أدوات الذكاء الاصطناعي تعزز فعالية الهجمات الإلكترونية من خلال تقنيات التمويه المتقدمة

تشير أبحاث حديثة إلى تبنّي مجرمي الإنترنت أدوات تمويه مدعومة بالذكاء الاصطناعي لإخفاء مواقع التصيّد والبرمجيّات الخبيثة عن أنظمة الكشف التقليدية. وتوفر منصات مثل Hoax Tech وJS Click Cloaker خدمات تُعرف بـ”التمويه كخدمة” (Cloaking-as-a-Service)، حيث يتم إخفاء المحتوى الخبيث خلف مواقع تبدو آمنة يصعب تتبعها.
تعتمد هذه الأدوات على تقنيات البصمة الرقمية والتعلّم الآلي لتحليل مئات البيانات الخاصة بالزائرين في الوقت الفعلي، مما يسمح لها بعرض الصفحات الاحتيالية فقط للمستخدمين الحقيقيين، بينما تُظهر محتوى آمن لأنظمة الفحص الآلي ومحركات البحث، كما توفر ميزات متقدّمة مثل اختبارات A/B، وتصفيات جغرافية دقيقة، وإعادة توجيه لحظية، مما يزيد من تعقيد رصدها بشكل كبير.
ويعتبر دمج الذكاء الاصطناعي في هذه العمليات نقلة نوعية خطيرة، إذ أصبح بإمكان المهاجمين تخصيص المحتوى لكل مستخدم بشكل لحظي، مما يعقّد مهام الدفاع الإلكتروني التقليدية. ويرى خبراء الأمن أن هذه المنصات تمثل نسخة متطورة من تقنيات قديمة مثل FastFlux DNS، ولكن بقدرات أوسع وأكثر تطوراً.
ويحذر الباحثون من أن استمرار الاعتماد على أنظمة الحماية التقليدية سيُتيح لهذه المواقع الاحتيالية التوسع والانتشار من دون رصد فعّال. لذلك، يُوصى بتبنّي استراتيجيات دفاع متعدّدة المستويات تعتمد على التحليل السلوكي والتقنيات التكيفية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، إضافة إلى تطوير أطر استجابة مرنة لمواجهة هذا النوع المتنامي من التهديدات.