نعتذر عن ضراوة المحتوى… مقطع فيديو لجريمة مروعة في المكسيك تم تزييفه على أنه يتعلق بالدروز في السويداء – تحقق من الحقائق

تتداول العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما في سوريا، فيديو لقتل شخص بطريقة وحشية، بمزاعم أنَّ الجريمة ارتكبها عناصر من الدروز في سوريا، تزامناً مع الاشتباكات الدامية الأخيرة في السويداء. إلّا أنَّ هذا الادّعاء خاطئ، إذ أنَّ الفيديو يعود لجريمة وقعت في المكسيك عام 2020. FactCheck#
“النّهار” دقّقت من أجلكم
في الادّعاء المتداول، فيديو من دون صوت يظهر أشخاصاً مسلّحين تجمّعوا حول شخص عارٍ ومُلقى على الأرض، قبل ان يعمد أحدهم الى شقّ صدره وانتزاع أحشائه وأكلها بشكل وحشي. وأرفق بإشارات إلى أنَّه يعود لجريمة ارتكبها عناصر من الدروز في سوريا خلال الأحداث الدامية الأخيرة في السويداء. وجاء في تعليقات (من دون تدخّل): “من جوال أحد الأسرى”.
لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (تلغرام)
وقد تحقّقت “النّهار” من الادّعاء، واتّضح أنَّه غير صحيح:
بالبحث عن الفيديو، عبر محركات البحث العميقة، تبيّن أنَّه قديم، اذ يعود إلى أغسطس/آب 2020. وهو لجريمة وحشية ارتكبها عناصر في تنظيم للاتجار بالمخدّرات اسمه “الجيل الجديد – CJNG” بحق عنصر من تنظيم آخر في مدينة تيبالكاتيبيك المكسيكية.
وفي الفيديو الاصلي، يُسمَع الصوت وكلمات بالإسبانية، وهي اللغة الرسمية في المكسيك.
لقطة شاشة لمصدر الفيديو (الإنترنت)
ونقلت الفيديو عن مواقع التواصل، مدوّنة صحافية اسمها “بلوغ ناركو“، ومختصة بنشر أخبار العصابات الإجرامية وكشف الانتهاكات التي يخفيها الإعلام المحلي في المكسيك، وفقاً لما وصفت عملها. ثم تداولته العديد من المواقع الخاصة بنشر الفيديوهات العنيفة والصادمة.
وقالت المدوّنة إنَّ الضحية تنتمي إلى تنظيم تيبالكاتبيك، وهو عصابة منافسة لعصابة تنظيم “الجيل الجديد” الإجرامية في مدينة تيبالكاتيبيك في ولاية ميتشواكان المكسيكية.
وأشارت إلى أنَّ هذا الحادث ليس الأول من نوعه. ففي عام 2017، كُشف أنَّ أحد شروط الانضمام لهذا التنظيم هو أكل لحم بشري، اذ كانت العصابة تجنّد مراهقين تراوح أعمارهم من 12 إلى 18 عاماً، وكانوا يُجبرون على أكل لحم ضحاياهم كنوع من التدريب.
ويُعد تنظيم “الجيل الجديد – CJNG” من أسرع التنظيمات الإجرامية نمواً في المكسيك، بحسب تحليلات عدّة، إذ ينشط في ولايات عديدة داخل المكسيك، ويقوم بتهريب المواد المخدّرة إلى بلدان عديدة، أبرزها الولايات المتحدّة الأميركية.
وفي 18 يونيو/حزيران الماضي، أعلنت الخارجية الأميركية، في بيان رسمي، فرض عقوبات على خمسة من قادة تنظيم “الجيل الجديد” المتمركزين في المكسيك. ووصفته بأنَّه “تنظيم عنيف وعديم الرحمة، مسؤول عن تهريب الفنتانيل والميثامفيتامين والكوكايين وغيرها من المخدرات غير المشروعة إلى الولايات المتحدة”.
وقالت إنَّ “هذه الخطوة تشمل تصنيف زعيم التنظيم الشهير روبين أوسيغويرا سيرفانتس، المعروف بـ”إل مينشو”، بالإضافة إلى أودِياس فلوريس سيلفا، الذي يدير مختبرات سرية تُستخدم في إنتاج الميثامفيتامين وغيره من المخدّرات غير القانونية المُهرّبة إلى الولايات المتحدة”.
وأعلنت تقديم مكتب الشؤون الدولية لمكافحة المخدّرات وتطبيق القانون التابع لها مكافأة تصل إلى 15 مليون دولار أميركي مقابل معلومات تؤدّي إلى القبض على أوسيغويرا أو إدانته، ومكافأة تصل إلى 5 ملايين دولار لمن يُدلي بمعلومات تُسهم في القبض على فلوريس أو إدانته.
وأتت تلك الإجراءات في أعقاب تصنيف التنظيم أخيراً “منظمة إرهابية أجنبية (FTO)”.
سوريا التي لا تهدأ
من جهة أخرى، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان أمس الأربعاء، في حصيلة غير نهائية لضحايا الاشتباكات العنيفة التي اندلعت على مدى سبعة أيام بين مسلحين من أبناء الطائفة الدرزية من جهة، وعناصر من وزارتي الدفاع والداخلية وعشائر البدو من جهة أخرى والغارات الإسرائيلية، إنَّ 1339 قتلوا، بينهم 196 أعدموا ميدانياً. ودعا إلى تحقيق دولي في جرائم السويداء ومحاسبة جميع المتورطين.
وأشار إلى أنَّ هذه الحصيلة غير نهائية نظراً إلى وجود جثث مجهولة ومفقودين في حين تتواصل عمليات التوثيق والتحقق.
وقال في بيان آخر الأربعاء: “في أعقاب الاقتحام العسكري الذي نفذته القوات الحكومية السورية لمدينة السويداء في 15 تموز، واندلاع اشتباكات عنيفة استمرت لمدة سبعة أيام داخل أحياء المدينة وفي محيطها، بين هذه القوات برفقة مسلحين من عشائر البدو من جهة، ومسلحين من أبناء الطائفة الدرزية من جهة أخرى، سُجلت عمليات إعدام ميداني بحق مدنيين، ترقى إلى مستوى جرائم حرب، وفقًا للقانون الدولي”.