قطر ومصر تعلنان عن تقدم ملحوظ… ودلالات على تراجع نتنياهو وترامب عن مفاوضات غزة

أكدت مصر وقطر في بيان مشترك اليوم الجمعة أن بعض التقدم تحقق في أحدث جولة محادثات لوقف إطلاق النار في قطاع غزة التي استمرت لثلاثة أسابيع، بينما تخلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم فيما يبدو عن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة مع “حماس”، وقال كلاهما إنه أصبح من الواضح أن الحركة الفلسطينية لا تريد التوصل لاتفاق.
وقالت مصر وقطر إن تعليق المفاوضات للتشاور قبل استئنافها أمر طبيعي في سياق تفاوض معقد.
وقالت الوسيطتان في البيان المشترك: “تشير الدولتان إلى إحراز بعض التقدم في جولة المفاوضات المكثفة الأخيرة التي استمرت لمدة ثلاثة أسابيع، وتؤكدان أن تعليق المفاوضات لعقد المشاورات قبل استئناف الحوار مرة أخرى يعد أمرا طبيعيا في سياق هذه المفاوضات المعقدة”.
كما جددت الدولتان التزامهما بمواصلة الجهود لحين التوصل لاتفاق شامل بالشراكة مع الولايات المتحدة.
وقال البيان: “تؤكد الدولتان بالشراكة مع الولايات المتحدة على التزامهما باستكمال الجهود وصولا إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار في القطاع”.
الترويكا الاوروبية
كما دعا قادة فرنسا وبريطانيا وألمانيا، أو ما يعرف باسم الترويكا الأوروبية، اليوم الجمعة إلى إنهاء الحرب في غزة عبر وقف فوري لإطلاق النار، وأكدوا التزامهم بدعم الجهود الدبلوماسية التي تبذلها الولايات المتحدة وقطر ومصر.
وقال زعماء الترويكا الأوروبية في بيان مشترك: “يجب أن تنتهي الكارثة الإنسانية التي نشهدها في غزة الآن… نعارض بشدة جميع المساعي الرامية إلى فرض السيادة الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية المحتلة”.
مؤشرات على تخلي نتنياهو وترامب عن مفاوضات
نتنياهو ذكر أن إسرائيل تدرس الآن خيارات “بديلة” لتحقيق أهدافها المتمثلة في إعادة الرهائن من غزة وإنهاء حكم حركة “حماس” في القطاع، حيث ينتشر الجوع ويعيش معظم السكان مشردين وسط دمار واسع النطاق.
وأشار ترامب إلى اعتقاده أن قادة الحركة “سيُلاحقون” الآن، وقال للصحفيين في البيت الأبيض: “حماس لم تكن تريد التوصل إلى اتفاق. أعتقد أنهم يريدون الموت. وهذا أمر سيء للغاية. لقد وصل الأمر إلى نقطة لا بد فيها من إنهاء المهمة”.
وبدت التصريحات وكأنها تغلق الباب، على الأقل في المدى القريب، أمام استئناف مفاوضات وقف إطلاق النار، في وقت تتصاعد فيه المخاوف الدولية من تفاقم الجوع في قطاع غزة الذي يعاني من ويلات الحرب.
ترامب: يجب القضاء على “حماس”… ونتنياهو يصعّد: ندرس خيارات بديلة لإعادة أسرانا
وفي رد فعل على تدهور الوضع الإنساني في غزة، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال الليل أن باريس ستصبح أول قوة غربية كبرى تعترف بدولة فلسطينية مستقلة.
وقالت بريطانيا وألمانيا إنهما ليستا مستعدتين بعد لاتخاذ هذه الخطوة.
لكن ترامب سخر من خطوة ماكرون قائلا: “ما يقوله لا يهم”. وأضاف للصحفيين في البيت الأبيض: “إنه رجل جيد جدا.. يعجبني، لكن هذا التصريح ليس له أي أهمية”.
من غزة (ا ف ب)
وكانت إسرائيل والولايات المتحدة سحبتا وفديهما من محادثات وقف إطلاق النار في قطر أمس الخميس، وذلك بعد ساعات قليلة من تقديم حركة “حماس” ردّها على مقترح الهدنة.
وذكرت مصادر في بادئ الأمر أن انسحاب الوفد الإسرائيلي كان بهدف التشاور، ولا يعني بالضرورة أن المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود.
لكن التصريحات التي أدلى بها نتنياهو في وقت لاحق أشارت إلى تشدد الموقف الإسرائيلي خلال الليل.
وحمّل المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف حركة “حماس” مسؤولية جمود المفاوضات، وقال نتنياهو إن ويتكوف “على صواب”.
وقال باسم نعيم، القيادي في “حماس”، على فايسبوك إن المحادثات كانت بنّاءة لكنه انتقد تصريحات ويتكوف، واصفا إياها بأنها محاولة للضغط بالنيابة عن إسرائيل.
وأضاف نعيم: “ما قدمناه، بكل وعي وإدراك لتعقيد المشهد، نعتقد أنه يوصل لصفقة، (لو) كانت لدى العدو إرادة لذلك، ويمكن أن يبنى عليه اتفاق وقف إطلاق نار دائم وانسحاب القوات المعادية بشكل كامل، والكرة الآن في ملعب العدو الصهيوني وداعميه لإنهاء هذه اللعبة القذرة”.
وينص مقترح الهدنة على وقف القتال لمدة 60 يوما والسماح بدخول مساعدات إنسانية إضافية إلى غزة إلى جانب إطلاق سراح عدد من الرهائن المتبقين، وعددهم 50، مقابل الإفراج عن سجناء فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
لكن تنفيذ المقترح تعثّر بسبب خلاف حول مدى انسحاب القوات الإسرائيلية ومصير الهدنة بعد مضي فترة الستين يوما في حالة عدم التوصل إلى اتفاق دائم.
ورحب وزير الأمن الوطني الإسرائيلي إيتمار بن غفير بالخطوة التي أقدم عليها نتنياهو، ودعا إلى وقف كامل للمساعدات إلى غزة والاستيلاء الكامل على القطاع. وأضاف في منشور على منصة إكس “الإبادة الكاملة لحماس، وتشجيع الهجرة، والاستيطان (اليهودي)”.