قلعة فقرا في كفردبيان: موقع تاريخي وطبيعي يستحق الزيارة

قلعة فقرا في كفردبيان: موقع تاريخي وطبيعي يستحق الزيارة

من منا خلال الصيف لا يحب أن يقضي وقتاً ممتعاً في الجبل والتمتع بالطقس الجميل، وكيف الحال إن كان قضاء هذا الوقت يشمل زيارة استكشافية في منطقة خلابة مثل فقرا كفردبيان؟

لمحبّي الاستكشاف والتنزّه والآثار، قلعة فقرا هي المكان المناسب لكم. من قلب كفردبيان وفي منتصف فصل الصيف، يمكنكم الاستمتاع بالطبيعة الخلابة والتاريخ العريق، إذ تشهد القلعة الشامخة على عصور متتابعة من الحضارات التي سكنتها، وهي رمزٌ للإبداع الهندسي القديم. ولهذا السبب تُعدّ زيارتها تجربة فريدة لاستكشاف المعالم البارزة فيها، التي تجعلها وجهة مفضّلة لعشاق التاريخ والمغامرة.
قلعة فقرا ليست مجرد موقع أثري فحسب، بل أصبحت أيضاً وجهة سياحية مهمّة لمحبّي التاريخ والطبيعة. ففي فصل الصيف، يتوافد الزوار للتنزّه واستكشاف الآثار، بينما تتحول المنطقة في الشتاء إلى مركز للتزلج ضمن منتجعات كفردبيان.

 

 

 

تقع قلعة فقرا في منطقة كفردبيان على سفوح جبال لبنان الغربية، وتُعد من أبرز المعالم الأثرية الرومانية في البلاد. يعود تاريخ هذه القلعة إلى القرن الأول أو الثاني الميلادي، ما يجعلها شاهدة حيّة على عصور قديمة تعاقبت فيها حضارات مختلفة، أبرزها الرومانية والبيزنطية. 

 

 

تُعرف القلعة بموقعها الفريد على ارتفاع يقارب 1500 متر فوق سطح البحر، ما يمنحها إطلالة بانورامية خلابة على وادي كفردبيان والمناطق الجبلية المحيطة.

ويقول المسؤول الإعلامي في بلدية كفردبيان عصام مخلوف لـ”النهار”: “شُيّدت فقرا في عهد الإمبراطور الروماني طيباريوس كلوديوس سنة 43 ميلادية خلال الاحتلال الروماني للبنان… وأهمّيتها أنها تقع على الطريق الرومانية الجبلية التي تصل الساحل (نهر إبراهيم، جبيل) بالبقاع. وكانت هذه الطريق من الطرق الرئيسية التي كانت معدة للتنقل من بعلبك وإليها”.

وما دفع أيضاً الرومان إلى اختيار فقرا كمركز سياحي ديني لهم، وجود ينابيع كثيرة فيها نادراً ما تكون في أيّ منطقة أخرى، ومنها نبعا اللبن والعسل وعين العروس ونبع الساقية وعيون أخرى.

 

 

استقبلت إذن فقرا شعوباً قديمة متعددة، وكان من عادة هذه الشعوب إقامة أبنية أثرية فوق أبنية أثرية أخرى، وقد تكون هذه الآثار الرومانية بُنيت فوق أنقاض فينيقية.

ولا شك في أن الهيكل الكبير من المآثر المهمة في مجموعة الأبنية الأثرية الموجودة في فقرا، لا بل أهمّها. ويبعد عن البرج بنحو 5 دقائق ويقع غربي البرج تماماً. 

وأضاف مخلوف لـ”النهار” أن أهم معبد في فقرا هو معبد أتارغاتيس، وهناك أيضاً معبد فينوس المهم. وسنة 325 ميلادية، حكمت  الإمبراطورية البيزنطية المنطقة، وعام 380، أصبحت الإمبراطورية مسيحية، وتحوّلت المعابد الرومانية من وثنية إلى مسيحية، وشُيّدت الكنيسة البيزنطية في فقرا، وهي شاهدة على أول إيمان مسيحي في كفردبيان.

وللحفاظ على آثار فقرا، قال مخلوف: “نحن كمجلس بلدي نخطط لمهرجانات فنية وثقافية، منها مهرجان دولي للفن التشكيلي سيُقام في 23 آب/أغسطس في هذا الموقع”.
وأعلن مخلوف أن البلدية تخطّط لمشروع كبير لآثار فقرا كفردبيان، وقال لـ”النهار”: “طلبنا من وزير الثقافة الدكتور غسان سلامة اجتماعاً، سنعرض عليه مشروعنا المتمثل بإنشاء متحف في هذا الموقع للحفاظ على إرثنا الثقافي والتاريخي… من المؤسف أن تبقى القطع الأثرية من فسيفساء وأعمدة الكنيسة البيزنطية والتيجان والصليب البيزنطي وكل الآثار الموجودة عرضة للتآكل بعوامل الطبيعة… فهذا حق وطني وإرث وطني يجب الحفاظ عليه”.

النشاطات السياحية في قلعة فقرا
إلى ذلك، تقدّم قلعة فقرا لزوارها مجموعة متنوّعة من النشاطات السياحية. سواء كنتم من محبّي التاريخ أو تبحثون عن مغامرة في الهواء الطلق، فالقلعة توفر تجارب فريدة تناسب الجميع،  ومن النشاطات السياحية التي يمكنكم ممارستها في قلعة فقرا: 
جولات استكشافية: جولات مشي بين أطلال القلعة لاستكشاف المعابد والأبراج والنقوش الحجرية.
التصوير الفوتوغرافي: فرص رائعة لالتقاط صور مذهلة للمناظر البانورامية والآثار التاريخية.
التنزه: مسارات مخصّصة للتنزه والتسلق تتيح للزوار الاستمتاع بالطبيعة الخلابة والهواء النقي.
جولات إرشادية: الاستفادة من جولات إرشادية مع خبراء في التاريخ والآثار للحصول على معلومات عميقة حول تاريخ القلعة وأهم معالمها.
الاسترخاء في الطبيعة: قضاء وقت هادئ في المناطق المحيطة بالقلعة، حيث يمكن للزوار الاسترخاء والاستمتاع بجمال الطبيعة.