عبدالله بو حبيب، الدبلوماسي البارز، أنهى مسيرته في وزارة الخارجية وغادر الحياة بشكل مفاجئ!

عبدالله بو حبيب، الدبلوماسي البارز، أنهى مسيرته في وزارة الخارجية وغادر الحياة بشكل مفاجئ!

ايلي شحادة

 

صبيحة الرابع والعشرين من تموز 2025، خسر لبنان واحداً من أبرز وجوهه الديبلوماسية، الوزير السابق عبدالله بو حبيب الذي غيبه الموت فجأة عن عمر ناهز الرابعة والثمانين، بعد حياة طويلة حفلت بالعطاء الوطني والفكري والديبلوماسي.
ولد بو حبيب عام 1941 في بلدة جديدة المتن، وحمل منذ شبابه طموح الباحث والديبلوماسي، فدرس الاقتصاد في الجامعة الاميركية في بيروت، ثم نال الدكتوراه من جامعة فاندربيلت في الولايات المتحدة، قبل ان يبدأ مسيرة حافلة مع البنك الدولي، ثم ينتقل الى موقع دقيق خلال سنوات الحرب سفيراً للبنان في واشنطن منذ 1983 حتى 1990.

 

 

 

كان عبدالله بو حبيب رجل الدولة الهادئ الذي عرف كيف يتحدث لغة الدول الكبرى، من دون أن يتنازل عن مصلحة بلاده. لم يرفع صوته يوماً في خطابات انفعالية، لكنه قال كلمته عندما احتاج لبنان الى صوت عقلاني في زمن الفوضى والتهور.
في عام 2021، عين وزيراً للخارجية والمغتربين في حكومة نجيب ميقاتي، فختم مشواره الرسمي من قلب الدولة، واضعاً خبراته في خدمة الوطن في واحدة من أصعب المراحل التي مرت على لبنان. ولم تكن الملفات التي حملها سهلة، من مفاوضات ترسيم الحدود، الى إدارة ملف النزوح، الى الحفاظ على علاقات لبنان الدولية وسط العواصف المتلاحقة.
غادر بو حبيب الحياة فجأة، من دون مقدمات، كما يليق بالكبار الذين لا يحبون الوداع الطويل. ترجل قسراً عن الحياة! لكن أثره باق في صفحات السياسة والديبلوماسية اللبنانية، وفي ذاكرة من عرفوه زاهداً بالمظاهر، متمسكاً بالمسؤولية، وحاملاً لواء الكلمة الهادئة والصادقة.
برحيله، يفقد لبنان رجلاً لم يكن مجرد وزير أو سفير، بل مدرسة في التواضع والطيبة والرصانة والنزاهة والعمل بصمت. 
رحم الله هذا الديبلوماسي الكبير الذي ختم مسيرته بوزارة الخارجية وترجل قسراً عن الحياة!