تسريب صورة لترامب وهو يقبل طفلة في مسابقة جمال؟ النهار تحقق من صحة الخبر

المتداول: “صورتان جديدتان مسرّبتان”، وفقاً للمزاعم، تظهران “دونالد ترامب مع فتاة صغيرة خلال مسابقة ملكة جمال الولايات المتحدة الاميركية، ومقبلاً إياها”، وذلك قبل أن يصبح رئيساً للولايات المتحدة. 

الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.

الحقيقة: الصورة الاولى حقيقية، عرضتها هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) حصرياً، ضمن حلقة من برنامج بانوراما عن ترامب عُرِضت في تموز 2018. وتظهره مع متسابقات في Elite Look of the Year لعام 1991 في نيويورك عام 1991، وفقاً لما ذكرت “الغارديان”. أما الأخرى التي تظهر ترامب مقبلاً احدى الفتيات، فمفبركة، غير أصلية، وتتضمّن مؤشرات إلى ذلك. FactCheck#

“النّهار” دقّقت من أجلكم 

صورتان قيد التداول، الأولى تظهر ترامب وهو ينظر الى فتاة وقفت الى جانبه، والأخرى مقبلاً اياها. وقد انتشرتا أخيرا في حسابات عربية وأجنبية كتبت معه (من دون تدخل): “عاجل- تسريبات جديدة لصور ترامب مع فتاة صغيرة من مسابقة ملكة جمال الولايات المتحدة الأميركية”. 

الصورتان المتناقلتان بالمزاعم الخاطئة (اكس)

حقيقة الصورتين 

ولكن هذه المزاعم غير صحيحة، وفقاً لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها. 

فالبحث العكسي يوصلنا عبر خيوط الى الصورة الاولى معروضة ضمن حلقة من برنامج بانوراما Panorama، على هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، بعنوان Trump: Is the President a Sex Pest، اي ترامب: هل الرئيس معتد جنسي، في 9 تموز 2018. وقد عثرنا على الحلقة منشورة في حساب Steveplustax@ في يوتيوب، في 10 تموز 2018.

ويمكن مشاهدة الصورة في التوقيت 21.49 في الفيديو أدناه. ويُسمع في الخلفية صوت مقدم البرنامج ريتشارد بيلتون Richard Bilton وهو يقول: “هذه الصور لم تُنشَر من قبل. لقد التُقِطت خلال حفلة عرض أزياء في أوائل تسعينيات القرن العشرين” في نيويورك. 

لقطة للصورة معروضة في الحلقة

في تلك الحلقة أيضاً، عًرضت صورتان أخريان يظهر فيهما ترامب مع الفتاتين نفسيهما (التوقيت 21.37 و21.44) في الصورة الاولى، ومع فتيات أخريات. 

وجاءت الحلقة على خلفية “اتهام أكثر من عشرين امرأة الرئيس دونالد ترامب بسلوك جنسي غير لائق، لكنه نفى جميع هذه الاتهامات، ووصفها بالكاذبة. والآن، تقاضيه إحداهن بتهمة التشهير. وستُضطر محكمة أميركية إلى بت حقيقة ما حدث، وما إذا كان رئيس الولايات المتحدة مُعتديًا جنسيًا. فما حقيقة سلوك دونالد ترامب تجاه النساء؟”، وفقاً لاختصار عن الحلقة. و”في أسبوع زيارة ترامب لبريطانيا، أجرى المراسل ريتشارد بيلتون تحقيقًا في مزاعم جديدة حول ترامب، والتقى نساء يصفن الرئيس بأنه مُعتد جنسي”.

وبين هذه الصور الحصرية، التي عرضتها الحلقة يومذاك، لم نعثر على صورة القبلة بين ترامب والفتاة الى يساره. كذلك، لم نجدها في مواقع اخبارية نشرت هذه الصور لاحقاً، ومنها صحيفة “الغارديان” البريطانية، التي كتبت معها انها تظهر “دونالد ترامب مع متسابقات في Elite Look of the Year لعام 1991 على متن يخت Spirit Of New York في نيويورك، وذلك في إحدى السنوات التي كان فيها حكماً”.

وغياب صورة القبلة في أي مواقع او مصادر ذات ثقة يعزّز الشكوك بشأن صحتها. وبالتمعن في فحصها، أمكن ملاحظة تفاصيل فيها تدل على انها زائفة، غير أصلية، خضعت لتلاعب رقمي ما: 

*اختلاف المبنيين الظاهرين خلف ترامب في صورة حقيقية نشرتها “الغارديان” (ادناه الى اليسار)، عن المبنيين في صورة القبلة (الى اليمين).

*اختلاف موضع أزار على سترة الفتاة خلف ترامب في صورة “الغارديان” (الى اليسار) عن موضعها في صورة القبلة (الى اليمين).  

وأشرنا الى هذه الفوراق بالاحمر في هذه المقارنة أدناه. 

ما العلاقة التي كانت تربط ترامب وإبستين؟

وجاء تداول هذه الصورة الزائفة، في وقت أصبحت العلاقات السابقة بين دونالد ترامب وجيفري إبستين تحت المجهر بعدما انتقد الرئيس الأميركي تقريرا لصحيفة “وول ستريت جورنال” يفيد بأنه أرسل رسالة مثيرة لإبستين في عيد ميلاده تحتوي على رسم لامرأة عارية وتشير إلى “سرهما” المشترك، وفقا لما ذكرت وكالة “فرانس برس”. 

ويبدو أن ترامب الذي كان وقتها قطب عقارات ورجل أعمال، كان يعرف إبستين، الخبير في إدارة الأموال، منذ تسعينات القرن العشرين.

احتفلا معا عام 1992 مع مشجعات اتحاد كرة القدم الأميركية في منتجع مارالاغو الذي يملكه ترامب في فلوريدا، وفقا للقطات نشرتها محطة “إن بي سي نيوز”، ويظهر فيها الثنائي يتحدثان ويضحكان.

وفي العام نفسه، كان إبستين الضيف الوحيد لترامب في مسابقة “فتاة التقويم” التي استضافها وشاركت فيها أكثر من عشرين فتاة، وفقا لما أوردت صحيفة “نيويورك تايمز”.

وفي دليل على علاقاتهما الوثيقة، سافر ترامب في طائرة إبستين الخاصة سبع مرات على الأقل خلال التسعينات، وفقاً لسجلات الرحلات الجوية التي قدّمت في المحكمة ونقلتها وسائل إعلام أميركية. لكن ترامب نفى ذلك، وقال عام 2024 إنه “لم يسافر في طائرة إبستين أبدا”.

عام 1993، وفقاً لـ”نيويورك تايمز”، اتُّهم ترامب بأنه تحسس عارضة ملابس السباحة ستايسي وليامز بعدما كانت برفقة إبستين في مكتب الملياردير في “ترامب تاور”، هو ما نفاه الرئيس. وبالإضافة إلى ارتباطه بإبستين، اتهمت نحو 20 امرأة ترامب بسوء سلوك جنسي. وعام 2023، دين بالاعتداء الجنسي على الصحافية الأميركية إي. جين كارول في محاكمة مدنية.

قضايا اعتداء جنسي ورحلات خاصة ونزاع عقاري… ماذا نعرف عن علاقة ترامب وإبستين؟