أينتراخت فرانكفورت: مؤسسة لنمو المواهب الرياضية

في ظل التحديات التي يواجهها العديد من الأندية في تحقيق التوازن بين الأداء داخل الملعب والجوانب الاقتصادية المرتبطة ببيع اللاعبين، يبرز نادي أينتراخت فرانكفورت كنموذج ملهم في هذا المجال.
يُظهر هذا النادي الألماني بوضوح أنه يتجاوز حدود الملعب، إذ يمتلك رؤية مميزة في استكشاف المواهب واستثمارها بأفضل صورة لتحقيق أقصى استفادة ممكنة منها.
على مدار السنوات الخمس الماضية، أصبح خط هجوم أينتراخت فرانكفورت مصدراً لتحقيق مكاسب مالية هائلة. وبفضل مهارته في تطوير اللاعبين وتسليط الضوء على مواهبهم على الساحة الدولية، ينجح النادي في بيعهم بأسعار عالية لأكبر الأندية الأوروبية، بينما يعتمد غالباً على استقطاب هؤلاء اللاعبين بأقل الأكلاف أو حتى مجاناً.
من أبرز الأمثلة التي توضح نجاح استراتيجية فرانكفورت، اللاعب راندال كولو مواني الذي انضم إلى الفريق مجاناً بعد انتهاء عقده مع نادي نانت الفرنسي، وبعد موسم فقط، تمكن النادي من بيعه إلى باريس سان جيرمان في مقابل 95 مليون يورو، مما يعكس قدرته الاستثنائية على تحقيق أرباح ضخمة.
يبرز أيضاً اللاعب المصري عمر مرموش، الذي قدم أداءً مميزاً خلال النصف الأول من الموسم المنصرم، وبعد انتقاله مجاناً من فولفسبورغ، باعه النادي إلى مانشستر سيتي في مقابل 75 مليون يورو، مستكملاً بذلك سلسلة نجاحاته المالية.
أما اللاعب هوغو إيكيتيكي، فقد انضم إلى النادي الألماني في مقابل 16.5 مليون يورو قادماً من باريس سان جيرمان، لكنّ فرانكفورت استطاع لاحقاً بيعه إلى ليفربول في مقابل 90 مليون يورو، بالإضافة إلى امتيازات إضافية، مما يؤكد كفاءة النادي في التعامل مع سوق الانتقالات.
هوغو إيكيتيكي. (إكس)
في المجمل، أنفق فرانكفورت مبلغاً لا يتجاوز 16.5 مليون يورو في هذه الصفقات الثلاث التي أثارت الكثير من الاهتمام في عالم كرة القدم الأوروبية، وفي المقابل، حقق أرباحاً قياسية بلغت 260 مليون يورو، ما يظهر نجاحه الكبير في مزج البراعة الفنية بالذكاء الاقتصادي.
بهذه الإنجازات، رسّخ أينتراخت فرانكفورت مكانته أكثر من مجرّد نادٍ رياضي تقليدي، بل مؤسسة اقتصادية متطوّرة قادرة على تحقيق التوازن بين التفوّق الرياضي والعوائد المالية الضخمة.