بعد إعلانهم ‘الخط الأحمر’… دمشق ترفض بقاء السلاح بيد الأكراد

ترفض السلطات السورية احتفاظ الأكراد الذين يسيطرون على مساحات شاسعة في شمال البلاد وشرقها بأسلحتهم، وفق ما أفاد مصدر حكومي التلفزيون الرسمي، مع ترقّب عقد جولة جديدة من المفاوضات بشأن دمج الإدارة الذاتية الكردية في الدولة السورية.
ويجري الأكراد مفاوضات مع السلطات المركزية بشأن اندماج مؤسساتهم المدنية والعسكرية في الدولة، بما في ذلك قوّات سوريا الديموقراطية (الجناح المسلّح للأكراد المدعومين من واشنطن).
وقال المصدر في تصريح لقناة الإخبارية التلفزيونية الرسمية إن “الحديث عن رفض تسليم السلاح، والتمسّك بتشكيل كتلة عسكرية، هو طرح مرفوض جملة وتفصيلاً ويتناقض مع أسس بناء جيش وطني موحّد ومع أسس الاتفاق الموقع بين الرئيس أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديموقراطية مظلوم عبدي في آذار/مارس الماضي”، وفق المحطّة.
والاتّفاق الذي وقّعه الشرع مع عبدي في 10 آذار/مارس برعاية أميركية، تضمّن بنوداً عدّة نصّ أبرزها على “دمج كافة المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سوريا ضمن إدارة الدولة السورية بما فيها المعابر الحدودية والمطار وحقول النفط والغاز”.
مذّاك عقدت جلسات تفاوض عدّة، لكن من دون تحقيق أي تقدّم، إذ ازدادت مخاوف الأكراد بعد أعمال العنف الأخيرة في السويداء ذات الغالبية الدرزية، وكذلك الاعتداءات ضد الأقلية العلوية.
وأفادت وكالة أنباء هاوار الكردية بتأجيل لقاء كان مرتقباً الخميس في باريس بين وفد حكومي سوري وممثّلين عن الأكراد.
سوريون يغادرون السويداء. (أ ف ب)
وشهدت مدينة السويداء في الأسبوع الماضي اشتباكات عنيفة بين مسلّحين دروز وآخرين من عشائر، أوقعت أكثر من 1300 قتيل.
وحضّ المسؤول الكردي البارز بدران جيا كورد الخميس الحكومة الانتقالية على إجراء “مراجعة شاملة وعاجلة لنهجها في التعامل مع الداخل السوري”.
من جهتها، تشدّد دمشق على سعيها لتوحيد البلاد مهما كلّف الأمر.
تأتي تصريحات المسؤول الحكومي غداة مقابلة أجرتها قناة “اليوم” مع مدير المركز الإعلامي لقوات سوريا الديموقراطية فرهاد شامي، شدّد فيها على أن “تسليم السلاح هو خط أحمر. لا يمكن تسليم السلاح. ونحن عندما نذهب إلى المفاوضات لا نفاوض على المبادئ ليس لدينا مساومات على المبادئ”.
وقال شامي “على عكس ما يروّجون له في الإعلام وفي التصريحات بأن قوّات سوريا الديموقراطية يجب أن تستسلم، لا أحد سيستسلم في سوريا. الذي سيركّز على منطق الاستسلام هو الذي سيخسر في النهاية وأعتقد أحداث السويداء أكّدت هذه المسألة”.
من جهّته، اعتبر المصدر الحكومي السوري أن “استخدام أحداث السويداء أو الساحل لتبرير رفض الانضواء تحت راية الدولة أو للتشكيك بنواياها، هو أمر مدان ويعكس محاولات مكشوفة لتأليب الرأي العام وتشويه الحقائق”.
والسبت التقى المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توم باراك قائد قوات سوريا الديموقراطية وتناول البحث أعمال العنف الطائفية التي سجّلت في الجنوب السوري، وفق منشور عبر “إكس” للسفارة الأميركية في سوريا.