“متحف ميم”: استكشاف نادر للمكونات المعدنية في رحاب الجامعة اليسوعية

في قلب العاصمة اللبنانية بيروت، وتحديداً في حرم الجامعة اليسوعية، يقع “متحف ميم”، أحد أبرز المتاحف المتخصصة بعالم المعادن في الشرق الأوسط. أسسه المهندس اللبناني سليم إده، الذي حوّل شغفه بجمع الحجارة الكريمة والمعادن إلى صرح علمي وثقافي فريد. يضم المتحف اليوم أكثر من 2400 قطعة نادرة، جمعت من 75 دولة حول العالم، بينها قطعة ألماس يعود عمرها إلى أكثر من ثلاثة مليارات سنة.
متحف ميم (النهار)
“متحف ميم” ليس مجرد مكان للعرض، بل هو تجربة علمية وجمالية متكاملة. من خلال قاعات عرض مجهزة بمعايير عالمية، تُعرض المعادن بألوانها وأشكالها الطبيعية متنوعة بين الأصفر والأحمر والأخضر وحتى الشفاف، بأشكال هندسية مذهلة كالمكعبات والأهرام والحلزونات.
يقول سليم إده أن هدفه الأساسي هو تحفيز الشباب على الاهتمام بالعلوم، وخصوصاً الجيولوجيا والكيمياء، عبر اكتشاف الجمال المخفي داخل الصخور. أما اختيار إسم “ميم”، فيعود إلى تأكيد الهوية العربية للمتحف، إذ يرمز الحرف إلى كلمات متحف، معدن، ومنجم.
وفي حديث إلى “النهار”، تقول مديرة المتحف سوزي حاكميان: “لدينا في المتحف قطعة ألماس عمرها ثلاثة مليارات سنة، إلى جانب مئات القطع النادرة. متحف ميم هو من أجمل المتاحف في العالم، وقد أسسه سليم إده بعد سنوات من جمع المعادن من مختلف أنحاء العالم. في البداية، كان يحتفظ بهذه المجموعة لنفسه، ثم قرر مشاركتها مع الناس، وهكذا وُلدت فكرة المتحف. تواصل مع رئيس الجامعة وطلب منه مساحة مناسبة، فتم تحويل طبقة كانت مخصصة لمواقف السيارات إلى متحف مجهز بالكامل، ومفتوح اليوم أمام الزوار يومياً باستثناء الجمعة، فيستقبلهم من العاشرة صباحاً حتى الواحدة، ومن الثانية بعد الظهر حتى السادسة مساءً.”.
وتضيف: “مجموعة سليم إده تُعتبر ثاني أهم مجموعة معدنيات خاصة في العالم، من حيث ندرة القطع ونوعيتها وهندستها الطبيعية. هدفنا أن يتعرف الجميع إلى هذا العالم الرائع، وأن نُشجّع الشباب على الاهتمام بالعلوم، لأن هذا المتحف هو في النهاية مشروع علمي قبل أن يكون معرضاً فنياً”.