مع زيد ديراني… ليلة بيروت كانت استثنائية وليست عادية

غاييل سامي سلامة
أقام الموسيقي العالمي زيد ديراني حفلًا ضخمًا واستثنائيًا في بيروت، في “الفوروم دي بيروت” بتاريخ 24 تموز/يوليو، وسط حضور جماهيري هائل، توافد من مختلف المناطق اللبنانية ليشهد أمسية فنية من الطراز الرفيع، تُكتب في الذاكرة ولا تُنسى.
زيد ديراني هو موسيقي أردني وعالمي، يُعرف بأسلوبه الإنساني والفني الفريد، حيث استخدم الموسيقى كجسر للتواصل والحوار بين الثقافات، وكان سفيرًا للنوايا الحسنة في اليونيسف، وقدّم موسيقاه أمام ملوك ورؤساء وشخصيات عالمية، جامعًا الشرق بالغرب بروح واحدة وموسيقى تتخطى اللغات. هو ليس فقط مؤلفًا وموزعًا موسيقيًا بارعًا، بل أيضًا صاحب رسالة إنسانية واضحة في كل نغمة.
ويُعتبر هذا الحفل في بيروت الأكبر الذي يُقدّمه زيد ديراني في لبنان حتى اليوم، من حيث الحجم، الترتيب، وعدد العازفين المرافقين له. أكثر من أربعين عازفًا محترفًا شاركوه على المسرح، ما أضفى على الأمسية طابعًا أوركستراليًا ضخمًا، راقياً ومُبهراً في كل تفاصيله.
وقدّم زيد خلال الحفل باقة غنية ومتنوعة من الأعمال، تنوّعت بين مؤلفاته الأصلية من تلحينه وتوزيعه، وأغانٍ من التراث اللبناني الأصيل، إضافة إلى أغانٍ لبنانية محبوبة وعزيزة على الجمهور، وأخرى فرنسية وإنكليزية، قدّمها بأسلوبه الخاص الذي يمزج بين الإحساس العالي والرقي الموسيقي.
لكن ما ميّز الأمسية بشكل خاص، هو الحضور الإنساني الدافئ لزيد، حيث أشعر الجمهور بلحظة حميمة صادقة، من خلال تواضعه، وروحه الشفافة، وضحكته التي رافقته طوال الأمسية. تواصل بمحبة وعفوية، وكان قريبًا من جمهوره ليس فقط كفنان، بل كإنسان. ومع موسيقاه الرقيقة، وفرقته الضخمة، والأجواء المليئة بالحب والنور، تحوّلت الليلة إلى تجربة فنية وروحية نادرة.
زيد ديراني ليس مجرد عازف بيانو…
هو سفيرٌ للسلام بالموسيقى، ورسولُ أمل بلغة لا تحتاج إلى ترجمة.
وفي ختام الحفل، قدّم زيد باحترام كبير، أغنية “يا بيروت” لماجدة الرومي، كتحية صادقة للعاصمة اللبنانية التي احتضنته بمحبة. لحظة ختامٍ مؤثرة، تركت في القلوب دمعة فرح، وأثبتت أن لبنان، رغم كل ما مرّ به، ما زال بلد الفن، والجمال، والروح التي لا تنكسر.
بيروت تستحق أن تُغنّى، وزيد ديراني أحسن الغناء لها…
ولبنان يستحق هذا النور، هذا الحب، وهذه الموسيقى التي تُعيد الإيمان بأن الفن الحقيقي لا يموت، بل يولد من قلب الشعوب الحيّة.