السويداء: ‘تحت الحصار’… محاطة من جميع الاتجاهات ودمشق شريانها الأساسي!

السويداء: ‘تحت الحصار’… محاطة من جميع الاتجاهات ودمشق شريانها الأساسي!

لا تزال السويداء تلملم مخلفات أعنف جولة اشتباكات شهدتها المحافظة الدرزية السورية منذ عقود. رائحة الموت تفوح من الشوارع والمستشفيات، وبعض الجثث مكدس والبعض الآخر لا يزال في الشوارع وعلى محاور القتال، والدروز يعودون إلى المناطق التي باتت شبه آمنة لمعرفة نتائج أكثر من أسبوع من القتال والدمار الكبير.

مصادر ميدانية تحدّثت لـ”النهار” عن واقع المحافظة، وتقول إن جثث الضحايا تتشقق كونها خارج البرادات ولم تدفن بعد، وباتت مصدر قلق إثر احتمال تفشّي الأمراض. وتشير إلى أن بعض المواقع، كبرادات المستشفى الوطني، صارت أماكن خطيرة ولا يمكن دخولها قبل اتخاذ إجراءات سلامة محدّدة، في ظل غياب المستلزمات الضرورية.

السويداء، الواقعة جنوب سوريا، محاصرة من الجهات الأربع. دمشق تحيط بها من الشرق والشمال، ودرعا من الغرب، وكلها مناطق تابعة لسيطرة السلطات السورية، والأردن الذي أغلق حدوده بشكل محكم منذ بداية الاشتباك يحد السويداء من الجنوب، وقد انتشرت قوات وزارة الداخلية السورية عند حدود السويداء وأغلقت مداخلها لتثبيت وقف النار.

 

عناصر من القوات الحكومية على حدود السويداء (أ ف ب).

 

مصدر المساعدات الوحيد هو خط دمشق – السويداء، وقد وصلت قافلات مساعدات عبر الهلال الأحمر يوم الأحد، لكن مقاطع فيديو انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ظهر خلالها مواطن يتحدّث بلهجة السويداء، ويحدّد تاريخ أمس الإثنين، يقول إن بعض المساعدات منتهية الصلاحية منذ العام الماضي، ولكن “النهار” لم تتمكّن من التأكّد من صحة المعلومة.

يقول أحد المصادر إن السويداء “منطقة منكوبة”، والكهرباء والمياه لا تزال مقطوعة وشبكات الاتصالات والانترنت ضعيفة، والأفران متوقفة عن العمل بسبب نقص المواد الأولية لصناعة الخبز، أما المستشفيات العامة والخاصة فقد خرجت عن الخدمة بشكل نهائي بعدما تجاوزت قدرتها الاستيعابية وتعرّض الأطباء للإنهاك الشديد.

يصف المصدر الوضع الإنساني بـ”الكارثي”، ويعلّق على دخول المساعدات إلى المحافظة فيقول إن فرق الإغاثة لم تتشكّل بعد من أجل ضمان عملية توزيع عادلة وسريعة، والمشكلة قد تتفاقم مع عودة العائلات التي نزحت نحو الريف الشرقي كونه كان آمناً، ولا تزال تنتظر استقرار الحال بشكل تام من أجل العودة إلى مناطقها.

عودة الحياة إلى طبيعتها مرهون بعوامل عدّة، أولها التخفيف من الإجراءات الأمنية المحيطة بالسويداء وفتح الطرقات أمام حركة التجارة، لكن ذلك ينتظر استقرار الحال وخفض التوتر بين الدروز والعشائر، وثانيها استعادة العلاقات بين السويداء ومحيطها، وخصوصاً دمشق، كون خطوط التجارة والمساعدات ممدودة بين المحافظة الجنوبية والعاصمة، وخصوصاً أن المخرج تجاه الأردن مقفل.