حماس تشدد على عدم جدوى المفاوضات، وترامب غير متأكد من المستقبل في غزة

أكد رئيس حركة حماس في غزة خليل الحية مساء اليوم الأحد أن “مفاوضات وقف إطلاق النار في القطاع لا معنى لها في ظل استمرار الحصار والتجويع”.
وقال الحية عبر قناة “الجزيرة”: “خضنا مفاوضات شاقة وقدمنا كل مرونة ممكنة لا تتعارض مع ثوابت شعبنا، وتجاوبنا مع الوسطاء في كل المحطات في ما عرض علينا، وفي الجولة الأخيرة حققنا تقدما واضحا وتوافقنا إلى حد كبير مع ما عرضه علينا الوسطاء”، مضيفا: “فوجئنا بانسحاب الاحتلال من جولة المفاوضات وتساوقه مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف”.
واعتبر أن “انسحاب الاحتلال من جولة المفاوضات خطوة مكشوفة هدفها حرق الوقت والمزيد من الإبادة”.
قبل ذلك، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه لا يعلم ما الذي قد يحدث في قطاع غزة، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن على إسرائيل اتخاذ قرار بشأن القطاع.
وأضاف للصحافيين في بداية اجتماع مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في منتجع الجولف الذي يملكه في ترنبيري باسكتلندا: “قدمنا 60 مليون دولار قبل أسبوعين لإدخال أغذية إلى غزة ولم يشكرنا أحد. وتحدثت مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن إدخال المساعدات إلى وأمور أخرى”.
وتابع ترامب: “سنقدم مزيدا من المساعدات إلى غزة لكن على بقية الدول المشاركة في هذا الجهد. لا أعتقد أن هناك مجاعة في غزة والأمر يتعلق بسوء تغذية فحماس تسرق المساعدات”.
وأكد أهمية إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس في غزة، قائلا إنهم أظهروا فجأة موقفا “متشددا” تجاه هذه القضية.
وقال ترامب: “لا يريدون إعادتهم، ولذلك سيتعين على إسرائيل اتخاذ قرار”.
فلسطينيون في غزة يحصلون على طحين بعد معاناة وطول انتظار (أ ف ب)
يأتي ذلك في الوقت الذي أكدت منظمة الصحة العالمية اليوم أن “معدلات سوء التغذية في غزة تصل إلى مستويات مثيرة للقلق”.
وأضافت: “سوء التغذية يسلك مسارا خطيرا في غزة ويظهر بالارتفاع الحاد بعدد وفيات الشهر الحالي”.
وقال منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة توم فليشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي إنه “على تواصل مع فرقنا على الأرض والتي بدورها ستبذل كل ما بوسعها للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الجائعين خلال هذه الفرصة”.
وقالت المسؤولة في منظمة أوكسفام غير الحكومية بشرى خالدي: “نرحب بذلك لكن يجب أن نرى تقدما فعليا على الأرض”، مشددة على ضرورة حصول “تدفق متواصل للمساعدة على نطاق واسع”.
وأضافت: “نحتاج إلى وقف دائم لإطلاق النار ورفع كامل للحصار وضمانات واضحة بأن الأمر لا يتعلق فقط ببادرة موقتة”.
وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إن ثلث سكان قطاع غزة البالغ تعدادهم 2,4 مليون نسمة، لم يتناولوا الطعام منذ أيام، وإن 470 ألف شخص “يعانون من ظروف اشبه بالمجاعة” تؤدي إلى الوفاة.
اقرأ أيضاً: تراجع إسرائيلي “تكتيكي” في غزة لاحتواء النقمة الدولية على استشراء الجوع
“الأمم المتحدة تخترع أعذارا”
وفي وقت سابق اليوم، شدد نتنياهو أن على الأمم المتحدة أن تتوقف عن إلقاء اللوم على حكومته بشأن الوضع الإنساني في غزة، بعد إعلان الجيش فتح طرقا آمنة لإدخال المساعدات إلى القطاع المحاصر.
وأضاف نتنياهو خلال تفقده قاعدة جوية إن “الأمم المتحدة تخترع أعذارا، وتقول ليست هناك طرق آمنة”، مضيفا: “هذا غير صحيح. هناك طرق آمنة. لطالما كانت موجودة، لكنها اليوم أصبحت رسمية. لن تكون هناك أعذار بعد الآن”.
في المقابل، أكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي أن قرار إسرائيل وقف العمليات العسكرية لمدة 10 ساعات يوميا في أنحاء من غزة والسماح بفتح مسارات جديدة للمساعدات لا يكفيان لتخفيف المعاناة في القطاع.
وأضاف لامي في بيان أن إعلان إسرائيل “ضروري ولكنه طال انتظاره”، مشيرا إلى أنه يجب الآن تسريع وصول المساعدات بشكل عاجل خلال الساعات والأيام المقبلة.
وقال لامي: “هذا الإعلان وحده لا يكفي لتخفيف احتياجات من يعانون بشدة في غزة… نحن بحاجة إلى وقف إطلاق نار ينهي الحرب ويطلق سراح الرهائن ويدخل المساعدات إلى غزة برا دون عوائق”.
بدوره، دعا المستشار الألماني فريدريش ميرتس الأحد نتانياهو خلال اتصال هاتفي إلى ايصال المساعدات الانسانية “بشكل عاجل للغاية” إلى “السكان المدنيين المتضورين جوعا” في غزة، على ما افاد مكتبه.
وجاء في بيان أن هذه المساعدات “يجب أن تصل إلى السكان المدنيين بسرعة وأمان وبكميات كافية”، في حين حذر برنامج الأغذية العالمي من ارتفاع حاد في سوء التغذية، لا سيما بين النساء والأطفال، في القطاع الفلسطيني المحاصر والمدمر بفعل الحرب بين إسرائيل وحركة “حماس”.
وأعرب ميرتس لنتنياهو عن “قلقه البالغ” إزاء الوضع الإنساني “الكارثي” في غزة، بحسب البيان.
وأكد البيان: “يجب أن تلي الإجراءات التي أعلنتها الحكومة الإسرائيلية تدابير جديدة وملموسة بشكل سريع”، بعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي الأحد “تعليقا تكتيكيا” يوميا لعملياته العسكرية في مناطق عدة في قطاع غزة لتأمين ممرات إنسانية لقوافل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لإدخال وتوزيع الأغذية والأدوية إلى السكان في قطاع غزة.
وهي ثاني مكالمة هاتفية بين المسؤولين خلال عشرة أيام.
ودعت برلين ولندن وباريس الجمعة الحكومة الإسرائيلية في بيان مشترك إلى رفع القيود المفروضة على تسليم المساعدات والسماح بشكل عاجل للأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية بالقيام بعملها لمكافحة “الجوع”.
إسقاط مساعدات على قطاع غزة (أ ف ب)
وأسقطت طائرات أردنية وإماراتية مساعدات غذائية على قطاع غزة اليوم، في وقت أعلنت إسرائيل “تعليقا تكتيكيا” يوميا محدودا لعملياتها العسكرية لأغراض إنسانية في بضع مناطق من القطاع الفلسطيني المحاصر.
وكانت إسرائيل أعلنت الجمعة، تحت ضغط دولي لإيصال المساعدات الى القطاع المهدّد بالمجاعة، أن عمليات إسقاط المساعدات الإنسانية من الجو ستستأنف فوق غزة. وأشار مسؤول إسرائيلي إلى أن الإمارات العربية والأردن سيتوليان قيادة هذه العمليات.
ونفّذ الجيش الإسرائيلي ليلا عملية إنزال.