الفن ينتصر على الحروب… مهرجانات بعلبك تروي قصة جديدة عن صمود المدينة (صور وفيديو)

الفن ينتصر على الحروب… مهرجانات بعلبك تروي قصة جديدة عن صمود المدينة (صور وفيديو)

بعلبك، المدينة التي لا تقبل الانكسار، تُثبت مجدداً أنها قلب نابض بالحياة، ملتقى للناس والثقافة، بعيداً عن الحاجة لأي تأكيد. لطالما كانت منارة للبنان، مصدراً للإلهام والإبداع.

 

افتتاح مهرجانات بعلبك- تصوير حسام شبارو

 

من مهرجانات بعلبك (لينا اسماعيل)

من مهرجانات بعلبك (لينا اسماعيل)

 

 لكن المفارقة تكمن في أن من يحتاجون لإثبات أهليتهم هم الساسة، الذين، بتصرفاتهم وبتواطؤ بعض الغوغائيين، وضعوا مدينة الشمس في مواجهة مستمرة مع التحديات، وحاولوا وصمها بالخروج عن الدولة، بينما هي تجسد التقدم والنظام. كل هذا بينما كانت المنطقة تُعاني من تبعات الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان، والغارات المتكررة التي استهدفت السلسلة الشرقية والغربية للمنطقة.

 

افتتاح مهرجانات بعلبك- تصوير حسام شبارو

افتتاح مهرجانات بعلبك- تصوير حسام شبارو

 

من مهرجانات بعلبك (لينا اسماعيل)

من مهرجانات بعلبك (لينا اسماعيل)

 

بعد انقطاع قسري العام الفائت، ووسط أجواء مشحونة بالتوترات الناجمة عن الحرب الإسرائيلية الأخيرة والغارات الجوية التي طالت محيط بعلبك الهرمل بشكل متقطع، عادت مهرجانات بعلبك الدولية لتضيء ليالي المدينة.

 

من مهرجانات بعلبك (لينا اسماعيل)

من مهرجانات بعلبك (لينا اسماعيل)

 

افتتاح مهرجانات بعلبك - تصوير حسام شبارو

افتتاح مهرجانات بعلبك – تصوير حسام شبارو

 

 لم تكن هذه العودة مجرد حدث فني، بل كانت إعلاناً عن انتصار الإرادة على الخوف، ورسالة حياة تُطلق من قلب مدينة استهدفتها نيران الصراع. التدابير الأمنية المشددة، التي نفذتها القوى الأمنية بكفاءة عالية، كانت ضرورية جداُ في ظل هذه الظروف الدقيقة. لقد عكست المهرجانات الوجه الحقيقي لبعلبك وأهلها، الذين ظلوا متمسكين بالدولة والنظام، حتى مع إدراكهم للتقصير الكبير من جانب هذه الدولة في دعم التنمية السياحية، والاجتماعية، والزراعية، والتجارية. إن قدرة المدينة على استضافة هذا الحدث الكبير في ظل التهديدات المستمرة بالغارات الإسرائيلية تُعد شهادة حية على صمودها.

 

 

الحضور الدولي: تأكيد على الثقة ببعلبك رغم التهديدات الأمنية

إن وجود السفيرة الأميركية، وعدد من السفراء الأوروبيين، بالإضافة إلى رئيس الوزراء نواف سلام وقائد الجيش اللبناني ردولف هيكل ووزراء وشخصيات سياسية وفنية وإعلامية لبنانية بارزة، في هذا المهرجان، وسط هذه الإجراءات الأمنية الصارمة، وتزامناً مع تحليق المروحيات التي كانت تُستخدم أيضاً للمراقبة في ظل التوترات الأمنية، يمثل نقطة تحول.

 

 

 

من مهرجانات بعلبك (لينا اسماعيل)

من مهرجانات بعلبك (لينا اسماعيل)

 

 هذا الحضور لم يكن مجرد بروتوكول، بل كان تأكيداً دوليًا على الثقة باستقرار وأمن بعلبك الهرمل، وهي منطقة عانت لسنوات من الحذر والتوترات، وخاصة خلال فترات التصعيد العسكري الأخير مع إسرائيل. إن هذه الخطوة الدبلوماسية والشعبية تثبت أن الإصرار على الحياة الطبيعية يمكن أن يتغلب على الخوف الذي خلفته هذه الغارات والتهديدات المستمرة.

 

 

محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر قال لـ ” النهار “: “بعد غياب مهرجانات بعلبك في العام الماضي بسبب ظروف الحرب، ها هي المدينة تعود اليوم إلى أيام الفرح، والثقافة، والفن. بعلبك تستعيد نبضها وتفتح ذراعيها من جديد لاستقبال الزوار والسياح اللبنانيين والعرب والأجانب.  

 

واضاف :” هذه المدينة، التي مرّت بالكثير من المآسي في العام المنصرم، تنفض اليوم الغبار عنها، وتبعث برسالة واضحة إلى العالم: أن بعلبك هي عاصمة للثقافة، ولا تعرف إلا الفرح، والجمال، والفن، كل ما هو جميل يلتقي في بعلبك، لأنها ببساطة لا تُشبه إلا نفسها.”

 

 

يقول احد الحاضرين كلود نمر بتفاؤل كبير “أعتقد أن بعلبك عادت إلى أمجاد مهرجاناتها الجميلة. التحدي كان هائلاً للغاية، خاصة في ظل ظروف الحرب الإسرائيلية على لبنان، والغارات التي كانت تستهدف السلسلة الشرقية والغربية للمنطقة بين الحين والآخر. لكن ما رأيناه من وجود مكثف للقوات الأمنية على الأرض، وعلى طول الطريق الدولية من بيروت إلى بعلبك، شجعنا على القدوم وأثبت قدرتها على مواصلة عملها في كل لبنان، لا في بعلبك فقط. هذا يؤكد أن الإرادة القوية قادرة على تجاوز حتى أصعب الظروف الأمنية”.

 

 

من جانبه أكد المحامي انطوان ألوف على سعادته الغامرة بالمهرجان، لافتاً الى ان : “ما شهدته المدينة اليوم أثبت وجودنا الفاعل، فنحن نعرف كيف نعيش ونواجه. لقد أثبتت بعلبك أن روح التحدي فيها لا تلين، وأن إرادة العيش حاضرة بقوة رغم كل الظروف القاسية التي فرضتها الحرب الأخيرة والأزمة الاقتصادية الخانقة. يجب علينا توفير أجواء من الفرح للناس، خصوصاً في ظل كل هذه التحديات.”

 

 

فيما وجه عضو بلدية بعلبك إبراهيم عجم شكره العميق لكل من لجنة مهرجانات بعلبك الدولية والقوى الأمنية، وخصوصًا الجيش اللبناني، على الدور الحيوي الذي قاموا به في إعادة الحياة والروح إلى المدينة، مؤكداً أن جهودهم هي الأساس الذي يقوم عليه هذا الصمود الثقافي في وجه الحرب وتهديداتها المستمرة.