مانشستر يونايتد لا يستفيد من تجارب الماضي

رغم سمعته كأحد أعظم أندية العالم، لم يكن مانشستر يونايتد يوماً مضرباً للمثل في فنّ التفاوض؛ فعلى مدار السنوات الماضية، أنفق النادي مئات الملايين في صفقات لم تحقق العائد الفنيّ المنتظر، وظهر في كثير منها بمظهر الطرف الأضعف على طاولة المفاوضات.
في الوقت الذي تُعرف فيه أندية كبرى مثل بايرن ميونيخ وريال مدريد بصرامتها وحِنكتها التفاوضية، يبدو أنّ يونايتد يفتقر إلى البوصلة، سواء عند الشراء أو حتى في تجديد العقود، وآخرها الكاميروني بريان مبيومو الذي سينتقل إلى الفريق مقابل 70 مليون جنية استرليني.
نستعرض أبرز 10 صفقات كشفت هشاشة التفاوض داخل “مسرح الأحلام”:
1 – بريان مبيومو – صيف 2025
دخل مانشستر يونايتد في مفاوضات طويلة ومعقدة مع برينتفورد لضمّ الجناح الفرنسي بريان مبيومو. ورغم أنّ النادي اللندنيّ كان يطلب في البداية 65 مليون جنيه استرليني، فقد تعنّت وقدّم عرضين مرفوضين، مما أعطى برينتفورد فرصة ذهبية لرفع السعر إلى 70 مليوناً.
الكاميروني بريان مبيومو. (إكس)
المفاجأة؟ يونايتد سيدفع في النهاية 71 مليوناً تشمل الإضافات، أي أكثر من السعر الذي كان مطروحاً في البداية.
2 – هاري ماغواير – صيف 2019
في واحدة من أكثر الصفقات إثارة للجدل، دفع يونايتد مبلغاً ضخماً بلغ 80 مليون جنيه لضم المدافع هاري ماغواير من ليستر سيتي، وجاء ذلك بعد رفض عرضين بقيمة 60 و70 مليوناً.
ورغم أنّ ماغواير قدّم فترات جيدة، فإنّ مستواه لم يرقَ إلى حجم الاستثمار، ليظلّ سعره رمزاً للفشل في تقدير القيمة الحقيقية للاعب.
3 – مروان فيلايني – صيف 2013
كان في وسع يونايتد ضمّ لاعب الوسط البلجيكي من إيفرتون مقابل 23.5 مليون جنيه عبر شرط جزائي. لكنّ التأخير والتردد أضاعا الفرصة، ليضطر النادي بعد شهر فقط إلى دفع 27.5 مليوناً. فارق مالي لا يبرره شيء سوى ضعف اتخاذ القرار.
4 – ميسون ماونت – صيف 2023
مع أنّ عقد ماونت مع تشيلسي كان سينتهي خلال عام، تمسّك النادي اللندني بموقفه، ورفض ثلاثة عروض من يونايتد. وبعد تهديدات بالانسحاب من الصفقة، عاد “الشياطين الحمر” ورفعوا العرض إلى 60 مليون جنيه استرليني.
صفقة باهظة للاعب سجلّه الطبي حافل بالإصابات، وسط تساؤلات عن مدى الحاجة الفنية إليه من الأساس.
5 – فيل جونز – صيف 2019
رغم تراجع مستواه وإصاباته المتكرّرة، قرّر مانشستر يونايتد عام 2019 منح فيل جونز عقداً جديداً لأربع سنوات براتب أسبوعي يصل إلى 75 ألف جنيه.
النتيجة؟ شارك اللاعب في 6 مباريات فقط خلال 4 مواسم، كلف خلالها خزائن النادي نحو 15 مليون جنيه. قرار يُعدّ نموذجاً للتخبط في إدارة العقود.
6 – أليكسيس سانشيز – صيف 2018
انتقل التشيلي من أرسنال مقابل صفقة تبادلية شملت مخيتاريان. لكن الخطأ الفادح تمثل براتبه الخيالي البالغ 350 ألف جنيه أسبوعياً، وقابل للارتفاع إلى 560 ألفاً مع الحوافز.
أنهى سانشيز مشواره في النادي بعد 45 مباراة فقط، مخلفاً وراءه أثراً مالياً لا يزال يُثقل كاهل الموازنة حتى اليوم، ومحدثاً فوضى في هيكل الأجور.
7 – دوني فان دي بيك – صيف 2020
ضمّ لاعب الوسط الهولنديّ من أياكس مقابل 40 مليون جنيه. ورغم موهبته، بدا واضحاً منذ البداية أنه لا يناسب أسلوب اللعب. وبعد سلسلة إعارات ومحاولات إنقاذ فاشلة، تمّ بيعه لجيرونا بخسارة ضخمة.
8 – بول بوغبا – صيف 2016
غادر بوغبا النادي مجاناً عام 2012، ثم عاد إليه في 2016 مقابل 89 مليون جنيه استرليني، ليغادر مرّة أخرى مجاناً في 2022. ثلاث محطات مع النادي لم تُحقق العائد المالي أو الفني المرجو، بل تسبّبت في انقسام دائم داخل غرفة الملابس.
9 – ممفيس ديباي – صيف 2015
انضم اللاعب الهولندي من آيندهوفن مقابل 25 مليون جنيه، لكنّ فشله في التأقلم أدى لمغادرته إلى ليون بعد موسم واحد فقط. وبخسارة مالية واضحة، استعاد هناك تألّقه، وأثبت أنه لم يكن هو المشكلة بل طريقة توظيفه.
10 – راداميل فالكاو – صيف 2014
دفع يونايتد 6 ملايين جنيه لاستعارة فالكاو من موناكو، مع راتب أسبوعي بقيمة 265 ألف جنيه. عاد اللاعب من إصابة خطيرة، وظهر باهتاً في “أولد ترافورد”، مسجّلاً 4 أهداف فقط في 29 مباراة.
ورغم وجود خيار الشراء مقابل 43.5 مليون جنيه، اختار يونايتد أخيراً التراجع، في واحدة من قراراته القليلة السليمة.