كركلا… “ألف ليلة وليلة” من لبنان إلى المسارح العالمية

من بعلبك، مدينة الشمس، خرجت فرقة كركلا لتُشكّل ظاهرة فنية ثقافية لا تشبه إلا نفسها، مزجت الشرق بالغرب، والرقص بالفكر، والمسرح بالحلم. عبد الحليم كركلا، مؤسس الفرقة، بنى مشروعه على ذاكرة شخصية متجذرة في الطبيعة والإرث، وعلى إيمان عميق بالقدر والالتزام، قائلاً: “إذا خالف الإنسان قدره، يصبح القدر ضدّه”، أما من يسير في طريقه “فيرضى عليه القدر ويعتبره من أبنائه”.
عرض كركلا في موسكو (نبيل إسماعيل)
على مدى أكثر من خمسة عقود، قدّمت كركلا أعمالاً باتت علامات فارقة في المسرح الراقص العربي، منها:
“الأندلس عبق الحكاية”، “حلم ليلة شرق”، “إليسار ملكة قرطاج” وغيرها.
وشاركت في أهم المحافل والمسارح من “البيكاديلي” إلى “الأولمبيا”، ومن باريس إلى عمّان، ومن بعلبك إلى الدوحة، مرورًا بلندن، نيويورك، وبيكين…
عرض كركلا في موسكو (نبيل إسماعيل)
وعادت الفرقة إلى واجهة المشهد الثقافي بعملها المرجعي: “ألف ليلة وليلة”، الذي أستعيد خلال ربيع 2025، في عرض مزج سحر الشرق مع لغة بصرية راقية: أزياء نابضة، إيقاعات تمتزج فيها الموسيقى الشرقية بالغربية، ولوحات راقصة تنبض بالحياة.
لكن المحطة الأهم بقيت العرض في مسرح البولشوي العريق في موسكو، حيث قدمت فرقة كركلا رائعتها ألف ليلة وليلة خلال تموز/ يوليو 2025.
ما يميّز فرقة كركلا ليس فقط ضخامة الإنتاج أو تنوّع المواضيع، بل الأسلوب الراقص الفريد الذي طوّرته عبر عقود، جامعاً بين تقنيات الباليه والكوريغرافيا الغربية وبين الإيقاعات الشرقية وحركات الدبكة اللبنانية.
ورغم العالمية التي وصلت إليها الفرقة، ظلّ لبنان هو القلب والنبض. أغلب عروض كركلا تنطلق من مرجعيات لبنانية أو تعود إليها: في الموسيقى، في الحكايات، في الزيّ، وحتى في طبيعة الحركة. ولبعلبك مكانة خاصة، فهي مهد الرؤية الأولى، ومن ضوء حجارتها وهدير وديانها وُلدت أحلام عبد الحليم كركلا.