متحف ما قبل التاريخ في بيروت: حين تروي الصخور حكاية إنسان العصر الحجري

متحف ما قبل التاريخ في بيروت: حين تروي الصخور حكاية إنسان العصر الحجري

 
في زاوية هادئة داخل حرم جامعة القديس يوسف في بيروت، يقع متحف عصور ما قبل التاريخ، أول متحف من نوعه في الشرق العربي. هنا، حيث يحتفظ الحجر بقصص الإنسان الأول، جالت “النهار” بين واجهات العرض لتكتشف عالماً يعود إلى ما قبل اختراع الكتابة، إلى زمنٍ عاش فيه الإنسان على الصيد وجمع الثمار، وصنع أدواته من الحجارة والعظام.

متحف عصور ما قبل التاريخ (النهار)

 

افتُتح المتحف في تموز/يوليو عام 2000، بمبادرة من كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة، وبجهد خاص من الآباء اليسوعيين الذين كرّسوا سنوات طوالاً لدراسة العصور القديمة في لبنان. لا يكتفي المتحف بدوره التعليمي فحسب، بل يشكل أيضاً مركزاً للبحوث ومكتبة متخصصة يستفيد منها الباحثون والطلاب في مجالات التاريخ وعلم الإنسان.

 

 

يمتد المتحف على طبقتين واسعتين، ويضم 22 واجهة عرض تحتوي على نحو 500 قطعة أثرية، تمثل مختلف مراحل تطور الإنسان وطرق عيشه عبر آلاف السنين. وبين هذه المعروضات، يمكن الزائر مشاهدة أدوات حجرية استخدمها الإنسان القديم في الصيد، وبقايا عظام حيوانات كفرس النهر الذي عاش في لبنان قبل آلاف السنين، والدليل ناب ضخم عُثر عليه في منطقة الناعمة. كما يحتوي المتحف على مجسمات لمواقع أثرية، وصور وخرائط توضح أماكن اكتشاف هذه القطع، بالإضافة إلى فيلم وثائقي يُعرض باللغتين الفرنسية والعربية، يروي تاريخ لبنان في عصور ما قبل التاريخ.
في هذا المتحف، لا يُعرض التاريخ فحسب، بل يُروى. لكل حجر أُثر عليه، ولكل أداة عُثر عليها، قصةٌ تختصر آلاف السنين من وجود الإنسان في هذه الأرض.