النصر يحدد مسار العودة في صيف التجديد واستعادة الثقة

النصر يحدد مسار العودة في صيف التجديد واستعادة الثقة

بعد موسم خيّب طموحات الجماهير، يبدو أنّ إدارة نادي النصر السعودي قد أدركت أنّ بلوغ الأدوار المتقدّمة وحده لا يكفي في نادٍ تعوّد على حصد البطولات، فكانت بداية التصحيح عبر إغلاق صفحة الموسم الماضي، وفتح أخرى جديدة عنوانها: “العودة إلى الطريق الصحيحة بخطوات محسوبة”.

من خارج الخطوط بدأت رحلة الترميم، إذ رأت الإدارة أنّ البداية الحقيقية لا بد أن تكون من مقعد المدير الفني، فوقع الخيار على المدرب البرتغالي المخضرم جورجي جيسوس، صاحب التجربة الناجحة سابقاً مع الهلال، ليجعل ذلك تأقلمه مع الأجواء السعودية أسرع وأكثر واقعية، خصوصاً أنه يملك دراية كاملة بمستوى المنافسة وطبيعة اللاعبين المحليين والأجانب في الدوري.

 

جورجي جيسوس. (إكس)

أما داخل المستطيل الأخضر، فكانت أولى الخطوات المهمة هي تجديد عقد النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو لموسم إضافي، ليس فقط لما يقدمه من جودة فنية وتأثير هجومي كبير فحسب، بل أيضاً لما يمثله من قيمة معنوية تمنح الفريق الثقة وتحفّز اللاعبين لبذل أقصى ما لديهم.

لكن أبرز ملامح ميركاتو النصر في هذا الصيف تظهر بالتخلي عن سياسة الكم، والاتجاه نحو الجودة. فقد أعلن النادي حتى الآن عن صفقتين محليّتين فقط، وهما نادر الشراري في قلب الدفاع، وعبدالله جابر في مركز الجناح.

ورغم محدودية عدد الصفقات، فإنّ التحرّكات تُظهر نضجاً كبيراً في التفكير، حيث تعمل الإدارة بالتنسيق مع جيسوس على استهداف مراكز محددة ظهر فيها قصور واضح خلال الموسم الماضي. أبرز تلك المراكز هو خط الهجوم، الذي افتقد إلى الدعم الحقيقي لرونالدو، مما دفع النادي لوضع النجم الكولومبي لويس دياز على رأس أولوياته، إلى جانب الغاني محمد قدوس لاعب وست هام، وذلك في إطار خطة تعتمد على جلب لاعبين يخدمون الأفكار التكتيكية للمدرب، لا مجرّد أسماء تسويقية.

على صعيد المغادرين، بدأت الإدارة بالتخلص من اللاعبين الذين لم يقدموا الإضافة المرجوة، وفي مقدمهم المدافع الإسباني إيمريك لابورت، إلى جانب قرار مفاجئ بالاستغناء عن المهاجم جون دوران، رغم انضمامه في الموسم الماضي؛ وهو ما يعكس الحزم في تطبيق الرؤية الفنية الجديدة من دون مجاملة.

بالمجمل، يبدو أنّ إدارة النصر تتبع هذا الصيف سياسة مختلفة، متمثلة بالثقة والهدوء، وتسعى من خلالها إلى إعادة بناء الفريق على أسس متينة تجمع بين العناصر المحلية المميزة والدعم الأجنبي الفعّال، بهدف واضح يتمثل باستعادة الفريق لمكانته كمنافس أول على كل الألقاب، محلياً وقارياً.