“تحطيم… Funko!”: توثيق بصري متكامل لشخصيات متنوعة

“تحطيم… Funko!”: توثيق بصري متكامل لشخصيات متنوعة

لين الجردلي

“رفعة حاجب، موقع تِم، شكل شفايف، تسريحة شعر، كلّه يؤثّر على هل رح ترسم الشخصيّة الصح أو لا”. هذا ما قاله الفنان الأردني مايك دردريان “سردين” لـ”النهار”. “يخرب فنكو!” أحدث معارضه في عمّان، المُشكّل من سبع عشرة رسمة متطابقة، لكنها مختلفة. كيف؟ استوحى الفنان الفكرة من لعبة “الفنكو”، فكّكها، فهمها ثم أعاد تركيبها من خلال الرسم.

 

سعاد حسني. (سردين)

“الفنكو بوب” مجسّم صغير ذو وجه وعينين كبيرتين وجسم صغير نسبيّاً، يلبس شخصيّات عدّة. وجدناه على شكل أكبر في أبطال الأفلام، الرسوم المتحرّكة والفنانين العالميين. الفكرة وراء هذه اللعبة هي جمع شخصياتك المفضّلة؛ يأتي هنا دور هواة جمع الألعاب، و”سردين” على سبيل المثال، يقول: “أعشق جمع الألعاب، وخاصة مجسّمات شخصيّات أفلامي المفضّلة، لكن عندما رأيت الـ’funko pop’ لأوّل مرّة، استغربت شكلها”.

 

فيروز. (سردين)

فيروز. (سردين)

 

يروي مايك أنّه كَبُر على المسلسلات و”الفيديوكليبات” اللبنانيّة، السوريّة، والمصريّة وغيرها من هنا وهناك، “وكبر حبّي للبوب العربي”. خلدت في ذاكرته أيقونات عدّة من كل زوايا العالم العربي مثل فيروز، أحمد زكي، سعاد حسني وغيرهم من النجوم، وفكّر “كيف يمكن أن أرسّخ روح هؤلاء الفنانين، لا فقط في ذاكرتي ولكن في منازل جماهيرهم وذاكرتهم، بطريقة مميّزة؟”. 

 

فيلم “النظارة السوداء“. (سردين)

فيلم “النظارة السوداء“. (سردين)

 

بعد شرائه أوّل لعبة “فنكو”، فهم مبدأ رسم شخصيّة بملامح وطريقة محدودة جدّاً. عبّر مايك: “بدأتُ أرسم مربّعات ودوائر على برنامج Adobe Illustrator، فإذا بشخصيّات مثل دراكولا وغيرها تتشكّل أمامي”. بعد تصميمه مجموعة كاملة من الشخصيّات، حالفه الحظ وعُرضت أعماله في دبي. عندها، بدأ يلاحظ أنّه يحب فكرة حصر الرسم أو “الديزاين” بأقلّ المكوّنات، “جميل أن تخلق شخصيّة ضمن زوايا محدّدة وبالمكوّنات نفسها”، يقول، “صرت أكتشف كيف أجعل كلّ واحدة متميّزة رغم حدودها”. والشكر موصول لـ”سوق الجمعة”، فمعه تكاثرت مجموعة ألعاب “سردين” ونضجت فكرة “يخرب فنكو”.

 

ولادة الأشكال عبر Adobe Illustrator. (سردين)

ولادة الأشكال عبر Adobe Illustrator. (سردين)

 

وُلدت المجموعة مع تصميم أوّل شخصيّتي “قوكو” – من كلمة “قوك”، وهي تحيّة بدويّة تعني “الله يقوّيك” – وهما امرأة ورجل أردنيّان بدويّان تقليديّان. “استخدمتُ النموذجين لأبني عليهما باقي الشخصيّات” يؤكّد مايك، مضيفاً: “العمل ذو بعدين فقط والخطوط بسيطة ونظيفة جدّاً، فالرسمة عبارة عن دوائر ومربّعات مهندسة بانسجام”. بعد تأكيد فكرة المعرض، بدأ “سردين” حصر أفكاره واختار 17 أيقونة عربيّة في مرحلة أولى لتخليدها. 

 

سميرة توفيق. (سردين)

سميرة توفيق. (سردين)

 

اختار شخصيّاته المفضّلة وبدأ بتجريدها من أبسط ملامحها. ما يساعد المشاهد على تركيب الشخصيّة الكاملة في ذهنه هو اختيار أبرز ملامح الشخص، فحركة الحاجبين، أو موقع الشاميّة، ترسم شخصاً مختلفاً. يفسّر “سردين” أنّ “أيّ تغيير بسيط يمكن أن يغيّر الشخصية؛ سعاد حسني من الشخصيّات التي أخذت جهداً لأضبط ملامحها، فكان يجب أن أجرّب وأكتشف أيّ ملابس وأيّ دور تمثّل روحها حتّى تصل صورتها في ثوانٍ إلى الجمهور”. وينطبق الأمر على شخصيّات أخرى ذات أوجه عديدة أيضاً.

فكرة “يخرب فنكو” بدأت من هواية الجمع وتحوّلت إلى لوحات فريدة، وصولاً إلى أيدي هواة جمع جدد. بين سامي كلارك، أم كلثوم، عادل إمام، سميرة توفيق، داليدا وغيرهم، وبين تسريحات متنوّعة، ملابس فريدة وتعابير وجه لافتة، تمكّن مايك دردريان من جمع تراث واسع في مجموعة لوحات “بسيطة”. فتح باب “الفنكو العربي/ الشرقي”، وهو يخطط بالفعل للمرحلة الثانية من اللوحات لمعارض مقبلة. فهل تتوسّع لوحات الأيقونات نحو أفيشات أفلام قديمة مثل تجربة “النظارة السوداء”؟