سوق الانتقالات في ريال مدريد يضع ألونسو في مأزق

سوق الانتقالات في ريال مدريد يضع ألونسو في مأزق

بدأ العديد من الأندية الأوروبية استعدادها للموسم الجديد، في وقت ما يزال ريال مدريد -حاله حال الفرق التي وصلت لأدوار متقدمة في كأس العالم للأندية- في فترة الراحة السلبية، مع قضاء اللاعبين فترة عطلتهم الصيفية.

وفترة الراحة لا ترتبط فقط بالتوقف عن التمارين، بل تتعدّى ذلك إلى الانتقالات؛ فالجميع كان ينتظر ردة فعل ريال مدريد بعد خسارته الكارثية أمام باريس سان جيرمان، رغم إتمام النادي العديد من الصفقات المميّزة مسبقاً بعد ضمّ ألكسندر أرنولد وهويسين وكاريراس وماستانتونو. لكنه من الواضح أن ريال مدريد بشكله الحالي غير جاهز بعد للموسم الجديد.

قبل إعلان ضمّ تشابي ألونسو مدرّباً لريال مدريد، أشارت الصحف إلى رغبة المدرب الشاب في عدم تولّي تدريب الفريق قبل كأس العالم للأندية، وانتظار بدء فترة التحضير للموسم الجديد. لكن رغبة أنشيلوتي في الرحيل حينها، وسعي الإدارة لتعويض إخفاق الموسم في البطولة، دفعاه لقبول المهمة.

عدا أن كأس العالم للأندية كانت فرصة للتعرف على الفريق، لأن فترة استعداد ريال مدريد قبل الموسم ستكون قصيرة، ولن يملك ألونسو الوقت الكافي فيها لتطبيق أفكاره، فقد كان لا بدّ من الاستفادة من مباريات البطولة.

لكن كأس العالم للأندية أظهرت الفوارق بين ما يريده ألونسو وما يجده في الفريق، فهناك تحدٍ لا يخفى على أحد، ويرتبط بحلّ مشكلات خط المقدمة. فرغم النوعية الرهيبة التي يملكها ريال بوجود مبابي وفينيسيوس وجيش من البدلاء المميزين، فإن الفردية طغت على السطح بشكل واضح الموسم الماضي، ودمج مبابي بالمنظومة الدفاعية لا يعمل، وهذا يجعل فينيسيوس متقاعساً دفاعياً، لأن كليهما يريد الظهور بصورة النجم الأول.

لا يمكن لألونسو حلّ هذه المشكلة بسهولة، لأن الأمر مرتبط بالرغبات التسويقية للإدارة، كما أن قرار التخلي عن مبابي يبدو أمراً مستحيلاً، خاصة بعد حصوله على الحذاء الذهبي؛ لذا يحتاج ألونسو على الأقلّ للتأكد من أن باقي خطوطه منسجمة وقادرة على تعويض عيوب غياب المهاجمين عن المنظومة.

أولى مشكلات ألونسو هي عدم إيجاده لثلاثي دفاعيّ مثاليّ حتى الآن. واضح أن المدرب لا يثق بأسينسيو، كما أن بدء تراجع مستوى روديغير يطفو على السطح بشكل واضح، والنادي لم يتمكّن من إيجاد صيغة يسهل فيها رحيل أيّ من ميليتاو وألابا، ومن الطبيعي صعوبة إيجاد نادٍ يرغب في شراء مدافع غاب تقريباً لموسمين بسبب الإصابة.

يرغب ريال مدريد في ضم كوناتي، لكن واضح أن الإدارة تريد إخراج لاعبين لضم أسماء جديدة؛ وهذا لا يتوفر حتى الآن. والمشكلة الأخرى هي خط الوسط. داخلياً هناك أصوات واضحة تشير إلى حالة من عدم الثقة في كامافينغا الذي باتت الإصابات تلازمه دائماً.

 

يحاول ألونسو إيجاد حلول مؤقتة مع غولر في الوسط بانتظار جلب لاعبين جدد في الوسط. (أ ف ب)

 

أما تشواميني فلم يعُد اليوم على الصورة التي كان النادي يريدها منه حين قدومه، فمشاركاته المتنوعة بين الوسط والدفاع تسبّبت بضياع اللاعب. يريد النادي لاعباً يعيد له أسلوب كروس في الوسط، لكنه لم يتمكن من ضم لاعب وسط شتوتغارت شتيلر.

وعملية ضم رودري لا تبدو مضمونة، ليس فقط من حيث رغبة مانشستر سيتي في التخلي عنه، بل يرتبط الأمر أيضاً بمدى جاهزيته بعد العودة من غياب طويل.

كل هذه الأشياء تجعل ألونسو في ورطة، ويحتاج المدرب لعناصر قادرة على تقوية محور الفريق في قلب الدفاع والوسط، وهو ما لم يجده حتى الآن؛ وريال ينتظر بيع رودريغو لتمويل الصفقات المقبلة فيما الواضح أن العملية لا تسير بالسرعة المطلوبة أبداً.