كركلا في مسرح البولشوي… قصة شرقية تلامس العظمة (صور وفيديو)

ارتفع الستار اليوم على خشبة مسرح البولشوي العريق في موسكو، ليحمل معه صدى الشرق وأحلامه، حين أضاءت فرقة كركلا سماء المسرح العالمي بعرضها الاستعراضي “ألف ليلة وليلة”، في أول دعوة من نوعها تُمنَح لفرقة عربية على هذا الصرح الثقافي.
كركلا في موسكو (نبيل اسماعيل)
لم يكن العرض مجرد أداء، بل حكاية تروى بلغة الجسد والنور والموسيقى. وكأن الزمن عاد إلى الوراء، حين كانت الحكاية مرآة للهوية، ووسيلة للبقاء في وجه النسيان. جاء عبد الحليم كركلا من لبنان ليقول إن الفن وحده يعرف كيف ينهض من بين الرماد، ويقف بشموخ بين عمالقة الحضارة.
من بيروت إلى موسكو، حمل كركلا إرثاً ممتلئاً بحنين المدن القديمة ووجع حاضرها، مجسّداً في كل مشهد أن الهوية لا تُمحى، وأن المسرح، وإن بُنيت عليه ألف جدران صمت، لا يزال قادراً على الكلام.
قال كركلا لـ”النهار” من أمام المسرح الذي جاوز عمره القرنين ونصف قرن:”جئنا من بلدٍ يحاول فيه الزمن أن يطوينا، لنثبت أن الفن لا يموت، وأن لبنان لا يزال قادراً على أن يترك بصمته على خشبات العالم”.
وقدّمت الفرقة، بأداء آسر، مزيجاً من الرقص والموسيقى والرؤية البصرية المستوحاة من تراث “ألف ليلة وليلة”، بما فيها من سحر الشرق وبراعة الحكي. تماهت الخطوات مع نوتات ريمسكي كورساكوف وموريس رافيل، في سيمفونية تمحو الحدود بين الشرق والغرب، بين الحلم والحقيقة.
ألف ليلة وليلة في موسكو (نبيل اسماعيل)
ويستكمل هذا العرض التاريخي بثلاث ليالٍ متتالية، ليعود بعدها إلى مسرح كركلا في بيروت، ويُختتم في نهاية آب/أغسطس، كأنما ليمنح من فاته العرض فرصة أن يتلمّس هذا الحلم عن كثب.
إنها لحظة ستسكن ذاكرة المسرح العربي طويلاً، لا لأن فرقة عربية وقفت على خشبة البولشوي، بل لأن لبنان، رغم جراحه، ما زال قادراً على أن يروي القصص… بصوتٍ لا يخبو.
للمزيد إقرأ: عبد الحليم كركلا من موسكو لـ”النهار”: نُتوّج مجد لبنان وثقافته على خشبة البولشوي (فيديو)