خلية ‘حسم’ وعودة أحمد المنصور: تساؤلات حول الروابط بين دمشق والقاهرة

طرحت حادثتان أخيرتان تساؤلات جدية بشأن طبيعة العلاقة بين دمشق والقاهرة في ظل النظام السوري الحالي.
الحدث الأول، والأكثر وضوحاً، تمثل بعودة الجهادي أحمد المنصور، مؤسّس حركة “ثوار 25 يناير”، إلى مهاجمة مصر مجدّداً انطلاقاً من الأراضي السورية، بعدما كان اعتُقل سابقاً من قبل السلطات السورية؛ وهو ما اعتُبر حينها بادرة حسن نية تجاه القاهرة.
أما الحدث الثاني، الذي زاد من حدة التساؤلات، فكان مداهمة قوات الأمن المصرية، يوم الأحد، لوكرٍ في حي بولاق الدكرور بمحافظة الجيزة، يضمّ عدداً من عناصر حركة “حسم” التابعة لتنظيم “الإخوان المسلمين”؛ وهي حركة مصنّفة على قوائم الإرهاب في كلّ من الولايات المتحدة وبريطانيا ومصر.
وبحسب بيان وزارة الداخلية المصرية: “وردت معلومات تتضمن اضطلاع حركة حسم التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية الهاربة إلى تركيا بالإعداد والتخطيط لمعاودة إحياء نشاطها”، لافتة إلى أن “المعلومات تضمنت تخطيط الحركة لارتكاب عمليات عدائية تستهدف منشآت أمنية واقتصادية”.
إفراج مشروط
يقول الخبير في شؤون الحركات الإسلامية الدكتور عمرو عبد المنعم، لـ”النهار”، إن “إطلاق سراح المنصور جاء بعد وساطة من فصائل مسلّحة مقربة من هيئة تحرير الشام، على أن يتوقف عن مهاجمة النظام المصري”.
وكانت العلاقات بين القاهرة ودمشق قد شهدت تحسناً نسبياً خلال الأسابيع الماضية، متجاوزة الحذر الذي اتّسمت به بعد سيطرة “هيئة تحرير الشام”، ذات التوجه الجهادي، على السلطة في دمشق، عقب إسقاط نظام بشار الأسد.
وجود المنصور، الذي كان أحد مقاتلي الهيئة المقربة من تركيا، وتحريضه أخيراً على إثارة النعرات القبلية والعرقية في مصر، من خلال تدوينات له، ووجود معسكرات تدريب لحركة “حسم” في كل من سوريا وليبيا – وفق ترجيحات محلّلين، ووفق ما ظهر في مقطع دعائي قبل نحو أسبوعين – تعدّ مؤشرات وعلامات استفهام كبيرة حيال طبيعة علاقة النظام الحاكم في دمشق بالدولة المصرية.
ويرى عبد المنعم أن “بعض الأطراف في النظام السوري تستخدم المنصور كمخلب قطّ للمكايدة السياسية مع القاهرة، لكنه في الواقع لا يملك أيّ قدرات قيادية تُذكر، بل هو مجرّد مقاتل عادي”.
ما يحدث اليوم في محافظة السويداء
فيه دروس لكل القبائل العربية في صعيد مصر
املي بالله أن تجتمع كل القبائل يوما ما
فأنتم أهل العزة والرجولة ويكفيكم شرفاً
اننا بكريين وعدويين وأبناء الصحابة الفاتحين
فاللهم كما قرت عيوننا اليوم بتوحد العشائر السورية
أن تقر عيوننا بكل قبائل مصر— أحمد المنصور (@ahmed7almansor) July 17, 2025
دون المطلوب
من جهته، يرى الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية، أن “من حق القاهرة أن تغضب من استخدام الأراضي السورية منبراً لمهاجمتها سياسياً. لكن من منظور العلوم السياسية، هناك أهداف استراتيجية بين الدول تتجاوز هجمات أفراد أو حتى جماعات”.
ويضيف غباشي، في حديث مع “النهار”، أن “العلاقات الراهنة بين مصر وسوريا لا تزال دون المستوى المطلوب، رغم وجود عدد من المصالح الاستراتيجية المشتركة بين البلدين التي تتجاوز الخلافات الآنية. وقد رأينا كيف تجاوزت مصر نقاطاً خلافية مع تركيا، رغم احتضان أنقرة لكوادر الإخوان، وكذلك كيف تحسنت العلاقات مع قطر رغم الخلافات السابقة”.
ويخلص غباشي إلى أن “التركيز على المصالح والأهداف الاستراتيجية المشتركة من شأنه أن يخفف من تأثير بعض الشخصيات أو الجماعات، وربما يؤدي مع الوقت إلى اختفاء أو توقف الدعم الموجه لها”.