً في مجال الطب المبني على الأدلة لدعم مفهوم المنتجع الصحي.

 

النخيل حكاية لا تتجزأ من هوية الأحساء

النخيل حكاية لا تتجزأ من هوية الأحساء

* بفضل سمعة “إنسانا” في العلاجات الصحية المبنية على الأدلة، ما هي الفوائد الصحية التي يمكن أن يلمسها الضيوف في منتجع الأحساء؟

– سيحظى ضيوف “إنسانا” في منتجع الأحساء بتجربة علاجية شاملة ترتكز إلى التوازن بين الجسد والعقل والروح. ستصمَّم البرامج العلاجية لتلائم الحاجات الفردية لكل زائر، مستندة إلى تشخيصات طبية دقيقة تُدمج مع العلاجات المستوحاة من الطب العربي والإسلامي التقليدي. ومن المعروف أن مياه “عين نجم” الحرارية غنية بالكبريت والمغنيسيوم، لذا لها خصائص فعالة في التخفيف من آلام المفاصل والعضلات، وتحسين الدورة الدموية، والمساعدة في حالات الأمراض الجلدية والالتهابات المزمنة. ويُضاف إلى ذلك استخدام موارد طبيعية محلية، مثل الرمال العلاجية، والأعشاب والنباتات الطبية، ضمن بيئة علاجية تجمع بين الحداثة والهوية الثقافية الأصيلة. هذا النهج المتكامل لا يركز على علاج الأعراض فحسب، بل يستهدف تعزيز نمط حياة صحي ومستدام، وهو ما يُشكّل جوهر فلسفة “إنسانا” في العافية الوقائية والشفاء.

*كيف تضمنون أن تكون عروض العافية في المنتجع متاحة لشريحة واسعة من الزوّار، من السكان المحليين إلى الزائرين الإقليميين والدوليين؟

– نُخطط لتقديم مجموعة متنوعة من البرامج تناسب مختلف الفئات، من جلسات الـ”سبا” اليومية بأسعار معقولة إلى برامج علاجية فاخرة تمتد لأيام. كما يُساهم التعاون مع “ضيافة” في ضمان الخدمات الملائمة ثقافياً للمجتمع المحلي والزائرين الإقليميين، بينما تستفيد “إنسانا” من شبكتها التسويقية الدولية لجذب السيّاح من مختلف أنحاء العالم.

* ما هي أهداف “إنسانا” الطويلة المدى في المملكة العربية السعودية ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام، وهل هناك خطط لمشاريع مستقبلية في هذه السوق؟

– تهدف “إنسانا” على المدى الطويل إلى ترسيخ مكانتها علامة رائدة في مجال المنتجعات الصحية في المملكة العربية السعودية ومنطقة الشرق الأوسط، مستفيدة من النمو المتسارع في الطلب على سياحة الصحة والعافية في المنطقة. ويُعد منتجع “عين نجم” مشروعاً استراتيجياً بارزاً يمثل نقطة انطلاق رئيسية، فيما نعمل حالياً على دراسة فرص تطوير جديدة في وجهات محورية، بما يتماشى مع “رؤية السعودية 2030” في القطاع السياحي. كما نسعى إلى بناء شبكة من المنتجعات تجمع بين التراث المحلي الغني والعلاجات المعتمدة على الأدلة العلمية، بهدف دعم النمو المستدام وتعزيز مكانة المنطقة كوجهة عالمية للسياحة الصحية والعلاجية.