الأردن: تزايد الجدل حول مهرجان جرش بسبب “تجويع غزة”

الأردن: تزايد الجدل حول مهرجان جرش بسبب “تجويع غزة”

احتدم الجدل الذي عادة ما يسبق انطلاق مهرجان جرش للثقافة والفنون بين من يؤيد إقامته وبين من ينتقدها بسبب الأوضاع التي يشهدها قطاع غزة، خصوصا ما يتعلق بمأساة التجويع التي تضرب القطاع الفلسطيني المحاصر.

 

والجدل ليس جديداً على مهرجان جرش، لكنه في هذا الموسم بدورته الـ39، اتخذ طابعاً أكثر حدة وسخونة وسط “اشتباكات إلكترونية” ساخنة بين مؤيدي إقامته الذين يرون أن “الحياة لا يجب أن تتوقف وكذلك الفرح، لا سيما أن ذلك يتزامن مع دور أردني هو الأبرز تجاه القضية الفلسطينية عموماً، وتجاه الأوضاع في غزة تجديداً”، في مقابل من يرفض إقامة أي مظاهرة فرح واحتفالات عامة بينما يقتل ويجوع الفلسطينيون في غزة.

 

وانطلق المهرجان يوم الثلاثاء الماضيتحت شعار “هنا الأردن.. ومجده مستمر” بمشاركة قرابة 35 دولة و450 فعالية ثقافية وفنية، ويحيى فيه فنانون عرب عدداً من الحفلات وفي مقدمتهم السورية ميادة الحناوي والمصري محمد حماقي واللبناني ملحم زين والإماراتية أحلام والسعودي خالد عبد الرحمن، كما ينظم المهرجان ليلة أردنية لمجموعة من المغنين الشبان بالتنسيق مع نقابة الفنانين الأردنيين يحيها نجم السلمان وثمين حداد وغادة عباسي وحمدي المناصير.

 

 

 

وبحسب المواطنة غادة حجاوي، فإن “الأردنيون سواء قيادة وحكومة وشعبا هم الأكثر تضامناً وإسناداً للأهل في قطاع غزة، وانطلاق مهرجان جرش أو غيره من مظاهر الفرح لا يعني بكل تأكيد أن الأردنيين لا يأبهون لما يحدث في غزة، لكنها الحياة التي يجب أن تستمر بحلوها ومرها”.

 

وأضافت حجاوي لـ”النهار” أنه “لا يجب الخلط بين الأمور وجرها إلى مساحة اتهامات وتخوين وما شابه، لا سيما أن المهرجان يمتد لعقود طويلة وهو يعكس هوية الأردن ويعد وجهة للنجوم، ومن غير المنطقي إيقافه عند كل حدث، خصوصاً أن أحداً غير مجبر على حضوره ومتابعة فعالياته”.

 

في المقابل، يرى المواطن ياسر عمران أن “الغريب هو كيف يستطيع شخص أن يحضر أو يهتم لفعاليات فنية واحتفالات وهو يشاهد في الوقت ذاته أطفالاً ونساءً يموتون كل لحظة بسبب القصف والجوع، فما بالك إذا كان هؤلاء الضحايا هم أقرب الناس لنا”.

 

وأكد عمران لـ”النهار” أن “المطالب لم تتجه إلى إلغاء المهرجان إنما تأجيله إلى وقت على الأقل تخف فيه المأساة الحاصلة حالياً في قطاع غزة”، مشيراً في الوقت ذاته، إلى أن “إقامة المهرجان تمس وتضرب جوهر الموقف الأردني المشرف تجاه غزة وتخلق نوعاً من الأسى، بينما كان تأجيله سيصب في مصلحة الموقف الأردني ويزيده مكانة”.

 

 

 

ومن وجهة نظر الصحافي إبراهيم أبو سماقة، فإن “الهجوم على مهرجان جرش صار أمراً اعتيادياً حتى بمعزل عن الأوضاع في غزة، وسبق أن حدث ذلك لأسباب واعتبارات لها امتدادات دينية أو مجتمعية، لكن الجدل بدا واسعاً هذه المرة كونه تزامن مع مأساة الجوع في قطاع غزة من جهة، ومع هجوم الذباب الإلكتروني على الأردن بشأن قدرته على كسر الحصار إدخال مساعدات إلى القطاع خلال الأيام الماضية، فحاول البعض استغلال إقامة المهرجان للتشكيك بموقف المملكة والإيحاء بأنها لا تأبه بما تشهده غزة”.

 

وأكد أبو سماقة لـ”النهار” أن “ذلك الخطاب البائس لم يعد ينطلي على الرأي العام، إذ إن كل واع يتعامل مع الواقع بإنصاف، يدرك أن موقف الأردن سواء الرسمي أو الشعبي يعد موقفاً استثنائياً مشرفاً تجاه غزة، وهو موقف راسخ ومستمر لا يمكن أن تهزه رياح أصوات النشاز أو تنال منه”.

 

وأشار كذلك إلى أن “مهاجمي الأردن دائماً ما يحاولون الاصطياد بالماء العكر واللعب على وتر العواطف، إلا أنهم يفشلون في كل مرة أمام الحقائق وأمام وعي الناس”، مشدداً في الوقت ذاته: “رغم أنني لست من المهتمين بحضور فعاليات المهرجان أو حتى متابعتها، إلا أنني لا أنكر على غيري حقه في الحضور، مثلما لا أهاجم الدولة على إقامته، خصوصاً أنها تعمل في المقابل وبجهد لافت على إسناد الفلسطينيين في نيل حقوقهم المشروعة، لا سيما الجهود المكثفة باتجاه وقف الحرب وإدخال المساعدات الإنسانية بكثافة”.   

 

شعلة مهرجان جرش (أرشيفية)

 

وقبل أيام، أكد وزير الاتصال الحكومي الناطق باسم الحكومة الأردنية محمد المومني، أن “الموقف الأردني ثابت تجاه غزة، وأن الأولوية اليوم إيصال المساعدات الإنسانية، وإنقاذ المدنيين، ودعم صمود الأشقاء الفلسطينيين على أرضهم في وجه الكارثة الإنسانية المتفاقمة”.

 

وأضاف المومني: “الأردن مستعد لإيصال المساعدات برا أو جوا من خلال الإنزالات الجوية على قطاع غزة، لكن المعيقات الإسرائيلية المستمرة تقف بوجه آليات المساعدات المختلفة”.

 

اقرأ أيضاً: أحلام الشامسي بفستان الملكة المونوكروميّ في جرش… “حفل للتاريخ في الأردن الحبيب” (صور)