باريس سان جيرمان: مشروع رياضي يتحدى سيطرة الأندية الكبرى

في عالم كرة القدم، قد يكون فقدان بطولة أو لقب أمراً طبيعياً، لكنّ النجاح الحقيقي يكمن في بناء هوية قوية، حيث يُثبت الفكر أنه يتفوّق على الأسماء، وهذا بالضبط ما أظهره نادي باريس سان جيرمان هذا الموسم.
على مدار الأعوام الأخيرة، ارتبط اسم باريس سان جيرمان بالنجوم والظهور الإعلامي المثير، من دون تحقيق نجاحات ملموسة على المستوى القاري. فريق اكتفى بالهيمنة المحلية وفشل في المنافسة بجدية على البطولات الكبرى، لكن هذا الموسم جاء مختلفاً، إذ نجح النادي في تجاوز الشكوك بالأداء والأرقام والألقاب.
واللافت وصول قيمة نادي العاصمة الفرنسية السوقية إلى أعلى مستوى في تاريخه، متجاوزاً ملياراً ومئة مليون يورو، وهي سابقة لم تحدث حتى في حقبة الثلاثي نيمار وليونيل ميسي وكيليان مبابي.
المثير للإعجاب أنّ هذه القيمة لم تكن نتاج الزخم الإعلامي المعتاد، بل جاءت خلال موسم خال من الأسماء اللامعة بالتأثير نفسه، مما يعكس نجاح المشروع الجديد الذي يعتمد على الفكر والتخطيط والاستثمار الذكي في المواهب.
ديزيري دوي من المواهب الواعدة في فرنسا وأوروبا. (أ ف ب)
التحوّل الكبير الذي شهده النادي لم يكن مرتبطاً بلاعب معين، بل كان نتيجة تغيير شامل في فلسفة الفريق، إذ أصبح باريس سان جيرمان يعتمد على جيل شاب ومدرب برؤية واضحة، بالإضافة إلى منظومة جماعية تعتمد على التناغم والتكامل، وليس فقط المهارات الفردية.
تغيّرت طريقة التفكير على أرض الملعب بقيادة المدرب الإسباني لويس إنريكي، الأمر الذي جعل الفريق يتمتع بمرونة تكتيكية وقوة ذهنية كبيرة ساعدته على تخطي عقبات صعبة في الطريق نحو المجد الأوروبي.
ومع أنّ باريس سان جيرمان خسر أمام تشيلسي في نهائي كأس العالم للأندية، إلا أنه قدم موسماً استثنائياً على مختلف المستويات، وتوّج بعد طول انتظار بلقب دوري أبطال أوروبا.
باريس سان جيرمان اليوم لم يعد مجرّد فريق عادي، بل أصبح مشروعاً رياضياً ضخماً يتقدم بثبات نحو تهديد هيمنة الكبار في أوروبا.