بنفيكا يتألق في المباريات خارج الديار

بينما تتجه معظم الفرق العالمية نحو استقطاب لاعبين بمستويات رفيعة عبر إنفاق مبالغ ضخمة، اختار نادي بنفيكا نهجاً مختلفاً تماماً قائماً على الاستثمار الذكي في المواهب وتحقيق الأرباح منها.
منذ عام 2010 وحتى اليوم، رسّخ بنفيكا مكانته كواحد من أبرز الأندية التي تعتمد استراتيجية تطوير اللاعبين الصاعدين، ويسعى النادي لاستقطاب هؤلاء الشباب إلى أكاديميته، حيث يتم العمل على صقل مهاراتهم وتطوير قدراتهم، قبل تسويقهم وبيعهم إلى كبرى الأندية الأوروبية.
على مدار أكثر من 15 عاماً، اعتمد النادي سياسة مبتكرة مقارنةً بغالبية أندية أوروبا؛ فبدلاً من الإنفاق الهائل على التعاقدات، يركز بنفيكا على الحصول على المواهب بأسعار منخفضة أو حتى من دون مقابل، ثم بيعها لاحقاً بأسعار مرتفعة للغاية.
نتيجة لهذه الاستراتيجية الذكية، تمكن النادي من تحقيق أرباح مالية تجاوزت 1.25 مليار يورو عبر بيع اللاعبين إلى الأندية العالمية خلال تلك الفترة.
هناك العديد من الأمثلة التي تجسّد نجاح هذا النهج؛ فعلى سبيل المثال، اشترى بنفيكا آنخيل دي ماريا مقابل 8 ملايين يورو فقط، ثم باعه إلى ريال مدريد مقابل 33 مليون يورو. إلى ذلك، ضم فابيو كوينتراو مقابل مليون يورو ليتم بيعه لاحقاً إلى ريال مدريد بـ30 مليون يورو في عام 2011.
وبالنظر إلى ديفيد لويز الذي استقدمه النادي مقابل 500 ألف يورو فقط، باعه إلى تشيلسي بمبلغ 25 مليون يورو، ورودريغو مورينو الذي حصل عليه بنفيكا بـ6 ملايين يورو وتم بيعه إلى فالنسيا بـ30 مليون يورو في عام 2014.
لاعبو بنفيكا خلال التمارين. (إكس)
كذلك، تلعب أكاديمية النادي دوراً كبيراً في هذا النجاح؛ فقد أخرجت العديد من الأسماء اللامعة مثل روبن دياز الذي انتقل إلى مانشستر سيتي مقابل 72 مليون يورو في عام 2020، وجواو فيليكس الذي بيع إلى أتلتيكو مدريد بمبلغ قياسي بلغ 127 مليون يورو في عام 2019، بالإضافة إلى عشرات المواهب الأخرى.
ما بين عامي 2010 و2025، بلغت مصاريف بنفيكا على شراء اللاعبين نحو 250 مليون يورو، فيما تجاوزت العائدات الناتجة عن بيعهم 1.5 مليار يورو، ليحقق النادي أرباحاً خالصة تُقدر بحوالى 1.25 مليار يورو.
يكمن هذا النجاح في الإدارة الرياضية التي تجيد الاستثمار بعقلانية، وشبكة كشافين متميزة قادرة على اكتشاف المواهب مبكراً وتطويرها وتسويقها عالمياً. وفي وقت تمر فيه العديد من الأندية الكبرى بأزمات مالية وديون ثقيلة، يقدم بنفيكا نموذجاً يُحتذى به في إدارة المشاريع الرياضية بفعالية.
ومع أنه فقد العديد من النجوم الذين شكلوا مصدر قوته، إلا أنّ النادي تمكن من الحفاظ على استمرارية الفوز بالبطولات المحلية والقارية، ليصبح مثالاً يُجيد اللعب بطريقة مختلفة خارج قواعد اللعبة التقليدية، عبر إدارة تُجسّد مفهوم الاستثمار والربح بلا خسارة.