“تصاعد احتمالات العدوان”… ماذا أفصح وزير الثقافة اللبناني عن زيارة برّاك الأخيرة؟

اعتبر وزير الثقافة اللبناني غسان سلامة اليوم الخميس ان “التدمير هو سابقة للتوسّع والهيمنة والبطش ولأشكال الاستعمار الجديد”، وقال: “أنا أعلم تماماً أن ما حصل في النبطية ومحيطها وما زال يحصل لأن تفاهمات تشرين الثاني/نوفمبر الماضي الغامضة لم تكف لوقف العدوان، لقد حصلت مئات الخروقات لهذه الترتيبات، وحصلت عمليات اغتيال فاقت الـ 200 حالة منذ إعلان وقف اطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، ولم يتوقّف العدوان والمحاولات الأخيرة في الأيام الماضية لإعادة إحياء أو تعديل أو تعزيز وتحصين الترتيبات التي توصّلنا إليها في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي لم تتقدّم”.
واشار، خلال مؤتمر صحافي في مقر المكتبة الوطنية – الصنائع تحت عنوان “واقع التراث المعماري في منطقة النبطية بعد حرب 2024 – نتائج واحتياجات” بالتعاون مع جمعية “بلادي”، إلى أن “القلق على أوضاعنا هو في أوجه والخوف من تزايد الدمار قائم ويجب إعادة الإعمار لكي نثبت لأنفسنا قبل أن نثبت للآخرين أو لعدونا بأنّنا جاهزون لإعادة الإعمار عندما تتيّسر لنا سبل ذلك، نحن جاهزون ونعلم ما دمّر وما يجب إعادة ترميمه، وما يجب إعادة بنائه من الأساس لسوق النبطية، وبالتالي نحن نتحضّر ولا نستسلم بأن هذا قضاء وقدر، بل هذا عدوان وهذه جريمة بحق ترابنا وتراثنا ولن نقبل بذلك وسنعود ونبني كل ما دمّر وأفضل مما كان عليه”.
وقال سلامة: “إن اجتماعنا اليوم هو صورة من صور عدم القبول ورفض وتنديد بالعدوان الذي جرى ويجري علينا وبالتالي فإن هذه الوزارة وبإمكانياتها المتواضعة وبالإمكانيات التي تسعى للحصول عليها خلال الأشهر المقبلة لن تتوقّف لحظة عن إعادة البناء أو الإسهام في إعادة بناء ما تم تدميره وإن لم نحصل على مساعدات خارجية لأنّه لدينا إمكانيات من الإرادة بما يكفي لنقوم بذلك بأنفسنا”.
وأردف: “عملت جمعية بلادي على دراسة ما يقارب الـ 400 عقار في منطقة النبطية والقرى الخمس المحيطة بها، ونأمل أن تتمكّن من توسيع رقعة البحث إلى مناطق أخرى في جنوبنا العزيز، ونأمل أن تنتهي مرحلة الضغط علينا من خلال منعنا من الوصول غلى الرساميل الضرورية لإعادة الإعمار وهذا ما يزال سارياً، إلا أن الحكومة تعمل بكل إمكانياتها لوقف هذا الحظر المالي المفروض علينا لكي نتمكّن فعلاً وبأقرب وقت ممكن من البدء في عملية إعادة الإعمار، ونحن نعي تماماً أنّنا بحاجة إلى ما يقارب 11 مليار دولار لإعادة بناء ما تهدّم في الجنوب والضاحية والبقاع”.
غارة إسرائيلية اليوم. (مواقع)
واستطرد :”نعلم أن هذا المال غير متوفّر على عكس سنوات سابقة حيث إنّنا حالياً في حالة تنافس مع مناطق أخرى في منطقة الشرق الأدنى دمّرت لأسباب أخرى نحن في حالة تنافس مع غزة التي تحتاج إلى ما يقارب 70 مليار دولار وفي حالة تنافس مع سوريا حيث تقدّر حاجتها ما بين 210 أو 220 مليار دولار”.
ولفت إلى أن “الظرف سيئ بالنسبة للمعونات الخارجية لأن الدول التي نسعى إليها في المنطقة لمساعدتنا هي الدول نفسها التي يذهب إليها السوريون والفلسطينيون، وبالتالي فقد توازن بين هذه الحالة وتلك إن قرّرت فعلاً أن تسهم في إعادة الإعمار”.
وتطرّق سلامة إلى “خفض المساعدات من قبل الدول الأوروبية وتأثير حرب أوكرانيا وتنافس تلك الدول للإنفاق على التسلّح ما أدّى إلى انخفاض مريع في حجم تأمين المساعدات الخارجية من الدول الأجنبية”.
وختم: “العدوان الذي جار علينا وأدّى إلى الدمار لم ينته وقد يتفاقم، ونحن واعون لكل ذلك، وإن العزم والإصرار على إعادة الإعمار والبناء يجب أن يكون بالنسبة نفسها من وعينا الظروف المالية التي نمر بها داخلياً وخارجياً وما وجودكم في هذه القاعة إلا تعبير عن ذلك الإصرار والعزم”.