مفاوضات متوقفة وزيادة محتملة في التوتر… هل سنشهد أزمة تجارية جديدة بين واشنطن وبروكسل؟

مفاوضات متوقفة وزيادة محتملة في التوتر… هل سنشهد أزمة تجارية جديدة بين واشنطن وبروكسل؟

تشهد العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لحظة حساسة وغير مسبوقة، مع اقتراب الأول من آب (أغسطس) كموعد حاسم قد يعيد رسم ملامح التبادل التجاري بين ضفتي الأطلسي. ففي الوقت الذي تؤكّد فيه واشنطن أن التفاوض يسير بإيجابية، تتحرّك بروكسيل بوتيرة أسرع، وسط مخاوف من فشل المحادثات وبدء مرحلة التصعيد الاقتصادي المتبادل.

 

واشنطن: لا استعجال… الجودة أولاً
في الجانب الأميركي، يحاول المسؤولون طمأنة الأسواق من دون التزامات زمنية واضحة. هوود لاتنك، أحد كبار المفاوضين الأميركيين، أكد أن “الاتفاق لا يزال ممكناً قبل الأول من آب/ أغسطس”. ولكن هذه اللهجة المتفائلة سرعان ما اعتراها الحذر، بعد تصريحات سكوت بيسنت الذي أوضح أن جودة الاتفاق أهم من سرعة التوصّل إليه.

 

وقال بيسنت في مقابلة إعلامية: “الاتحاد الأوروبي بات أكثر انخراطاً في المحادثات، لكن واشنطن ليست مستعدة لتقديم تنازلات على حساب مصالحها الاستراتيجية. نحن لسنا في عجلة من أمرنا”.

 

بروكسيل: اتفاق أو تصعيد منظم
على الضفة الأوروبية، تتّخذ العواصم موقفاً أكثر حزماً، وبدأت التحضيرات لعقد اجتماع أوروبي خلال هذا الأسبوع لتوحيد الصفوف تحسّباً لأسوأ السيناريوهات. الديبلوماسيون الأوروبيون يتحدثون عن خطة بديلة جاهزة في حال فشل التوصّل إلى اتفاق، تشمل خيارات تصعيدية تتجاوز الإجراءات الجمركية المعتادة، مثل:

 

إغلاق السوق الأوروبية أمام بعض البضائع الأميركية.
فرض الضريبة الرقمية على شركات التكنولوجيا الكبرى.
تعليق الاستثمارات الأوروبية داخل الولايات المتحدة.

 

هذه التحركات تعكس توجّهاً أوروبياً للتعامل بندّية مع الموقف الأميركي، واستعداداً لتحمّل تبعات “لا اتفاق” تجاري.

 

رأي

خالد جمال الخطيب


الصين تتقدّم وأميركا تتراجع: منعطف حاسم في سباق السيّارات الكهربائية


أقرّ الكونغرس الأميركي أخيراً قانوناً يحمل اسم “بيغ بيوتيفل بيل” يشكل تغييراً جذرياً في سياسات الدعم والتحفيز للسيارات الكهربائية.

 

 

البيت الأبيض يفتح جبهة الاحتياطي الفيدرالي
بعيداً عن المفاوضات التجارية، برز تطوّر داخلي في واشنطن مع فتح إدارة ترامب ملف الاحتياطي الفيدرالي. فقد كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن الإدارة تعتزم مراجعة مشروع ترميم المقر الرئيسي للفيدرالي، الذي تجاوزت كلفته 2 مليار دولار.

 

سكوت بيسنت قال إن “إقالة رئيس الفيدرالي جيروم باول ليست قراراً منفرداً بيد الرئيس، بل تتطلب تقييماً أوسع من المؤسسة”. وأضاف أن وفداً من الكونغرس سيزور المقرّ في الأيام المقبلة للاطلاع ميدانيًاً على الوضع.

 

توقيت دقيق… والأسواق تراقب بقلق
كل المؤشرات توحي بأننا أمام أيام مفصلية. الاتحاد الأوروبي يسابق الزمن لتجنّب التعريفات الجمركية الأميركية التي قد تصل إلى 30%. في المقابل، ترى واشنطن أن الضغط الاقتصادي قد يسرّع في فرض شروطها. وبين تفاؤل محسوب من طرف، واستعداد للتصعيد من الطرف الآخر، تبدو الأسواق في حالة ترقّب لمشهد قد يعيدنا إلى أجواء الحرب التجارية مع الصين… ولكن هذه المرة بطابع أطلسي.

 

 * خالد الخطيب، محلل الأسواق في EasyMarkets