بعد فوز ‘الزعيم الأخضر’… بداية فصل جديد لكرة القدم الوطنية

بعد فوز ‘الزعيم الأخضر’… بداية فصل جديد لكرة القدم الوطنية

أسدل الستار على أصعب نسخ الدوري اللبناني العام لكرة القدم بتسلّم قائد فريق الأنصار نزيه أسعد كأس البطولة من رئيس الاتحاد اللبناني، نائب رئيس الاتحاد الآسيوي، المهندس هاشم حيدر، وهو اللقب الخامس عشر في تاريخ “الزعيم الأخضر” من أصل 65 نسخة.

كان الموسم مهدداً بالإلغاء، إذ توقفت المنافسات لنحو أربعة أشهر بعد المرحلة الأولى، التي جرت في 20 أيلول/سبتمبر 2024، بسبب العدوان الإسرائيلي على لبنان، وتضرّر بعض الملاعب، وارتقاء عدّة لاعبين شهداء. لكنّ اتحاد اللعبة فعّل نشاطه بعد توقف الحرب، وأعاد الحياة إلى المسابقات، حتى وصل بها إلى برّ الأمان.

لقب مستحق
استحقّ الأنصار الصعود إلى منصة البطل، إذ حافظ على توازنه طوال المراحل الستة والعشرين، متفوّقاً بشكل مباشر على منافسيه، ولا سيما الصفاء والغريم التقليدي النجمة والعهد، وحقق نتائج ساحقة في بعض الأحيان. عموماً، حقق الفريق عشرين انتصاراً خلال 26 مباراة، وتعادل ثلاث مرات، وخسر ثلاثاً أخرى، بينها المباراة الختامية التي كانت تحصيل حاصل ضد الصفاء 1-2، ليكتفي “العميد” بالوصافة ويرافق البطل إلى بطولة كأس التحدي الآسيوي للموسم المقبل.

سيُسجّل الموسم المنقضي بأرقام عديدة وأسماء جديدة، وسط انطلاق التحضيرات للموسم المقبل، الذي سينطلق بعد شهرين، وفق المتوقّع، بقدوم أسماء جديدة، بينها نادي جويا المتوّج بطلاً للدرجة الثانية والصاعد للمرّة الأولى إلى الأضواء، ومعه العائد بعد غياب طويل، نادي المبرة بطل كأس لبنان 2008، حيث سيحلان بدلاً من الشباب-الغازية وتجمع شباب بعلبك الهابطين إلى دوري المظاليم.

 

جمهور الأنصار يحتفل مع فريقه بلقب الدوري. (تصوير حسام شبارو)

وافد جديد بطموحات كبيرة
الفريق الجنوبي الذي اشترى رخصة نادي بنت جبيل، ويترأسه وسام سعد، سيدخل بطموحات كبيرة، إذ رصد ميزانية كبيرة، وتعاقد فعلياً مع المدرب الوطني يوسف الجوهري كمدير فني، ومع عدد من اللاعبين الجيّدين من نوادي المقدّمة.

رساميل جديدة
إذن، سيعرف الدوري اللبناني انضمام رساميل جديدة تستثمر في اللعبة التي تأكّدت شعبيتها الجارفة خلال احتفالات “الزعيم الأخضر” باللقب، ولا سيما في معقله منطقة “الطريق الجديدة” في قلب العاصمة، حيث سار اللاعبون فوق حافلة مكشوفة مع كأس البطولة وسط الجماهير التي هلّلت للفريق، ولنجومه، ولرئيس النادي النائب نبيل بدر، الذي لم ييأس من الاستثمار في اللعبة ولم يترك الأنصار، بالإضافة إلى احتفال نادي النجمة بلقب الموسم الماضي وبتكريم شهداء مدرجه أول من أمس.

وسيكون الأنصار وإدارته وجهازه الفني بقيادة الصربي دراغان يوفانوفيتش مطالبين ببذل جهود مضاعفة استعداداً للدفاع عن اللقب، وتمثيل لبنان بشكل مشرف في المسابقة القارية، وهو ما يتطلب تدعيم صفوف الفريق بلاعبين أجانب على قدر التطلعات والآمال.

النبيذي بقيادة “الصفاوي”؟
ينسحب التحضير على باقي الفرق الكبيرة، حيث يبدو الصفاء على أعتاب تغييرات جذرية، ولا سيما مع الأخبار المتواترة عن ترك نائب الرئيس والمموّل الأساسي رامي بيطار لمنصبه، وانتقاله إلى النجمة بنفس المنصب. ومن المتوقع أن يعلن رئيس الصفاء مازن زعني استقالته رسمياً وتسليم الدفة إلى رئيس جديد يُقال إنه رجل الأعمال سعيد سربيه، الذي تربطه علاقة صداقة متينة مع بيطار، مما يعني أنّ النادي النبيذي مقبل على حقبة جديدة بروحية مختلفة، من دون وضوح مستقبل الصفاء بعد. أما باقي الأندية، مثل العهد الذي يمتلك مجموعة مميزة من اللاعبين الشبان وإدارة طموحة، والحكمة-بيروت، الذي استحق لقب “الحصان الأسود” هذا الموسم، وكذلك التضامن-صور، فتستعدّ هي الأخرى لموسم حافل بالمنافسة.

نظام فني جديد
على صعيد الاتحاد اللبناني لكرة القدم، فإنه مدعو لملاقاة هذه التطوّرات على صعيد الأندية، ووضع نظام فنيّ يُرضي الطموحات التنافسية بالشكل الصحي والصحيح، ولا سيما في نواحي تطوير الملاعب ذات العشب الطبيعي، والتسويق، واستقرار النقل التلفزيوني، إضافة إلى اعتماد تقنية حكم الفيديو المساعد “VAR”، التي أعلن عنها الرئيس حيدر خلال الجمعية العمومية الأخيرة.

لقد كان موسم الدوري اللبناني الأخير تحدياً كبيراً وضع كرة القدم الوطنية أمام امتحان صعب، لكنه أثبت من خلاله الاتحاد والأندية قدرتهما على الصمود والعودة بقوة. مع دخول حقبة جديدة من الاستثمار والاحتراف، ينتظر المشجعون موسماً أكثر تنافسية وإثارة، يعكس الطموح المتزايد للنهوض بالمستوى الفني والإداري للعبة في لبنان، ويؤكد أنّ كرة القدم تظل نبضاً حيوياً يجمع الجماهير ويوحدها رغم كل الظروف.